رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللواء سيف اليزل .. والشقيقان


بينما كنت أتابع التعازى المنشورة بجريدة «الأهرام» فى رحيل السيد اللواء سامح سيف اليزل– عضو مجلس النواب والذى توفى فى مساء الاثنين 4 أبريل 2016 – وقعت عينى على تعزية - بسيطة فى مظهرها عميقة فى مغزاها– تقع فى ستة أسطر بالضبط بالبنط الصغير تقول: «الشقيقان الدكتور علوى أمين والقمص بولس عويضة ينعيان شقيقهما الحبيب اللواء سامح سيف اليزل العزاء لنا ولمحبيه». بكلمات قليلة جداً تجلت المحبة الصادقة بين «الشقيقين». وواضح من مفردات النعى أنهم كانوا ثلاثة أشقاء يحبون بعضهم بعضاً بمحبة صادقة وخالصة وهم: اللواء سامح سيف اليزل الذى توفاه الله بعد رحلة معاناة مع المرض، والشيخ الدكتور علوى أمين، والأب القمص بولس عويضة. وعندم قدم «الشقيقان» التعزية، كتبا – بأسلوب غير تقليدى وبكلمات نابعة من القلب– «التعزية لنا ولمحبيه» مما يعنى أن الرحيل كان حزيناً جداً فكان من المحتم أن يقدما العزاء لنفسيهما أولاً ثم لجميع الذين «أحبوه» ولم يقولا «عرفوه» لأن المحبة اسمى مكاناً من المعرفة. فالمعرفة تتبدل بتغير الظروف وبتغير المصالح، لكن المحبة «لا تسقط أبداً».

أعود للراحل اللواء سامح سيف اليزل، قالوا عنه – كما نُشر فى تحقيق موسع لجريدة «الدستور» بتاريخ 6 أبريل 2016: فقدنا وطنياً تميز بالوفاء والاعتدال «البرلمان المصرى ينعى رئيس دعم مصر»، مصر فقدت سياسياً عف اللسان «القوى السياسية»، الراحل شخصية وطنية «الوفد»، خدم بلده بإخلاص «المصريين الأحرار»، فقدنا فارساً وطنياً نبيلاً وإنساناً شريفاً «إعلاميون وفنانون»، تربى على يديه كوكبة من الوطنيين «أعضاء البرلمان فى نعى النائب الراحل».

أعود لـ «الشقيقاين» الدكتور علوى أمين والقمص بولس عويضة – عن حوار منشور بجريدة الأخبار فى 2 أغسطس 2011، ورد فيه الآتى: الشيخ علوى أمين أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وعضو اتحاد شباب الثورة والصديق الصدوق للقمص بولس عويضة –كاهن كنيسة الملاك البحرى بمنطقة دير الملاك بحدائق القبة - الذى يقضى معظم وقته معه سواء فى منزل أحدهما أو فى الشوارع والميادين يبحثان سوياً عن أماكن الفتنة لوأدها فى المهد من خلال فرقة المطافئ. فى ميدان التحرير كانت «مصر» هى الأول. لم يستطع أحد أن يفرق بين هذا وذاك سوى وقت الصلاة. الميدان بدأ ثورياً وليس كل من نزل فيه هو من شارك فى الثورة فقط، لقد شارك فيه الأمهات والآباء فى المنازل وربات البيوت وجميع فئات الشعب كل بدوره.

كان «الشقيقان» يقفان فى ميدان التحرير يخطبان فى المتظاهرين بضرورة وضع «مصر» أولاً ولا تخريب للمتلكات العامة أو الخاصة، وترك المطالب الخاصة والخلافات والمحافظة على وحدة النسيج الوطنى فى الوقت الذى أصبحت «مصر» مُستهدفة فيه أكثر من أى وقت مضى. كان فى «مصر» زمن جميل، ولكن كانت هناك آياد خفية تريد أن تضيع ملامح هذا الزمن، فلا يوجد مسلم معتدل يعتدى على شقيقه المسيحى، ومن هنا «الشقيقان» الشيخ الأزهرى علوى أمين والأب بولس عويضة محاولة إعادة هذا الزمن الجميل مرة أخرى. ونرى أنه يعود رويداً رويداً بالمحبة الصادقة.

■ عضو المجمع العلمى المصرى