رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شاهد.. انهيار مواطن: مستشفى خاص قتل ابنتي

جريدة الدستور

"أنا مش عارف أنام ولا اشتغل حاسس أني اضَّحك عليا.. لازم اللي تسببوا في وفاة بنتي الوحيدة يدفعوا الثمن".. بهذه الكلمات عبَّر محامي عن حزنه وغضبه من وفاة طفلته الرضيعة بعد 4 أيام من ولادتها داخل مستشفى تخصصي بمنطقة حدائق القبة؛ نتيجة للإهمال وعدم توفر حضانات به.

بدأ عمرو علي، 33 عامًا، محامي، يسرد تفاصيل حكايته المأساوية، قائلًا: "متزوج منذ ثلاث سنوات ولم أنجب، وعقب محاولات كثيرة من العلاج، حملت زوجتي، وتابعت حملها شهريًا مع إحدى الطبيبات في شارع الشركات بمنطقة الوايلي".

واستطرد، قائلًا: "لم نتوانَ أنا وزوجتي في تنفيذ تعليماتها من محاليل والنوم على الظهر حتى يستقر حملها، لكن وكان دائمًا كلامها مطمئن بالنسبة لنا على وضع الجنين وحالته الصحية، وفي منتصف شهر أغسطس الجاري شعرت زوجتي بآلام في البطن.. وبسؤالها؛ قالت: إن هذا أمر طبيعي لها، لكن في منتصف الليل تعبت أكثر.. فأخبرتنا بالتوجه إلى مستشفى تخصصي بحدائق القبة التابع لمجمع طبي".

وأضاف "عمرو": "عندما توجهنا للمستشفى لم نجد به أي أطباء واستقبلتنا ممرضة تدعى "سحر"، أجرت الكشف على الزوجة، وقالت إنها تحتاج عملية ولادة على الفور، وبمهاتفة الطبيبة، تأخرت ما يزيد عن ساعة تزامنًا مع تجهيز الزوجة للعملية، وتركيب المحاليل، وبمجرد أن رأتني الدكتورة "أماني" عاملتنا معاملة قاسية، قائلة: "أنا جوزي مكنشي راضي ينزلني متأخر كده.. حد يولد دلوقتي"، كما أنها نهرت زوجتي وهي في غرفة العمليات وأساءت معاملتها.

وأشار إلى أن "الطبيبة طمأنتني عقب الولادة على صحة الطفل، وتقاضت أجرتها وكتبت "روشتة" العلاج، وانصرفت على الفور، ولم تستمر حتى لمتابعة حالة الزوجة، خاصة وأننا وجدنا عقب ذلك دم يتساقط منها، كما أنها كانت ضعيفة وتحتاج للملاحظة".

وتابع: "وعقب انصراف الطبيبة، ولم يمر على الولادة فترة، طلبت منا الممرضة الانصراف، وعندما أخبرتها بأني أريد الاطمئنان على الطفلة، أحضرت لي طبيبًا يدعى محمد زين العابدين، لم يكشف عليها، واكتفى بالنظر فقط، وقال إنها سليمة وبصحة جيدة".

وأكد "عمرو" أنه بعد يوم، ساءت حالة الطفلة، فتوجه بها إلى مستشفى آخر للأطفال، فعلم أنها في حالة سيئة، وأخبروه أنها كانت تحتاج إلى حضانة فور الولادة لأنها تعاني من مشاكل في الرئة والتنفس، كما أن حجمها ضئيل وقليلة الوزن.

وأوضح أنه توجه بالطفلة إلى مستشفى تخصصي آخر، وأجرى عليها عدة فحوص طبية وآشعة، وتم وضعها على جهاز الأكسجين، لافتًا أن الأطباء أخبروه بأن الحالة متأخرة نتيجة الإهمال في دخولها الحضانة منذ الولادة، وعقب يومين توفيت الطفلة التي سمَّاها "رودينا".

وتوجه "عمرو" بعد وفاة ابنته إلى قسم شرطة حدائق القبة، وحرر المحضر رقم 7571 لسنة 2015، ضد المستشفى، والطبيبة، وطالب بإغلاق المستشفى؛ كونها خالية من وجود حضَّانة لأطفال، فضلاً عن عدم تجهيزها لاستقبال الحالات الصحية على الرغم من أنها مستشفى تخصصي وتكاليف العلاج بها مرتفعة جدًا.

واختتم حديثه، قائلًا: "دم ولادنا مش رخيص، أنا اتحرمت من طفلة استنتها 3 سنين، ولابد من محاسبة المسؤولين، وأن يخضع المستشفى لوزارة الصحة، وإلا يتم إغلاقه".