رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزهم «توفيق الحكيم» و«يحيى حقى».. أدباء عملوا فى دار الكتب

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

أصدر الخديو إسماعيل قرارًا بإنشاء دار الكتب عام 1870، وكان ذلك باقتراح من على باشا مبارك، ناظر ديوان المعارف حينها، لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس، ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوروبا، وفي عام 1904 انتقلت المكتبة إلى مبنى أنشئ لها في ميدان باب الخلق.

وفي عام 1971، انتقلت المكتبة إلى المبنى الحالي على كورنيش النيل برملة بولاق، والذي صمم ليكون صالحًا لأداء الخدمات المكتبية الحديثة، وليتمكن بمساحته الضخمة من توفير مخازن مناسبة لحفظ المخطوطات والبرديات والمطبوعات والدوريات والميكروفيلم، بالإضافة إلى قاعات تستوعب العدد الضخم من المترددين على الدار وتخصيص أماكن للمراكز المتخصصة والمكاتب الإدارية ليؤدى وظيفته كمكتبة وطنية تقدم خدماتها للباحثين والقراء في شتى المجالات.

منذ ذلك الحين، تعاقب على رئاسة دار الكتب عدد من الرؤساء، كان من بينهم أدباء وشعراء عظماء، كما ضم هيكلها الوظيفي الكثير من الكتاب والشعراء أيضًا، وهذا ما دفع مركز تحقيق التراث بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية أن تجعل الموسم الثقافي الجديد، بعنوان: «أدباء عملوا فى دار الكتب».

ونرصد لكم في هذا التقرير أشهر هؤلاء الأدباء:

أحمد رامى
أحمد رامي هو شاعر مصري من أصل تركي، ولد في 9 أغسطس 1892 وتوفى 5 يونيو 1981، بعد أن قد قدم منجزًا شعريًا هامًا جمع في مجلد من أربعة اجزاء باسم «ديوان رامي»، كما كتب 110 أغنية لأم كلثوم، منها: على بلد المحبوب 1935، كيف مرت على هواك القلوب 1936، افرح يا قلبي 1937، النوم يداعب جفون حبيبي 1937، فاكر لما كنت جنبي 1939، يا ليلة العيد 1939، يا طول عذابى 1940.
درس رامى في مدرسة المعلمين وتخرج فيها عام 1914 سافر إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية وحصل على شهادة في المكتبات والوثائق من جامعة السوربون. درس في فرنسا اللغة الفارسية في معهد اللغات الشرقية وساعده في ترجمة «رباعيات عمر الخيام».
عين أمينًا لمكتبة دار الكتب المصرية كما حصل على التقنيات الحديثة في فرنسا في تنظيم الدار، ثم عمل أمينًا لمكتبة في عصبة الأمم وعاد إلى مصر عام 1945، وعين مستشارًا للإذاعة المصرية، حيث عمل فيها لمدة ثلاث سنوات ثم عين نائبًا لرئيس دار الكتب المصرية.

توفيق الحكيم
يعد توفيق الحكيم أحد رواد الأدب المصري، وقد تنوع إنتاجه ما بين الرواية والمسرح والقصة والمقال، كما يعد رائد المسرح الذهنى، وسمي بذلك لصعوبة تجسيد تلك الأعمال في عمل مسرحى.
ولد توفيق الحكيم في 9 أكتوبر 1898 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء في مدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية كانت ابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين.
أرسله والده إلى فرنسا ليبتعد عن المسرح ويتفرغ لدراسة القانون، ولكنه وخلال إقامته في باريس لمدة 3 سنوات اطلع على فنون المسرح الذى كان شُغله الشاغل واكتشف الحكيم حقيقة أن الثقافة المسرحية الأوروبية بأكملها أسست على أصول المسرح اليوناني فقام بدراسة المسرح اليوناني القديم كما اطلع على الأساطير والملاحم اليونانية العظيمة.
قدم الحكيم الكثير من الأعمال المسرحية والروائية، الهامة بأسلوب مزج ما بين الرمزية والواقعية على نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، واستحق على هذا المنجز الكثير من الجوائز والتكريمات، فحصل عام 1958 على قلادة الجمهورية، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، وتقلد الحكيم عدد من المناصب كان على رأسهم رئاسة دار الكتب في الفترة من 1951 إلى 1956.

صلاح عبد الصبور
يعد صلاح عبدالصبور أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة بالفكر الغربي، كما يعدّ واحدًا من الشعراء العرب القلائل الذين أضافوا مساهمة بارزة في التأليف المسرحي، خاصة في مسرحيته «مأساة الحلاج»، وفي التنظير للشعر الحر.
ولد صلاح عبد الصبور في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق، والتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية في عام1947 وفيها تتلمذ علي يد الشيخ أمين الخولى الذى ضمه إلى جماعة «الأمناء» التي كوّنها، ثم إلى «الجمعية الأدبية» التي ورثت مهام الجماعة الأولى، كان للجماعتين تأثير كبير على حركة الإبداع الأدبي والنقدي في مصر.
قدم صلاح عبد الصبور مجموعة من دواوين الشعر الحر والتي تمرد فيها على الشعر التقليدي، كما أعاد المسرح الشعري مرة أخرى، بعدما أخفق بموت أحمد شوقي، فكتب عدد من المسرحيات الشعرية، كان أشهرها«مأساة الحلاج» و«بعد أن يموت الملك» وغيرهم، كما كانت له عدد من الكتب النثرية الهامة، وتقديرًا لهذا المنجز، نال صلاح عبد الصبور عددًا من الجوائز والتكريمات، منها: جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته الشعرية «مأساة الحلاج» عام 1966، حصل بعد وفاته على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982، الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعة المنيا في نفس العام، الدكتوراه الفخرية من جامعة بغداد في نفس العام.
كما تقلد عددًا من المناصب على رأسهم رئاسة دار الكتب في الفترة من 1979 وحتى وفاته في 13 أغسطس 1981.

يحيى حقى
في 17 يناير 1905 وفي بيت صغير من بيوت وزارة الأوقاف المصرية بـ«درب الميضة» ـالميضأة ـ في حي السيدة زينب بالقاهرة؛ ولد الكاتب الكبير يحيى حقي لأسرة ذات جذور تركية.
وقدم يحيى حقي عددًا من الأعمال الإبداعية الهامة، كان أشهرهم رواية «قنديل أم هاشم»، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا، وكذلك رواية «البوسطجى» و«سارق الحكل» كما كتب عدد من المجموعات القصصية والمقالات.
درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، كما كان أول وآخر مدير لمصلحة الفنون، إذ ألغيت سنة 1958، فنقل مستشارًا لدار الكتب، وبعد أقل من سنة واحدة أي عام 1959 قدم استقالته من العمل الحكومي، لكنه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيسًا لتحرير مجلة المجلة المصرية التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة 1970، وتوفي يحيى حقي في 9 ديسمبر 1992، عن عمر يناهز سبعة وثمانين عامًا؛ بعد أن أعقب تراثًا كبيرًا من الفكر والأدب؛ إبداعًا ونقدًا.