رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البترول والغاز... ملك من؟


لقد أسقطنا نظامين بعد ثورتين وسالت دماء شبابنا فى كل الميادين ومازالت ثروات البلاد يملكها غيرنا.. فما هو الحل؟ إن هذه الحكومة مثل كل الحكومات السابقة قد غرقت فى العسل الأسود وأصبحت شريكاً بالتواطؤ والصمت.. إن الحل الوحيد يكمن داخل قوة شباب هذا الوطن إنه الوحيد القادر على استعادة ثروات البلاد إلى صاحبها الحقيقى وهو الشعب المصرى.. بعد أن فقدنا الأمل نهائيا فى أى حد!!

السؤال هنا .. هل هناك مواطن مصرى يعلم حجم و قيمة ثروات بلاده النفطية؟ كل شعوب العالم تعلم تماماً حجم ثرواتها وقيمة إيراداتها، إلا نحن! لقد استمر نظام مبارك خلال السنوات الماضية يخفى تماما أسرار النفط المصرى وأصبحت ثروات الشعب سراً من أسرار هذا النظام، بل ولا يجوز أن يطلع عليه أحد .. وما كان يأتى إلى الموازنة العامة من إيرادات هو جانب ضئيل جدا من ثروات البلاد.. كان كل من يتعرض لهذا السر يقابل بالهجوم عليه واعتباره يعمل ضد النظام! ومن خلال ما يعلن فى منظمة«الأوبك» اطلعت على الحقيقة المخيفة.. إن مصر هى الدولة الخامسة فى العالم فى إنتاج الغاز، هل يعلم أحد ذلك؟ فما قيمة مبيعات هذا الغاز؟ والحقيقة الثانية إن مصر تنتج يوميا 700 ألف برميل بترول، ولا يجوز لأحد أن يعلم إيرادات حصة الجانب المصرى! كيف يمكن أن لا نعلم ثروات بلادنا وكيف تتم إدارتها ومن هم الذين يخفون الأسرار حول ما نملكه؟ لقد منح مبارك بصفته وبشخصه جانباً كبيراً من الغاز المصرى إلى صديقه الشخصى «حسين سالم» دون وجه حق سوى هذه الصداقة التى دفع الشعب المصرى ثمنها غاليا.. حتى هذا الصديق باع «الورقة» إلى شركة أمريكية بثمن يمكن أن نسد به عجز الموازنة!! وهذا البيع تم بعد أن فاحت الرائحة العفنة والكريهة عن بيع الغاز المصرى بسعر يقل 90 % عن السعر العالمى إلى صديقتهم إسرائيل!! ولم يكتف بهذا بل كنا نشترى الغاز نفسه بأسعار عالمية وهو نفسه الغاز المملوك للشعب المصرى والذى تم منحه هبة لرجل كل ما يملكه إنه صديق شخصى لمبارك !! واستطاعت الشركات العالمية التى تستخرج الغاز أن تحصل لنفسها على كل ما تبقى لنا من غاز.. وأصبحنا نحن خامس دولة فى العالم تنتج الغاز نستورد، ونتلقىالمنح والمعونات من الغاز، من دول صديقة وشقيقة !! لقد استطاع بعض كبار الموظفين فى الهيئات والشركات العاملة فى هذا الإنتاج أن ترتبط بعلاقات غير معلومة لنا، و بعضهم انتقل للعمل بالشركات الأجنبية التى كانت تقاسمنا فى الغاز، كل هذا العمل تم وكان معلوم لمبارك نفسه الذى تواضع بالحصول على حصة كبيرة لصديقه الحميم.. ووقف الشعب المصرى طوابير طويلة كى يحصل على أنبوبة غاز مستورد وبأسعار عالية أكثر من قيمة الدعم المزعوم..! ويطالعنا الآن الصديق الحميم «حسين سالم» بعرض على حكومة البرادعى بالتنازل عن نصف الممتلكات داخل مصر التى حصل عليها من خلال صديقه مبارك، وتنتظر الحكومة الآن العرض حتى تبت فيه ويعلن المتحدث الرسمى باسم الحكومة إن جميع من حصلوا على حقوق الشعب المصرى هم «أبرياء» ما لم يصدر ضدهم حكم نهائى! هذا هو الغاز فقط والذى أصبح قلعة من الأسرار لا يجوز لأى مواطن أن يعرف طلاسمها.

أين عشرات الأجهزة الرقابية والأمنية والمالية والمحاسبية المسئولة عن هذا الإجرام؟ ونسأل «حسين سالم»: هل التنازل عن نصف ما تملكه داخل مصر هو منحة منك؟ وأين مليارات الدولارات التى استوليت عليها من قيمة الغاز المصرى و الموجودة الآن فى خزائن العالم الخارجى؟ إن مصر تنتج 700 ألف برميل يوميا تبلغ قيمتها أكثر من 70 مليون دولار بعد خصم حصة الشريك الأجنبى فما الإيراد اليومى من ذلك؟ إن حصتنا من إنتاج البترول تبلغ ثلاثة أضعاف إيرادات قناة السويس!! إننا نوجه كلماتنا هذه إلى الشعب المصرى صاحب ومالك هذه الثروات: كيف نملك كل هذا الثراء ونعيش فى ظل فقر مدقع وبطالة قاتلة وأمراض لا نستطيع الشفاء منها؟

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات