«البوسطجي» و«قنديل أم هاشم».. عالم صبري موسى السينمائي

بجانب مشروعه الأدبى الكبير والمغاير، والمتنوع ما بين القصة والرواية وأدب الرحلات، إلا أن إسهاماته مع السينما لا تقل أهمية عن ذلك، فكما أضافت السينما إليه فجعلته أكثر تمكنًا فى التعبير بالصورة فى مجال القصة والرواية، أضاف هو إلى تلك الأعمال بحسه الأدبى فأصبحت علامات بارزة فى تاريخ السينما.

والشائع أن السينما حينما تتعرض لعمل أدبى تفسده، إلا أن الأعمال الأدبية التى قام «صبري موسى» بكتابة السناريو لها، جاءت بقوة ورصانة العمل الأدبي، بل أضافت إلى رصيد العمل الأدبي ذاته، وقد ساعده في ذلك دراسته للفن التشكيلي، حيث كانت بدايته رسامًا مغرمًا بالصورة المتحركة، وهذا جعله شغوفًا بالسينما عاشقًا لها.

وكما يقول «موسى» في حوار له مع الشاعر والصحفي أحمد المريخي: كان هناك موقف للأدباء مع السينما باعتبارها فنًا سوقيًا يدغدغ الغرائز وليست لها قيمة أدبية، وقد شاع هذا المفهوم بين أدباء الخمسينيات والستينيات بشكل أدى بنجيب محفوظ لأن يكتب للسينما في الافلام الأولى لصلاح أبو سيف سرًا، لكنني كنت أدرك أن القطيعة التي كرسها الأدباء لفن السينما هي خطأ كبير أتاح الفرصة لتكريس المستوى المتدني للكتابة السينمائية، وهذا ما دفعه إلى كتابة السيناريو للعديد من الأعمال السينمائية، نعرضها لكم في هذا التقرير:

البوسطجي
يرجع تاريخ إنتاج فيلم البوسطجي إلى سنة 1968، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية كتبها يحيى حقي، وقام صبري موسى بكتابة السيناريو والحوار لها، وتدور أحداث الرواية حول قصة ساعي بريد شاب، نقل من القاهرة الي قرية كوم النحل بأسيوط ليعمل ناظرًا لمكتب البريد، وهناك يعاني من جهل أهالي القرية وتزمتهم ومعاملتهم له بجفاء، ومن خلال الأحداث يحاول أن يتدخل في قراءة الجوابات التي يقوم بإيصالها، ممَّا يتسبب في الكثير من المتاعب، والفيلم بطولة شكري سرحان، زيزي مصطفى، صلاح منصور، سهير المرشدي، ومن إخراج حسين كمال.

قنديل أم هاشم
تعد رواية «قنديل أم هاشم» هي الرواية الأشهر للكاتب الكبير يحيى حقي، كذلك عندما قام الكاتب الكبير صبري موسى سنة 1968، بكتابة السيناريو والحوار لفيلم سينمائي يحمل نفس اسم الرواية، أصبح الفيلم من أهم أفلام السينما المصرية.
وتدور أحداث الرواية حول طالب شاب يدعى إسماعيل إسماعيل، يعيش في حي السيدة زينب مع أمه وأبيه، ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب في ألمانيا، حيث يحتك بالحضارة الأوروبية، ويعود إلى موطنه ليبدأ الصراع الذي يكشف الحرب ما بين العلم المتمثل في شخص إسماعيل والجهل المتمثل في سلوك وتصرفات أهل حارته، والفيلم من بطولة شكري سرحان وإخراج كمال عطية.

الشيماء
من الأفلام التي قام «صبري موسى» بكتابة السيناريو والحوار لها، يقوم ببطولته سميرة أحمد، أحمد مظهر، وتوفيق الدقن، وهو العمل المأخوذ عن مسرحية للكاتب علي أحمد كثير.
وتدور أحداث الفيلم حول «الشيماء» أخت الرسول عليه الصلاة والسلام في الرضاعة، تعيش في بنى سعد بين أمها حليمة السعدية وأبيها الحارث بن عبدالعزيز، وشقيقها عبدالله، يكونون أسرة تعترف للنبى بالخير والبركة التى حلت على ديارهم منذ جاءهم رضيعًا، إلا بيجاد زوج الشيماء العنيد الذى يكره محمدًا كراهة وحقدًا دفينًا.
وتستمر أحداث الفيلم حتى تفتح مكة ويصاب بيجاد ويهرب ليقلب الأعداء على محمد، فيأمر النبى بإهدار دمه، يلجأ الجميع إلى الرسول، يطلبون العفو، ويصاب بيجاد بشدة، تذهب الشيماء إلى الرسول وتطلب منه العفو عن زوجها، يستجيب الرسول لطلبها، ويخرج الزوج إلى الجبل، ويعلن إسلامه، والفيلم من إخراج حسام الدين مصطفى.

حبيبي أصغر مني
هو الفيلم المأخوذ عن قصة لـ«إحسان عبدالقدوس»، وتدور أحداثه حول علاقة حب تجمع بين إحدى السيدات المطلقات والتي تلتقي في عملها بأحد المهندسين الشبان حديثي التعيين، تنمو علاقة رقيقة بينهما، تتحول إلى حب، ويتقدم لخطبتها، لكنها تقع في حيرة بسبب أنه أصغر منها في العمر، وهو أمر غير معتاد، وتخشى انتقاد المجتمع، واستهجان من حولها.
والفيلم من بطولة فردوس عبدالحميد، خالد زكي، عمر الحريري، فادية عبدالغني، وإخراج محمد دياب.