رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبدالمجيد: أدين لـ«صبري موسى» بالحرية في الكتابة

الكاتب الكبير إبراهيم
الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد

ذكر الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد شهادة له في الروائي الكبير صبري موسى والذي رحل عن دنيانا منذ ساعات قليلة، جاءت عبارة عن سؤال وجواب، «الدستور» يعرض جزءا من هذه الشهادة:

- هل تعرف صبرى موسى؟
- طبعا أعرفه.
- هل قرأت له؟
- قرأت له فساد الأمكنة وحادث النصف متر منذ سن مبكرة ثم السيد من حقل السبانخ، روايات مهمة على جبين الرواية العربية، وقرأت له قصصًا وحكايات مثل مشروع قتل جارة وحكايات صبرى موسى ومئات المقالات فى مجلة صباح الخير ورحلات وأعرف عنه أكثر مما تعرف أنت.
- كيف؟ قل لى.
- رأيت له أفلامًا رائعة فى تاريخ السينما المصرية والعربية، الشيماء وقنديل أم هاشم والبوسطجي والقادسية ورغبات ممنوعة وغيرها.
- ما الذى جعل صبرى موسى يتوزع بين هذه الفنون فى رأيك؟
- صبرى موسى من الجيل الذي فهم الفنون على حقيقتها باعتبارها تجليات لنشاط الإنسان، وليست وظيفة يقوم بها، ومن ثم هو يمشى وراء مواهبه.. صبرى موسى من الجيل الذي تعلم قبل ثورة يوليو ١٩٥٢ جيل الليبرالية المصرية التى كانت تولى وجهها عبر البحر المتوسط فتعرف التسامح وتعرف أن الآفاق مفتوحة أمام الجميع فلم يقف فى وجه أحد كما فعل الكثيرون من أنصاف الموهوبين الذين تعلموا فى سنوات النظام الأحادي النظر وزادوا الطين بلة فاستعانوا بما هو وظيفي وأمنى أحيانًا ليكونوا فى النور بينما هم يصنعون الظلام، صبرى موسى كان من هؤلاء الليبراليين الذين يؤمنون بقوة الإنسان وعظمته ولا يشغل نفسه إلا بما هو إنساني جميل.. وكان دائمًا واثقًا بأن قدراته وثقافته هما مفتاح محبة الحياة له كما أحبها ومحبة الناس كما أحبهم.
- يا إلهي؟ كيف لم أعرف ذلك كله عنه؟
-- أنا أعرف ومثلى آلاف لا نراهم لكنهم يسهرون يشاهدون فيلمًا من أفلامه أو يقرأون كتابًا من كتبه.
- وأنت على المستوى الشخصى.. بماذا تدين لصبري موسى؟
- أدين له بهذه الحرية قى الكتابة، لكني للأسف لم أتمتع بما يمتع به هو من هدوء.. صحيح أنني لا أدخل معارك مع أحد، لكنى إذا خرجت من بيتي لا أرتاح إلا بعد عودتى حين أترك نفسى للموسيقى، وحتى هذه لم تعد تكفى للراحة.. صبرى موسى نفسه موسيقى هادئة.. حتى فى مرضه لم نسمع منه شخصيًا ما يقلقنا.. رضا إلهى قل أن تجده فى البشر.. كان صبرى موسى مستغنيًا بموهبته وثقافته عن كل شيء والآن مستغن عن كل شيء بالرضا العظيم الذى لا يخص به الله إلا أبناءه العظام.