رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجزرة «الألتراس» .. ارتكبها الإخوان.. ودفعت ثمنها بورسعيد


نطالب بجميع الأجهزة الرياضية والسياسية والأمنية بعقد لقاء كبير مشترك بين كل الأطراف للمساهمة فى تقديم الحقيقة إلى الشعب وهو وحده صاحبها.


نشرت جريدة «الدستور» اعترافات لأسامة ياسين - وزير الشباب فى حكومة الإخوان وقائد الفرقة 95 الإخوانية صاحبة موقعة الجمل - والذى أقر فيها بقيام جماعة الإخوان بارتكاب مجزرة استاد بورسعيد أثناء مباراة الأهلى والمصرى، كان هدف الإخوان الوصول للحكم تحت أى ظروف حتى وإن كان الثمن هو القتل، فقد كان الحلم يراودهم منذ فترات طويلة من الزمن وكان المخطط إحداث وقيعة داخل صفوف الشعب المصرى الذى ثار على نظام مبارك، فشلت المحاولة الأولى بين نادى المحلة والأهلى، ولكن فى هذا اليوم المشئوم نجحت جماعة الإخوان فى اختراق أكبر مباراة تاريخية بين النادى المصرى والأهلى.. لن نخوض فى الإجراءات وما حدث من قبل المباراة أو بعدها، ولكن الحديث هنا عن الهدف الحقيقى من وراء المجزرة. كانت جماعة الإخوان تعلم جيدا حالة التعصب الكروى بين جماهير الأهلى والمصرى، وإن الجماهير العريضة للأهلى فى القاهرة وبعض المحافظات تمثل نسبة كبيرة من الجماهير لتحقق بها مطامع الإخوان، ومع الإعلان عن المجزرة ارتفعت أصوات الإخوان تتهم «الفلول» وهى العدو الأكبر للإخوان بالقيام بالمجزرة، وقد أخطأنا نحن عندما صدقنا كذبها وتضليلها، فقد كان الهدف إلصاق التهمة بـ «الفلول»، أى بنظام مبارك المنهار وحتى يتسنى لها الاستحواذ على نسبة كبيرة من مؤيدى النادى الأهلى، كانت المجزرة بشعة استحقت إدانة العالم لها، وكان وقعها على الشعب المصرى شديدا، بما فيها أبناء بورسعيد أنفسهم.

وهنا تدخل شيطان الإخوان لإحداث الفرقة بين الإخوة أبناء الوطن الواحد وشاركهم فى ذلك تضليل إعلامى عنيف بقيادة إعلامى هارب فى قناة «الجزيرة» الآن يوجه للشعب والجيش سمومه، وازدادت الفرقة ومارست جماعة الإخوان شعار الاستعمار «فرق تسود» ومازالت هذه الفرقة سائدة حتى الآن، ورغم ما صدر بعد ذلك من دلائل قوية تؤكد أننا ضحية لجريمة منظمة مخطط لها «مكتب الإرشاد» نفسه! حتى بعد صدور حكم المحكمة بإدانة عدد من شباب المدينة، لم يرض ذلك شباب «الألتراس» الأهلاوى، وهذا يؤكد أن هناك قوى خفية تعمل بكل الطرق لإشعال نار الفتنة، وأكبر دليل على ذلك هو ما يحدث فى هذه الأيام من الارتباط الوثيق بين قيادة الإخوان و«الألتراس» فى التحريض الدائم والمستمر حول إسقاط الدولة المصرية من أجل تدمير الوطن نفسه لصالح جماعة الإخوان. وما يؤكد إجرام هذه الجماعة فى ارتكاب المجزرة هو ما أعلن عنه «مرسى» نفسه، حيث أمر بإطلاق الرصاص الحى على أبناء المدينة وهم عزل تماما وأسقط منهم 30 شهيدا فى الدقائق الأولى ووصل عدد الشهداء إلى 53 شهيداً بعد ذلك بالإضافة إلى 800 مصاب بعضهم بعجز دائم، حتى يرضى نزاعات «الألتراس»! وقد تأكد لنا دخول عناصر ترتدى الملابس المدنية وتخفى وجهها بأقنعة، نامت ليلة الحكم داخل مطافئ محطة حاويات بورسعيد، وأيضا أعداد كبيرة كانت داخل مدينة الطلبة بجامعة بورسعيد التى يرأسها قيادى كبير بجماعة الإخوان، ولم يتم حتى الآن معرفة جنسية كل هؤلاء الذين ارتكبوا جرائم بشعة ضد أبناء بورسعيد لإشعال الفتنة واستمرارها.

لقد باءت كل المحاولات بالفشل لإعلان الحقيقة، ولكن الأموال الهائلة كانت تتدفق ومازالت من أجل اتساع مساحة الفتنة، حتى أصبح الشعب المصرى كله يرى «الألتراس» فى خنادق تختلف عن خندق الشعب المصرى، بل وتسعى جاهدة لضرب الوطنية المصرية. إن النجاح الكبير الذى حققته جماعة الإخوان باستغلال الانتماء الرياضى وتحويله إلى انتماء معاد للوطن والشعب، وكان ثمنه رهيبا فى سقوط أعداد كبيرة من الشهداء من جميع الأماكن، إننا نسأل شباب «الألتراس» هل الوطن والشعب لم يعد فى ضميركم؟ حتى الوطن نفسه عندما تعرض للخطر فلماذا تساهمون مع الخونة فى تمزيقه؟ إننا نطالب بتحقيق ومحاكمة شعبية للبحث فى حقيقة هذا العمل الإجرامى والذى تم على أرض بورسعيد، وهذا هو الحل الوحيد. لقد سبق أن أرسل مجلس الشعب المنحل لجنة لتقصى الحقائق أغلبية أعضائها من جماعة الإخوان، بل وكان ضمن الأعضاء أحد الذين حدد الرأى العام دورهم فى التخطيط للجريمة وإشعال نار الفتنة، اتجهت هذه اللجنة إلى إدانة عناصر من «الفلول» حتى تبعد الأنظار عن المجرم الحقيقى وهى جماعة الإخوان! والآن .. العمل لكشف وقائع هذه الجريمة البشعة حيث دفعت بورسعيد ثمنها وحدها دون غيرها؟! إن استمرار هذه الجريمة دون الإعلان الحقيقى عن مرتكبيها أصبح يمثل خطرا شديدا على الوطن كله، وللأسف لم نجد حتى الآن أصواتاً عاقلة ذات انتماء وطنى تسعى جاهدة إلى العمل على كشف خنادق الخونة الذين تسببوا فى هذا الواقع الإجرامى.

لقد أصبح الرأى العام كله يتجه إلى الاقتناع بالجريمة المنظمة التى تمت على أرض بورسعيد بل هناك قطاعات كبيرة من الجماهير الوطنية تدين موقف «الألتراس» فى تنفيذ المخططات الإجرامية لجماعة الإخوان. وللحديث بقية.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات