رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثوار بالشيكل.. أو بالدولار!!


منذ عدة سنوات أقامت السفارة الأمريكية احتفالاً إعلامياً بمناسبة تسليم ستة شيكات كل منها بقيمة مليون دولار لبعض جمعيات المجتمع المدني، ولكن نظام مبارك استشاط غضبا واستنكر ذلك.. ولكن أمريكا قامت بتأديبه وفرضت عليه أن يقوم هو وبنفسه بتوزيع ملايين الدولارات على منظمات المجتمع المدنى المرتبطة بالسفارة الأمريكية، وتم استقطاع هذه الأموال من المعونة الأمريكية، وبعد أن قامت أمريكا بتجميد المعونات العسكرية سمحت فقط باستمرار المعونة الموجهه لهذه الجمعيات والمنظمات!

وتدور الآن كلمة الطابور الخامس بين صفوف الرأى العام، ولكن البعض لا يعلم معنى هذه الكلمة، فقد كان هناك قائد يسعى لاحتلال مدينة ومعه أربعة طوابير من الجيوش، وعندما سأله قائد آخر هل فى قدرة الطوابير الأربعة اختراق المدينة؟ قال القائد هناك طابور خامس قد سبقنا داخل المدينة!

إذا من هو هذا الطابور؟ إنهم العملاء والخونة والجواسيس حيث قاموا بتخريب المدينة وضرب البنية الأساسية فيها واغتيال قياداتها، وعندما دخلت الجيوش الأربعة المدينة كانت مستسلمة تماما، وهكذا أصبح العالم كله يرمز للخونة والعملاء ويسميهم بـ «الطابور الخامس» ونحن الآن نعيش فى ظل نشاط هذا الطابور، فهو يرتدى أقنعة وتسميات مختلفة كلها تدعو لحقوق الإنسان والتنمية البشرية والدفاع عن الديمقراطية، وبعضهم يحمل أسماء من انتفاضة الشعب المصرى فى مراحله المختلفة، وبعد ثورة يناير أصبح الكثير من كل هؤلاء بأسمائهم التى تلمع كنجوم فى سماء الثورة، وهنا كانت أكبر وأقوى أجهزة المخابرات فى العالم حاضرة تلتقط بين أحضانها بعض هذه النجوم، وأصبحت «C.I.A» والموساد يعملان باستقرار وطمأنينة وأخذت هذه النجوم طريقها إلى صربيا وواشنطن حتى منتجعات تل أبيب!! وشارك هؤلاء فى تنفيذ المخطط الإجرامى نحو إسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية، وكان هذا لتنفيذ خطة أمريكا وإسرائيل لقيام الشرق الأوسط الجديد، ومنذ سنوات أصدر شيمون بيريز كتاباً يحتوى على هذا المخطط تحت اسم نحو «شرق أوسط جديد» وما تضمنه هذا الكتاب، هو ما يحدث الآن فى المنطقة تحت تسمية الربيع العربي، وفى هذا الكتاب تم توزيع المنطقة بسيطرة أمريكا وإسرائيل على الخليج وسوريا ولبنان تحت سيطرة إسرائيل، ومصر يتم تمزيقها إلى أربع قطع!! ولكن الشعب المصرى مزق بثورته فى 30 يونيو هذا المخطط الإجرامى ولبت القوات المسلحة نداء الشعب وأسقط نظام الإجرام، ولكن هذا لم يعجب طابور العملاء والخونة والمأجورين فأخذوا يقاتلون معركتهم الأخيرة مع الشعب المصرى كله ومؤسساته الوطنية، وقبل أن تسبونى وتشهرون فى وجهى أقذر أسلحتكم أقول لكم قبل أن تلدكم أمهاتكم كنت ضيفا مستديما فى كل السجون والمعتقلات والمنافى فى صراع غير متكافىء بيننا وبين القهر الاجتماعى والسياسى.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات