رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد السعف.. والعفو الرئاسى


تحتفل الكنيسة القبطية مع بقية الكنائس الشرقية يوم الأحد 24 أبريل بتذكار دخول السيد المسيح أورشليم – وهو التقويم الصحيح الذى تتبعه الكنائس الشرقية خلافاً مع ما هو متبع فى الكنائس الغربية. ويُطلق على هذا اليوم «أحد الشعانين» وهى كلمة عبرية تعنى «خلص» واللفظ اليونانى المُستخدم هو «أوصنا». وقد وردت كلمة «أوصنا» ست مرات فى الأناجيل. وقد وردت فى الأناجيل تعبيراً عن الهتاف أو تسبيحة الحمد. فى هذا اليوم دخل السيد المسيح مدينة أورشليم راكباً على أتان ثم جحش ابن أتان تحقيقاً للنبوات التى نطق بها قديماً زكريا النبى – أحد أنبياء العهد القديم. واستقبلته جموع الشعب – من صغيرهم لكبيرهم – بالهتاف وهم حاملون لسعف النخل ويرددون «مبارك الآتى باسم الرب»، «مباركة مملكة أبينا داود». وكان فى العهد القديم يتم استخدام سعف النخيل فى استقبال الملوك. وكما ورد فى الأناجيل أن الجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا ينشدون بنشيد الفرح «مبارك الآتى باسم الرب. «أوصنا فى الأعالى». ومن الطقوس الجميلة التى تمارسها الكنيسة القبطية فى هذا اليوم، أنه بعد أنتهاء صلوات العيد وكلها بنغمة الفرح تقيم الكنيسة صلاة – يحضرها جميع أفراد الشعب – تُسمى صلاة «التجنيز العام». حيث تُقام صلوات جنائزية، لأنه طوال الأسبوع التالى لأحد الشعانين والذى يُسمى «أسبوع الآلام» نسبة لآلام السيد المسيح، متى توفى أحد المؤمنين لا تُعقد أى صلاة جنائزية على المتوفى إذ إن الكنيسة منشغلة بأحداث الآلام السيد المسيح. وطوال أسبوع الآلام يمارس العديد من الأقباط تقشفاً زائداً فى المأكل والملبس، فلا يتناولون الحلويات ولا الطعام المطبوخ ولا حتى الفواكه، بل يكتفون بأكل البقوليات وكثير منهم يتناول «الدقة» المصنوعة من السمسم والحمص وبعض الأعشاب الطبيعية، كما يتناولون عدداً محدوداً من وجبات الطعام. نطلب من الله أن يعيد على مصر كلها الأيام بالخير والبركات الوفيرة، ويثبت دعائم الاستقرار والطمأنينة والفرح فى نفوس المصريين جميعاً. استرعى انتباهى كلمة رائعة للكاتب الصحفى الأستاذ سمير شحاتة بعموده «صباح الياسمين» بعدد جريدة الأهرام الصادر صباح 20 أبريل 2016 بعنوان «عفو عيد القيامة»، طالب فيها رئاسة الجمهورية بإصدار عفو رئاسى عن الأطفال الأقباط الأربعة بالمنيا المحكوم عليهم بالسجن بتهمة ازدراء الأديان!! وكان كل ما فعله هؤلاء الأطفال أنهم تأثراً منهم بالجريمة البشعة التى قام بها أفراد تنظيم داعش الإجرامى نحو ذبح 21 قبطياً منذ نحو سنتين، قام الأطفال بتمثيل الجريمة كنوع من السخرية. وطالما تنظيم داعش لا يمت للإسلام بشىء، فأين إذاً موضوع الأزدراء بالأديان!! الموضوع يحتاج تدخلاً عاجلاً من الدولة حتى يتمكن هؤلاء الأطفال أن يحتفلوا مع ذويهم ببهجة عيد القيامة وشم النسيم. كيف نحتفل نحن الأقباط بعيد القيامة بينما هناك أسر قبطية فى محافظة المنيا تعيش فى آلام سجن أولادها الأطفال دون أى ذنب اقترفوه. تحية لإخوتنا المسلمين المتعاطفين مع القضية ومع تحرير الأطفال من حبسهم. نحن نسعى نحو ترابط النسيج الوطنى حتى تصبح مصر قوية بأبنائها الأوفياء. معرفة «الحق» تحرر الإنسان من القيود. فاسعوا نحو الحق وتمسكوا بالعدل لينعم الجميع بالحرية الحقيقية.