رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تحبب ابنك فى ذكر الله؟




إذا كان الذكر هو أفضل وسيلة لتصفية النّفس والذهن والروح، والتخلص من التشويش العالق بها، بما يساعد الإنسان على أن يعيش حياة هادئة وخالية من التشويش والتوتُّر ويساعد روحه على السكون، فإن فوائده العظيمة هذه لا تقتصر كما قد يظن البعض على الكبار، وإنما تمتد لتشمل أيضًا الصغار.
فالذكر قد يساعد الأطفال على تخطى مشاكل وظروف كثيرة جدًا، وهُمّ فى سن صغيرة، ويساعدهم على تخفيف الألم النّفسى الناتج عن التنمُّر الذى من المُمكن أن يتعرّضوا له، أو يقلّل من توتُّرهم نتيجة التجارب الجديدة التى يمرّون بها، أو يساعدهم على تقليل وتخفيف الضغط من عليهم نتيجة الامتحانات والاختبارات.
أو أن الطفل ربما يعانى أصلًا من مُشكلة ولا يستطيع أن يعبّر عنها أو يخرجها من داخله، وذات أثر مؤلم على حياته، الحل الأمثَل له هنا هو الذِكر، وهنا يأتى دور الآباء والأمّهات، وهو الشىء الوحيد الذى بإمكانه أن يقوّيه نفسيًا وروحيًا، والوِرد المخصص له صغير لا يتجاوز بضع دقائق، ولا يزيد على ٣٠٠ تسبيحة، على النحو الآتى:
- ١٠٠ الحمد لله.
- ١٠٠ لا إله إلّا الله.
- ١٠٠ سُبحان الله.
وعليك أثناء ذلك أن تُفهّم ابنك معنى كُل ذكر ببساطة دون تعقيد، وكيف يتعلم أن يشكُر الله على نِعَمه، ويستشعر معنى الحمد لله، ويعرَف معنى لا إله إلّا الله، ويستشعر عظمة ربّنا فى الكون، وهذا لن يستغرق منك ومنه أكثر من ٥ دقائق يوميًا، حاول أن تساعده واجلس معه فى وقت المذاكرة، فهذا يغسل قلب ابنك من الداخل.
وهذا عن تجربة حقيقية حصلت مع ابنى الصغير عُمَر، فعندما انتقل من مدرسة إلى مدرسة أخرى، تعرض للتنمُّر من جانب زملائه، فبدأ يكرَه الذهاب للمدرسة، ويبكى كُل يوم الصُبح وهو فى طريقه إليها، وعندما سألته عن السبب؟، قال أسباب كُرهه للذهاب للمدرسة، فبدأت أفكّر فى حل وهو أن أشجّعه على التسبيح وذِكر الله، بعد فترة قليلة أصبح مرتاحًا نفسيًا وهادئًا، وبدأ يحكى عن المشاعر التى يشعر بها مع مرور الوقت وهو يذكُر الله.
اعمل دائمًا على تشجيع أولادك على ذِكر الله، ابدأ معهم وحبّبهم فى الله، وفى ذِكره، لا تزوّد عليهم الضغوط، علّمهم أن الذكر هو الذى يقوّيهم نفسيًا. ومن الأفكار التى يمكن أن تفعلها مع أولادك أن تعمل الشىء أمامهم، فالطفل عندما يرى أباه أو أمّه يفعلان شيئًا مُعيّنًا يحاول أن يقلّدهما.
على سبيل المثال: اجلس كُل يوم، وأنت مُتعمّد مسك السبحة أمام طفلك، وتذكُر الله بصوت يسمعه، مع الوَقت سيتشجّع، ولو فقط من باب الفضول على أن يفعل ما تفعله، أو أنّك تقول له وهو مقبل على شىء كبير خائف مِنّه، مثل امتحان، أو بطولة رياضية، إنه لا بد أن يذكُر الله، حتى يقف ربنا معه ويوفّقه، على أن يدخُل مُقتنعًا تمامًا بذلك، وسيرى نتيجة ذلك بالخير إن شاء الله، فيتعلّق قلبه بذِكر الله وبحُب الله، عزّ وجل.
والذكر من الأشياء التى تحل مشاكِل أخرى مثل مُشكلة الصلاة، ويجعل الطفل يحب ربّنا بالذكر، ويحب بسببه الصلاة، الذكر يقوّيه نفسيًا ودينيًا، وهناك أذكار لا بد أن تحفّظها لابنك وتعرّفه لماذا يقولها، ونتيجتها عليه، حتى تحفّزه من أجل أن يرددها ويحافظ عليها، مثلًا دعاء الخروج من البيت: «حسبى الله لا إله إلّا هو عليه توكّلت وهو رب العرش العظيم»، وتعرفه أن النّبى، صلى الله عليه وسلم، قال إن من يقولها سبع مرات وهو خارج من البيت، ربّنا سيتولّى أمره وييسّر له حياته، وتفهّمه معانى هذا الكلام.
علمه ذكرًا آخر: «بسم الله الّذى لا يضُر مع اسمه شىءٌ فى الأرض ولا فى السماء وهو السميع العليم»، وقل له «إن ربّنا سيحفظك به لو واظبت عليه كُل يوم»، لأن النّبى، صلى الله عليه وسلم، يقول إن من يداوم على هذا الذكر يوميًا يحفظه الله مِن أى ضرر قد يُصيبه فى هذا اليوم.
حبّب أولادك فى الذكر، وعلّمهم أنّه هو الحل لكُل المشاكل التى يواجهونها فى حياتهم اليومية، وأن من يذكُر الله، يذكره الله، وأن ذِكر الله للعبد حُب من الله له.