رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يكون الذكر دواء للآلام؟




مررت بتجربة مؤلمة فى حياتى، بعد أن واجهت عدة مصائب متتالية فى أسبوع واحد؛ كانت المعاناة كبيرة، وشعرت بأنى بحاجة لأن أسافر، لأننى كنت أشعر بتعب شديد، فسافرت إلى منطقة غابات، وعشت فيها مع الذكر ساعات طويلة، لدرجة أنى كنت أحيانًا أشعر بأن الشجر يسبح معى، وبأن هناك مغناطيسًا يجذبنى تجاه الغابة حتى أظل أذكر ربنا هناك.
كان تأثير الذكر الإيجابى فى حياتى، فقد خفف معاناتى كثيرًا، كلما ذهبت الآلام، استبدلها ربنا من عنده رحمات، والألم على الرغم من حدته وقسوته لأن المصائب كانت متتالية وعنيفة، لكن الذكر هو الذى داوانى، وهذه كانت بداية تجربتى الحقيقية مع الذكر.
وذات مرة، كنت داخل تاكسى فى إنجلترا، حيث عادةً لا يقوم سائق تاكسى بالنزول من سيارته ليسلم على سائق آخر، لكن عندما وقفنا فى إشارة، كان هناك تاكسى نزل منه سائقه، وتوجه إلى السائق الذى كنا معه، وطبطب عليه وقال له: «I feel very sorry for you»، فبكى وشعرت بأن لديه مصيبة وسألته؛ فقال لى إن ابنه توفى من أسبوع، وإنه مضطر ينزل للعمل؛ فبدأت أحكى له فكرة الملح، واتساع الصدر، وقلت له إنه كلما صدرك اتسع كان الألم أقل، فسألنى كيف يتسع صدرى، فسألته: Do you believe in GOD- هل أنت مؤمن بوجود الإله-؟! فأجاب: نعم.. فقلت له: تكلم معه، واحك له، وقل له: قونى، وإنك محتاج له، وتذكر نعمه عليك واشكره عليها.. هى نفس فكرة الذكر، فسألنى: هتفرق؟ فأجبته: هتفرق، وبعد ما وصلنى أعطيته تليفونى وعنوانى، فوجدته يتحدث إلىّ بعد أسبوعين ليشكرنى ويقول لى: I feel much better.
لكن أنت لا تذكره من أجل أن يخفف عنك الألم، تذكره لأنه يستحق أن يذكر، لأنه مالك الملك، العظيم، والكريم، ولأنه خالقك، لأنه يستحق أن يعبد وأن يذكر ويخفف ألمك.
والذكر منظومة تتكون من ثلاثة أشياء: لسان وقلب وعقل.
اللسان يقول: «استغفر الله»، فينظر العقل لشريط التقصير فى حق الله، ينفعل القلب ويترجاه ويقول له سامحنى.. ويقول اللسان: «الحمد لله». فالعقل يمر أمامه شريط لنعم الله، ينفعل القلب ويقول: «شكرًا يا رب».
ويقول اللسان: «لا إله إلا الله»، فيمر أمام العقل شريط لعظمة خلق الله فى الكون وفى نفسك، فيتأثر القلب ويقول له: «أحبك يا رب».
لكن عليك أن تجلس فى مكان هادئ بعيدًا عن تشويشات الحياة؛ حتى تركز وترى صورة جميلة تساعدك على التفكر فى عظمة الله وفى خلقه.
فأنت كل يوم بحاجة إلى ورد معين من الأذكار لمدة ثلث ساعة.. ٧٠٠ ذكر، وهذا الذكر عبارة عن:
- ١٠٠ استغفار.
- ١٠٠ لا إله إلا الله.
- ٥٠٠ الباقيات الصالحات.
- سبحان الله ١٠٠.
- الحمد لله ١٠٠.
- لا إله إلا الله ١٠٠ مرة أخرى.
- الله أكبر ١٠٠.
- ولا حول ولا قوة إلا بالله ١٠٠.
وهذا الذكر قادر على أن يداوى ألمك فى الحياة لو فعلت ذلك بإحساس.. ابدأ وعش حياة الذاكرين.