رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول يناير.. يوم الغضب للمعاشات


نحن بناة هذا الوطن.. وبيننا جيش عبوره فى انتصاره الكبير.. ولن نكون عبئا عليه فى هذه المرحلة .. كنا نحلم بالعدالة الاجتماعية، وحق المواطنة، مثل باقى كل الفئات.. كل هذا ولم تشفع فينا كل الحكومات، رغم أننا قدمنا ودفعنا الثمن باهظاً، ولن يسأل عنا أحد، ولن يذكرونا، سوى بإنكار الجميل وينزعوا عنا كل ما فعلناه، ويقولون عنا فى تصريحاتهم إننا «عبء» عليهم، وهذا ما جعلنا نصاب بالحزن الشديد!!

لقد استولوا على تحويشة عمرنا، والكبار نهلوا أموال الأرامل والأيتام والفقراء والمرضى، ومنحوا القانون أجازة طويلة فلم يعاقب أحد أو حتى يسأل، وجعلونا نحن ندفع ثمن الإجرام الذى وقع على أموال التأمينات. إننا أكثر الفئات تعاسة رغم أننا نملك ما يجعلنا نعيش حياة كريمة، ولكن أين ذهب ما كنا نملكه؟ إن صوت الملايين التسعة ارتفع فى كل ربوع الوطن يطلب تحقيق العدالة الانتقالية أى بالمحاسبة والقانون، وارتفع صوتنا يطالب بالعدالة الاجتماعية، ولم يسمعنا أحد فى كل الحكومات والوزارات حتى الأنظمة والثورات!!

والآن.. لم نستطع أن نستمر طويلا ونحن على أعمدة المشانق من الفقر والمرض، ونحن لا نستحق ذلك، ولم نكن نتصور أن هذا سوف يحدث لنا، إننا لا نطالب بأى حقوق فى ثروات بلادنا، فقد تركناها لمن يحصلون عليها الآن، ولكننا نطالب فقط بفوائد أموالنا وهى تكفى أن نعيش حياة كريمة، وكأننا نصرخ أمام جدار لا يسمعنا.

كيف يمكن لحكومة جاءت عبر ثورة شعبية أن تعلن عن الحد الأدنى للأجور وتسقط عنها أصحاب المعاشات؟ ألسنا بشراً ومواطنين حتى ينكل بنا بهذا الأسلوب البشع، لقد رفضت الحكومة تحديد الحد الأقصى للأجور على شركات الغاز والبترول والبنوك والهيئات الاقتصادية والشركات القابضة وكل هذا مملوك للشعب ولكن على الورق فقط!!

لذلك قررنا أن نواجه هذه الموت الاجتماعى الذى ينتشر بيننا ويجعلنا نتوجه إلى المقابر، بدلا من الحياة، هكذا أرادت لنا الحكومة ذلك.

من يتصور أن الحد الأدنى للمعاشات فى 1/7 الماضى 59+10=69 جنيها ..هذا هو ما نعيشه الآن.. إننا نوجه هذا إلى رئيس حكومة الأغنياء ونسألهم بكم نشترى بهذا المعاش؟ هذا هو حالنا الآن، وبيننا أكثر من خمسة ملايين يحصلون على معاش أقل من 500 جنيه شهريا، فهل هذا عمل إنسانى؟ إننا نقول للحكومة خذى كل معاشاتنا وأعطينا الطعام والعلاج .. إننا نعلم أن أحد لن يرد علينا، ولن يقبل سماعنا. لذلك كله.. قررنا أن يسمعنا الجميع، حتى من فقدوا حاسة السمع! على الملايين المسحوقة والمطحونة تحت مطارق الحكومة أن يعلنوا الغضب فى وجهها ويعتبرون أول يناير، وهو اليوم الذى سوف يبدأ فيه صرف الحد الأدنى للأجور، علينا أن نغضب فى هذا اليوم ولن نخضع لابتزاز الحكومة التى تعتبر العدالة الاجتماعية لنا شعاراً غير مرغوب فيه.

إننا نطالب بحد أدنى للمعاشات يساوى 80٪ من الحد الأدنى للأجور ونطالب بصرف 20٪ علاوة استثنائية من أول يناير لمن هم فوق الحد الأدنى المقترح وكذلك إسقاط القانون 130 لسنة 2009 الذى قدمه «بطرس غالى ومعيط» والذى أدى إلى سحق حياة 50 ألفا من أصحاب المعاشات المبكرة، حيث تم غدرهم وخطف 50٪ من معاشاتهم.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات