رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على الفرق بين خطابات رؤساء مصر في ذكرى تحرير سيناء

جريدة الدستور

4 شخصيات تولت قيادة مصر في أعقاب ثورة 25 يناير ، كان لكل منهم نصيبا في الاحتفال بذكري تحرير سيناء ،وهم المشير حسين طنطاوي، والرئيس المعزول محمد مرسي ، والمستشار عدلي منصور، والرئيس عبد الفتاح السيسي ، منهم من ألقي خطابات طويلة بهذه المناسبة ومنهم من اكتفي بعبارات محددة اتخذت شكل برقية تهنئة أو تغريدات علي موقع التواصل الاجتماعي" تويتر" .

اتفقوا جميعا في توجيه التحية لأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استعادة تراب سيناء وأنفرد الرئيس المعزول محمد مرسي بطريقة فريدة في الاحتفال بالذكري، حيث أكتفي ب3 تغريدات علي " توتير" لتصادف زيارته للهند أثناء الاحتفال ، فيما تطرق الرئيسان عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي إلي التنمية كحلم منشود والإرهاب كتحدي خطير، ووصفوا ما تبنته مصر بعد حرب أكتوبر بأنه "سلام المنتصرين "الذي يحتاج إلي درع يحميه وهو القوات المسلحة ".

وأختص منصور " القضية الفلسطينية " بالذكر في خطابه ، بينما أهتم السيسي بأمن دول الخليج العربي والدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل .

المرحلة الإنتقالية : في عام 2011:

بعث المشير حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة آنذاك، برقية تهنئة إلي قادة القوات المسلحة‏‏ والضباط‏‏ والصف‏ والجنود، تحرير سيناء قال فيها، "يسعدني أن أبعث إليكم مهنئاً بالذكري التاسعة والعشرين لتحرير سيناء بعد نصر مجيد حققته القوات المسلحة في السادس من أكتوبر عام 1973 بتضحيات وبطولات جيل أكتوبر من رجالها الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأضاف ، " ومع الاحتفال بهذه الذكري المجيدة أعرب عن اعتزازي واعتزاز المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعطائكم للوطن ودوركم في الحفاظ علي أمنه وسلامته واستقراره وصون مقدساته والذي حظي بثقة وتقدير شعب مصر العظيم.
وتابع: أنني لعلي ثقة من أنكم مواصلون للجهد والعطاء بكل البذل والفداء للحفاظ علي أمن الوطن وقدسية ترابه مقتدون بجيل أكتوبر الذي حقق النصر واسترد لمصر عزتها و كرامتها..وفقكم الله ورعاكم وحفظكم للوطن رجالاً أمناء علي مقدساته ".
وفي عام 2012 : نصت البرقية على: "القادة والضباط والصف والجنود يسعدني مع الذكرى الثلاثين لأعياد تحرير سيناء وعودتها إلى الوطن الأم ، أن أبعث إليكم بأصدق التهاني بهذه المناسبة المجيدة، التي نحتفل بها كل عام اعتزازا وتقديرا بتضحيات وبطولات جيل أكتوبر من رجال القوات المسلحة والشعب التي فتحت طريقا لاستعادة الأرض والعزة والكرامة.
وأضافت: مع الاحتفال بهذه المناسبة الخالدة أعرب لكم عن تقديري للجهد الذي تبذلونه، محافظين على روح أكتوبر التي أذكت كفاحنا ونضالنا الوطني، وأكدت قدرة رجال القوات المسلحة على القيام بعمل بطولي قد أعاد للوطن عزته وللشعب كرامته وللعسكرية المصرية شموخها وعظمتها، وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه خير الوطن".
الرئيس المعزول :
صادف وجوده خارج البلاد في زيارة إلي الهند أثناء مرور ذكري تحرير سيناء، فما كان منه إلا أن أطلق 3 تغريدات متتالية علي " تويتر" للاحتفال بالذكري، أرسل خلالها تحية واجبة لكل المصرين، وتهنئة خاصة لأهل سيناء في يوم عودتها وإلى القوات المسلحة قادة وجنود وضباط.
المستشار عدلي منصور:
غلب علي خطابة الطابع الديني، حيث استعان بآيتين قرآنيتين إحداهما، للتأكيد علي مكانه سيناء، حين قال: "وبطورها أقسم رب العالمين جل وعلا فقال "والتين والزيتون وطور سينين .. فظل اسمها مذكورًا في القرآن الكريم .. يُتلى ويُتَعَبَّدُ به إلى نهاية الدهر".
وركز في خطابه علي 7 نقاط هم:
مكانه سيناء الدينية: حيث قال "شعب مصر العظيم ..أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الثانية والثلاثين لتحرير جزء عزيز من أرض مصر الغالية.. سيناء الحبيبة.. معبر الأنبياء.. على طورها وفى واديها المقدس.. كلم الله عز وجل نبيه موسى عليه السلام.. وتلقى الألواح .. وتشرفت أرضها باستقبال العائلة المقدسة.. بحثاً عن الأمان في أرض الكنانة".
وأشار في خطابه إلي تاريخ احتلالها والطريق إلي استردادها : قائلا، " جاء شهر يونيو عام 1967، ليشهد احتلال أجزاء غالية من الأراضي العربية، ومنها سيناء أرض القمر والفيروز، هذا الجزء الاستراتيجي من الأراضي المصرية همزة الوصل، التي تضيف إلى مصر الإفريقية، انتماء أسيويًا، يعزز من وشائج صلاتها بدول الوطن العربي في قارة أسيا.
وأضاف: وكما حملت هذه النكسة للشعب المصري آلامًا، فقد زادت في نفوس المصريين الإصرار والعزيمة لاستعادة الأرض؛ فبدأت حرب الاستنزاف، التي شهدت عمليات عسكرية واستخباراتية باسلة، استنزفت قوى العدو، ومهدت الطريق لنصر أكتوبر العظيم.. إن مسيرة استعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض، تمثل ملحمة وطنية رائعة، مصدر فخر للأمة المصرية".
وأكد في خطابه علي أن السلام يحتاج إلي قوة تحميه، قائلاً " إن شعب مصر العظيم، كما أخلصت مصر في الحرب، فقد تبنت خيار السلام .. سلام المنتصرين، الذي أتت إليه على قدمين ثابتتين.. وجنحت للسلم .. مصداقًا لقوله تعالى "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم" ، وستظل مصر بإذن الله ملتزمة بالسلام طالما التزم به الطرف الآخر،إلا أن هذا الالتزام المكلل بالعزة والكرامة سلام مبنى على القوة، سلام له درع قوية تحميه، قواتنا المسلحة الباسلة.
القضية الفلسطينية: حيث قال "ستظل القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات سياستنا الخارجية، وصولا إلى تحقيق السلام العادل والشامل وأعاود التأكيد لمروجي أفكار تبادل الأراضي، إن سيناء أرضٌ مصرية .. لا مساس بشبر واحد من أراضيها.. ولا مستقبل لاستيطان مغتصب للأرض الفلسطينية.
وأضاف، "بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على تحريرها، عادت سيناء إلى الوطن لتظل ضمن أقل المناطق المصرية حظا في التنمية البشرية، والعمرانية والتقدم الاقتصادي، فهل استرددناها لتظل أرضاً خاوية دون عمارة،إن مصر بحاجة ملحة إلى مشروع قومي شامل لتنمية سيناء مشروع وطني، بسواعد شبابها وأبنائها، مشروع متكامل لا يترك ميزة، حبا الله سبحانه وتعالى بها هذه الأرض الطيبة، إلا حافظ عليها ونماها.
وتابع، " كعهدها أرض للتحديات، تعيش سيناء هذه الأيام، تحديات جديدة.. امتدت إليها يد الإرهاب البغيض.. لتدمر وتقتل.. رجالا من أبناء هذا الوطن ضحوا بأرواحهم.. شهداء أبرار .. دفاعا عن حدودنا الشرقية .. روت دماؤهم الزكية .. أرض سيناء المباركة.. إن حقبة البناء والتنمية المقبلة .. تحتاج إلى تخليص سيناء نهائياً من براثن الإرهاب.. الذي لا يضمر لهذا الوطن سوى الشر والسوء".

وأختتم خطابه قائلا، "تحية لرجال قواتنا المسلحة البواسل، وتحية لكل من ساهم في معركة تحرير سيناء حرباً وسلاماً، وتحية لكل من بذل دما زكيا، أو قطرة عرق طاهرة، أو اقترح أو نفذ فكرة بارعة، ساهمت في تحطيم أساطير كانت يروج لها، تحية لأرواح شهدائنا وأمجاد وبطولات أبنائنا، سيظل هذا اليوم بإذن الله يوم عيد لكل المصريين".
الرئيس عبد الفتاح السيسي :
قدم التحية للشهداء وأشار إلي حرص مصر علي أمنها القومي وأمن الخليج العربي والاهتمام بالأوضاع في الدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل، وركز في جانب كبير من خطابه علي الحديث عن التنمية والإرهاب والثناء علي القوات المسلحة والتأكيد علي دورها في حماية سيناء وربوع الوطن ، ذكر كلمة " مصر" في الخطاب "18 مرة"، و" سيناء " 14 مرة، و" التنمية" 6" مرات، والإرهاب " 4" مرات .
وهذه مقتطفات من خطابه:
قدم الرئيس التحية لرجال القوات المسلحة، وكل من ساهم في معركة تحرير سيناء حربا وسلاما، وكل من فاضت روحه الطاهرة الذكية وكل من روى بدمه أرض سيناء لتطرح أمنًا وسلامًا.
وأكد إن الدولة المصرية تضع تنمية سيناء نصب أعينها من خلال خطة شاملة؛ حيث تقوم بالعديد من المشروعات القومية لصالح جهود التنمية عقب إقامة مدينة رفح الجديدة، التي ستقام شرق القناة، ومشروع قناة السويس وما يرتبط بها من مشروعات تنمية قناة السويس وتنمية الثورة السمكية التي تستهدف من خلالها توفير فرص العمل وتشغيل الشباب وتوظيف طاقاتهم الإبداعية والفكرية".
وشدد علي أن مصر حققت سلام المنتصرين، وهو سلام اختارته وجنحت له بإرادة واعية، مؤكداً أن مصر ستظل حريصة على السلام وملتزمة به تحميه بقوات مسلحة قادرة تبذل أقصى جهد لتحقيق سلام شامل عادل لا يقتصر أثره فقط على تحقيق التنمية والاستقرار، وإنما يمتد للقضاء على أحد مبررات الإرهاب الذي تستند عليه الجماعات المتطرفة.

"وأوضح أن مواجهتنا للإرهاب والتطرف لا تقتصر على الداخل المصري، بل تتم في منطقة صعبة تموج بالأزمات والتحديات والمخاطر، وسط أمثلة عديدة من حولنا منها الانقسام الداخلي، إراقة الدم، وزعزعة الاستقرار".

وأشار السيسي إلى أن مصر لا تملك انعزال قضاياها وتجاهل انعكاساتها على الأمن القومي الذي يرتبط بأمن واستقرار الشرق الأوسط وأمن الخليج العربي والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط، فضلا عن الأوضاع في الدول الأفريقية لاسيما دول حوض النيل.