رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار جريمة العصر.. الإخوان سرقوا الثروة والثورة!!


لم نكن نعلم أن الجماعة انقضت من خلف ظهر الشعب والوطن وأنها قررت التنازل عن أراضى وطنية وتعديل حدود الوطن تنفيذا للاتفاقيات السرية بين الجماعة وأمريكا وإسرائيل.. من يستطيع أن يقول لنا هذه الجماعة وطنية بعد أن أصبحت عارية من أى قناع وطنى حتى لو مزيف؟

بعد انتخاب البرلمان الأخير بعد ثورة يناير تم تشكيل لجنة برلمانية لاستعادة «الأموال الهاربة» برئاسة عصام العريان! وحضر إلى هذه اللجنة كل القيادات البنكية والمالية والمسئولين الأمنيين عن حماية الأموال العامة واستمرت اللجنة عدة جلسات قدم فيها المجتمعون كل ما لديهم من مستندات وأوراق ومعلومات خاصة عن الأموال خاصة عن الأموال التى هربت خارج البلاد قبل الثورة وبعدها.. وكان من أشهر البلدان فى الخارج سويسرا وباريس وبرلين حتى قبرص وأصبحت جميع المعلومات تحت سيطرة رئيس اللجنة «عصام العريان» وبعد حل البرلمان لم نعد نسمع أين ذهبت الوثائق والمعلومات ولم نحصل على دولار واحد من الخارج حتى الآن رغم ما أعلن من كثير من الدول عن وجود المليارات لدى بنوكها بأسماء مبارك وأسرته وأنصاره.

وبعد أن استولى الإخوان على السلطة وأصبح موقع رئيس الجمهورية فى حوزتهم قامت علاقة مشاركة قانونية وسياسية وتم إنشاء مكتب كبير باسم المحامى الأوحد.. والذى حصل على حقه من السلطة بأن عين نفسه مسئولا عن المصالحة مع نظام مبارك وتحت يده الأجهزة المعنية بمطاردة من استولوا على هذه الأموال وأصبح المحامى الكبير يمنح قرارات المصالحة والإعفاء من المساءلة بل وإسقاط التهم وتحول هذا المكتب إلى وسيط بين جماعة الإخوان وأصحاب الأموال الهاربة وخلال عام كامل تم الانتهاء من اقتسام هذه الأموال بين من نهبوها وجماعة الإخوان وأصبحت المشاركة بين نظام مبارك ونظام الإخوان هى الوسيلة الوحيدة للمشاركة والتقارب.. رغم أن الإخوان هم صانعو شعار واستصلاح «الفلول» وهم أول من شاركوا الفلول فى ثرواتهم الهاربة!!

ومن أبرز المعلومات عندما أعلنت سويسرا أن لديها مئات المليارات من الدولارات بأسماء آل مبارك وبعد ذلك ساد الصمت! وأهم ما قدم داخل اللجنة تقرير منشور من لندن باسم محمود دياب عن وجود 600 مليون دولار لدى السفارة المصرية رغم رفض البنوك استثمارها لديها ما لم يكن معلوما أسماء أصحابها..!! وقد تم التزام الصمت واتضح لنا أن مكتب المحامى الوسيط كان يهدد كل أصحاب الأموال الهاربة بالتحفظ على ممتلكاتهم فى الداخل والقبض عليهم وعلى أسرهم بما يملك من قوة ومكانة لدى جماعة الإخوان وقربه الشديد لمكتب الإرشاد ورئيس الجمهورية نفسه، وانتهى إلى الأبد ما كان يحلم به الشعب المصرى من استعادة أمواله وثرواته التى نهبت خلال السنوات الطويلة الماضية وتحطم حلم المصريين على صخرة الإخوان الذين اقتسموا مع الفساد ثروات البلاد.

ولعل أبشع جريمة ارتكبت هو ما تم حيال بيع الغاز المصرى ومازالت هذه القضية فى المحاكم ولكن حكم الإخوان كان يتفاوض مع من استولى على الغاز المصرى «حسين سالم» الذى حصل لنفسه على توكيل لتصدير الغاز بأقل من سعر التكلفة، وعندما فاحت رائحة الفساد باع الرجل توكيله بـ 400 مليون دولار لشركة أمريكية، وهكذا فقدنا ما كان السبب الرئيسى لقيام ثورة يناير، فقد كنا نرى أننا سوف نعيش فى حياة كريمة بعد أن نسترد ثرواتنا ولكن جماعة الفكر الأسود ارتضت وسمعت ووافقت على اغتيال أموالنا، بل واقتسمتها شرعا وشريعة من خلال مكتب محاماة لندن الشهير.

ولم يعد أحد يسأل أو يتذكر عندما كنا فى الأيام الخوالى بعد الثورة نتحدث كثيرا عن الأموال الهائلة والهاربة .. والآن توقفت الذاكرة ولم نعد نسمع أى شيء بعد أن جعلتنا الإخوان خلال عام واحد ننسى كل شيء فقد تضاءل الفساد وثروات الشعب الهائلة أمام إجراء هذه الجماعة وما ارتكبته ضد الشعب والوطن!!

إننا نسمع عن سرقة سيارة أو عمارة أو حتى بنك.. لكننا لم نسمع من قبل عن سرقة ثورة؟ نعم لقد قام الشعب المصرى وفى طليعته شبابه بأول ثورة إلكترونية تحمل شعار الحرية والعدالة الاجتماعية.. وكان هذا شعار كل ثورات العالم منذ ثورة العبيد بقيادة «سبارتاكوس» وحتى ثورة 25 يناير بقيادة شباب المصريين .. وكانت هذه الثورة نموذجا قدمه الشعب المصرى لكل شعوب العالم من أجل التغيير إلى الأفضل.

ولكن لم نكن نعلم أن هناك جماعة بهذا التوحش تعيش بيننا وتحت جلدنا بل وتجرى فى دمائنا.. كنا نعلم أن هناك جماعة الإخوان.. وكان قطاع من المثقفين يعلم حقيقة هذه الجماعة ولكن هؤلاء وكل المثقفين حتى الرأى العام نفسه لم يكن يدرك الطبيعة الحقيقية المتوحشة داخل هذه الجماعة حتى إننى كنت قبل الثورة وبعدها أتعامل مع قياداتهم كمواطنين مصريين ولم أكن أدرك أنهم كانوا يخفون خلف وجوههم أنياباً تجعل أنياب العالم تتضاءل أمام أنيابهم!!

ففى اليوم الأول من انتخاب مرسى رئيسا للبلاد خلعت الجماعة قناعها الطيب لتبدو بوجهها البشع وتبدأ فى إدارة البلاد.. ومن اليوم الأول أعلنت الجماعة التحالف المقدس بينها وبين الفساد!!

ومع أول حكومة استدعت الجماعة 30 وزيرا من الدرجة الثانية بنظام مبارك مع خمسة وزراء فقط من جماعة الإخوان.

وتبدأ أكبر عملية أخونة للدولة المصرية تمت وبسرعة تعيينات غزيرة فى مؤسسات الدولة شملت 13 ألفاً تم تعيينهم فى أهم المواقع السيادية والمميزة فى البلاد.

وتم التخلص من كل قيادات الثورة الحقيقية والاستغناء عن الخدمة لكل القوى السياسية والحزبية والثورية .. بل مارست الجماعة القتل والتعذيب والتنكيل لكل الثوريين الذين تصدوا لهذه الجماعة وأصبحت صور شهداء الثورة التى تم اغتيالهم ترفع فى الميادين والجماعة أصيبت بسعار اسمه الأخونة.

ولم نكن نعلم أن الجماعة انقضت من خلف ظهر الشعب والوطن وأنها قررت التنازل عن أراضى وطنية وتعديل حدود الوطن تنفيذا للاتفاقيات السرية بين الجماعة وأمريكا وإسرائيل.. من يستطيع أن يقول لنا هذه الجماعة وطنية بعد أن أصبحت عارية من أى قناع وطنى حتى لو مزيف؟

ولأول مرة فى تاريخ مصر منذ العصر الفرعونى وحتى نهاية زمن مبارك تعرض الوطن للاغتصاب والسقوط.. ولكن الثورة التى قام بها الشعب المصرى سرقت منه وتحول من الثورة إلى الندم بعد أن رأى بنفسه إنها جاءت جماعة أول ما قامت به هو شرب دماء الثورة نفسها.. وقامت جماعة من الشباب ثار خلفها كل فئات وطبقات الشعب تعلن التمرد على هذه الجماعة وتطالب باستعادة الوطن.. بعد أن تهيأت جماعة الإخوان فى توزيع أرضه.. كانت المفاجأة المؤهلة التى هزت أرجاء المعمورة .. إن خرجت الجماهير فى أعداد غير مسبوقة لم تحدث من قبل فى تاريخ الشعوب حتى الدول التى تبلغ ملياراً وأكثر لن تستطيع شعوبها أن تخرج للشوارع بهذه الكثافة .. إنها الأصالة الحقيقية لهذا الشعب العظيم وكان 30 يونيو هو اليوم الذى نادت فيه الجماهير على قواتها المسلحة بأن تزيل حكم العصابة كى يعود الوطن لشعبه.. وقد كان.

إن الجريمة العظمى التى يجب أن تحاكم من أجلها هذه الجماعة هى سرقة الثورة واقتسام الثورة وقتل الثوار وخيانة الأمانة بعد أن اتضح لنا أن الجماعة استدعت الأجنبى لقتلنا وتأديبنا.. والآن علينا أن ننبته أن الوطن يجب ألا يترك دون حماية بل علينا أن نعد له الحراس كى يحموه من أى عصابة فى الحاضر أو المستقبل.

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات