رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

64 عامًا على ثورة 23 يوليو.. 13ضابطًا بالجيش استعادوا مصر من فاشية الملك.. تنظيم الضباط الأحرار وحد العرب وساهم في استقلال الشعوب الإفريقية

جريدة الدستور

«القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، إقامة حياة ديمقراطية سليمة، إقامة جيش وطني قوي، وإقامة عدالة اجتماعية».. كانت هذه هي المبادي الست لثورة "الحركة المباركة" والتي عرفت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو عام 1952، حيث قاد مجموعة الضباط الأحرار بعمل ثورة انطلاقا من دافع الوطنية ومدعومة بظهير شعبي ناضل ضد الملكية والاحتلال الانجليزي الغاشم للبلاد.

تحضيرات الثورة

بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر ، حيث قام التنظيم الوطني بعمل ثورة بيضاء لم تراق فيه نقطة من الدماء في 23 يوليو 1952، ونجح في السيطرة على البلاد، وإدارة المرافق الحيوية.

وأجبر الضباط الأحرار الملك فاروق على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وشكل مجلس وصاية على العرش.

بيان الثورة

وأذاع البكباشى محمد أنور السادات ، عضو مجلس قيادة الثورة حينها، البيان الذي كتبه البكباشي جمال حماد وقال فيه: "من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري.. اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين".

ورأي تنظيم "الضباط الأحرار" اختيار اللواء محمد نجيب كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش ، وكونه صاحب الرتبة الاعلي في التنظيم بين الضباط الشباب، وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الاحرار وأحد أهم عوامل نجاح الثورة .

صراع على الحكم

ونشب صراعا على السلطة بين نجيب، وبين البكباشي جمال عبد الناصر بعد أن رأي اللواء محمد نجيب ضرورة تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة، وهو ما رأه ناصر قد يضر بالثورة ويعصف بها، واستطاع أن يحسم الخلاف إلى صفه في النهاية وحدد إقامة محمد نجيب، في قصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة لحين وفاته، وتولى جمال عبد الناصر حكم مصر من عام 1954 حتى وفاته عام 1970 مستمدًا شرعية حكمه من ثورة يوليو .

أعضاء قيادة الثورة

وتألف مجلس قيادة الثورة، من 13 عضوًا ترأسهم اللواء محمد نجيب، وضم كلًا من جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر، يوسف صديق، حسين الشافعي، صلاح سالم، جمال سالم، خالد محيي الدين، زكريا محيي الدين، كمال الدين حسين، عبد اللطيف البغدادي، عبد المنعم أمين، محمد أنور السادات، جمال حماد".

إنجازات الثورة

نجحت صورة 23 يوليو في تأميم قناة السويس، استرداد الكرامة والاستقلال والحرية المفقودة على أيدي المستعمر المعتدي، السيطرة على الحكم في مصر وسقوط الحكم الملكي، إجبار الملك على التنازل عن العرش ثم الرحيل عن مصر إلى إيطاليا، الغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية، توقيع إتفاقية الجلاء بعد أربعة و سبعين عاما من الاحتلال، الغاء دستور 1923 في ديسمبر 1952، اعلان اللواء محمد نجيب اول رئيس للجمهورية في 18 يونيه 1953 كأول رئيس للجمهورية المصرية.

وضمن الإنجازات الهامة التي حققتها الثورة، بناء حركة قومية عربية للعمل على تحرير فلسطين، إنشاء الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة، إنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والاوبرا والموسيقى والفنون الشعبية، رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية التي أنشأها النظام السابق ثقافي، سمحت بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

إنجازات تعليمية

قررت الثورة مجانية التعليم العام وأضافت مجانية التعليم العالي، ضاعفت من ميزانية التعليم العالي، أضافت عشرة جامعات أنشئت في جميع أنحاء البلاد بدلا من ثلاث جامعات فقط، إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية، تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية.

وأسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما أصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر ، 1952قضت على الأقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها، تمصير وتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب، إلغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.

وقضت الثورة على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل، حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي، وأنشاءت السد العالي عام 1971.