رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

230 رأس نووى إسرائيلى.. وأمريكا تحرض ضدنا!!


أما غير ذلك ستدفع البشرية غاليا مما تحدثه إسرائيل فى المنطقة، ولم تعد هناك أى دولة آمنة إذا استمرت إسرائيل كقوة نووية واحتلالها للأراضى العربية فقد تقدم التطرف ليصبح قوة بشرية تواجه قوتها النووية!! إن السلام الحقيقى تحميه الشعوب وليست الصواريخ النووية.

لدى إسرائيل أربع مفاعلات نووية أشهرها مفاعل ديمونة، وقد قامت فرنسا ببنائه عام 1954 من أجل أن تقوم إسرائيل بصنع سلاح نووى يمثل قوة ردع للدول العربية وكان العالم يعلم ذلك، وبعد هروب «فانونو» أهم علماء إسرائيل النوويين وإعلانه فى الإعلام الغربى عن امتلاك إسرائيل لجميع أنواع الأسلحة النووية، هنا أصبح العالم كله يعلم أن إسرائيل دولة نووية تمتلك الأسلحة وأصبحت الخامس على العالم، ورفضت التوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وقد سبق وأعلن وزير الدفاع المصرى «المشير عد الحليم أبو غزالة» ردا على هذا التهديد المباشر - أن الأسلحة الكيماوية هى قنبلة الفقراء النووية - وأصبحت الجيوش العراقية والسورية تمتلك هذه الأسلحة، ورفضت مصر التوقيع على معاهدة انتشار الأسلحة الكيماوية إلا إذا وقعت إسرائيل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، واستمر الحال هكذا حتى تم استغلال «صدام حسين» ودخول الحروب وغزو الكويت حتى انقضت أمريكا على العراق وقامت بتدمير السلاح الكيماوى، واتجهت إلى سوريا مستغلة ثورة الشعب السورى وانتهت بالاستيلاء على السلاح الكيماوى وأصبحت العراق وسوريا خارج نطاق تهديد أمن إسرائيل، وكان النظامان البعثيان سببا رئيسياً فى إسقاط جيوشهما نتيجة الاستبداد والديكتاتورية، وهنا اتجهت أمريكا كى تنظر إلى الجيش المصرى كى تفتش جيوبه من أى تهديد لأمن إسرائيل، بعد أن جعلت إيران تخضع تماما لتجريد قوتها النووية حتى تأمن أمن إسرائيل.

إن لدى إسرائيل كما هو معلوم ومنشور بالوثائق العسكرية ما يقرب من 230 رأسا نووياً موزعة فى صواريخ تحمل رءوس نووية فى صوامع أرضية، وكذلك داخل الغواصات الحديثة الألمانية، وأيضا قنابل تحملها طائرات بعيدة المدى، وهى بذلك أصبحت وحدها تملك قوة ردع مصوبة لجميع العواصم والمدن العربية، أى أننا أصبحنا أسرى ومهددين من هذا النظام دون أى قوة ردع أمامه.

إذاً بقى الجيش المصرى أقوى وأكبر الجيوش العربية، وهو الذى دافع عن الشعب المصرى أمام جماعة إرهابية تعمل لصالح هذا الكيان النووى ولكنه يملك المقدرات التى تجعله فى مناظرة أمام جيش الدفاع الإسرائيلى وهو ما يقلق إسرائيل لوجود علاقة حميمة بين الجيش والشعب، ففى حرب 1973 وبعد هجوم الجيش المصرى وسقوط أكبر خطوط دفاع إسرائيل «خط بارليف»، حركت إسرائيل بعد شعورها بالهزيمة بعض أسلحتنا النووية!

من هنا نعلم التحرك الجديد لأمريكا، فقد وجهت توجيهاتها إلى منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية كى تطالب مصر بالتوقيع على هذه المعاهدة حتى يمكن لها التفتيش علينا، رغم أن العالم كله يعلم ما لدى إسرائيل من أسلحة نووية، وهى الدولة الوحيدة فى المنطقة غير الموقعة على اتفاقية الحظر النووية، إن الربيع العربى ما هو إلا خريف، والربيع الحقيقى هو لإسرائيل نفسها، حيث أصبحت تعيش فى أمن لم تشهده من قبل.

ولكن هناك ما هو أقوى من جميع أسلحة إسرائيل النووية، وهو الشعب المصرى، ويكفىأن أمريكا نفسها قد هربت وجنودها عرايا من «سايجون» العاصمة الفيتنامية السابقة وتركت كل أسلحتها أمام الشعب الفيتنامى، ولم تنفعها ترسانتها النووية، إذاً إرادة الشعوب هى الأقوى.. إن لدى الجيش المصرى عقيدة قتالية لم تتغير حتى خلال نظام مبارك ومنذ توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» فهو يرى أن العدو الرئيسى يكمن هناك عند حدوده مع إسرائيل.

وبرغم من سقوط الاتحاد السوفيتى وغياب حلفه فقد استمر الجيش المصرى فى دعم قوته مستعينا بظهير اقتصادى يجعله يستطيع الصمود أمام أى قوة فى العالم مهما كانت تملك من الأسلحة والإمكانات الإلكترونية.

إننا نطالب كما تطالب جميع الدول فى المنطقة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية والانسحاب من الأراضى الفلسطينية بما فى ذلك القدس الشرقية ومسجدها الأقصى، وهذا هو الحل الوحيد كى تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار.