رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقوى الطرق للتخلص من تشويش الحياة «٢-٢»


الحج عبادة فيها زحام كثير، وبالتالى فأنت بحاجة إلى الخروج خارج الزمان والمكان وتذكر الله، الذكر يوسّع مساحة فى عقلك، ويجعل هناك غرفة فارغة تستطيع أن تلجأ إليها وتسكُن فيها وقتما تتعرض لضغط وتشويش فى الحياة.
أنت بحاجة لأن تعيش كل يوم جزءًا بسيطًا من الوقت، ٢٠ دقيقة فقط يوميًا تستطيع أن تجلس فيها وتصفى ذهنك وروحك بذكر الله، لكن لا تذكره بهدف الحصول على مقابل، أو حتى يذهب التشويش، بل لأنه خالقك ويستحق أن يُعبَد ويستحق أن يُذكَر.. «اذكُرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا...»، اذكره لأنك تحبه وتريد أن تذهب إليه ولأنه يقول: «أنا مع عبدى ما ذَكرنى وتحرّكت بى شفتاه»، ويقول: «اذكرونى أذكركم»؛ عندما تذكره يذكرك فى الحال، جرّب أن تذكره وانظر إلى آثار ذلك فى حياتك.
لو نسيك كل الناس، أمَا يكفيك أن ربنا يفكر فيك؟! لو تخلى عنك كل الناس، أمَا يكفيك أن ربنا يذكرك؟!.. «اذكرونى أذكركم» هى طريقة حياة جربها لأنها أسهل عبادة، لن تأخذ من يومك كله غير ٢٠ دقيقة، عبادة سهلة لا تشترط أن تكون متوضئًا، تمارسها فى أى حال، عبادة سهلة وعبارة عن منظومة من ثلاثة أشياء: لسان يذكر الله وعقل ينظر لمعنى الكلمة التى تقولها وقلب يخشع ويشعر وينفعل بالمعنى الذى يراه.
اللسان يقول «لا إله إلا الله»، فالعقل شايف شريط لعظمة الله، فينفعل القلب ويقول له: بحبك يا رب.
اللسان يقول: «أستغفر الله»، فينظر العقل لشريط التقصير فى حق الله، فينفعل القلب ويترجاه ويقول له: سامحنى.
ويقول اللسان: «الحمد لله»، فالعقل يمر أمامه شريط لنِعَم الله، فينفعل القلب ويقول: «شكرًا يا رب»..
ويقول اللسان: «لا إله إلا الله»، فيمر أمام العقل شريط لعظمة خلق الله فى الكون وفى نفسك، فيتأثر القلب ويقول له: «أحبك يا رب».
تجربة لو عشتها بحب وشعرت بها ستغير حياتك ١٨٠ درجة، وتزيل كل التشويش الذى فعلته الحياة فى عقلك وروحك. احضر سبحة حتى تساعدك فى ذكر الله، خلال الوِرْد اليومى «٧٠٠ ذِكر» لمدة «٢٠ دقيقة»، وهو عبارة عن:
١٠٠ استغفار، ١٠٠ لا إله إلا الله، ٥٠٠ الباقيات الصالحات، سبحان الله ١٠٠، الحمد لله ١٠٠، لا إله إلا الله ١٠٠ مرة أخرى، الله أكبر ١٠٠، ولا حول ولا قوة إلا بالله ١٠٠.
٧٠٠ تسبيحة من الذِكر قادرة على أن تزيل التشويش المسيطر على عقلك لو فعلتها بإحساس. اجلس فى مكان هادئ وابدأ الذِكر بالاستغفار؛ لأن الاستغفار هو أقوى طريق يوصّلك لتقوى الله وكن حريصًا على مرضاته. الاستغفار ليس مجرد كلام تقوله أو مجرد عداد، بل لا بد من التفكُّر، حتى تحقق المعادلة التى تكلمنا عنها: القلب والعقل واللسان.