رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المنطقة الإنسانية" لا تصلح للحياة.. كيف يعيش نازحو رفح الفلسطينية؟

نازحو رفح الفلسطينية
نازحو رفح الفلسطينية

"المنطقة الإنسانية الموسعة".. بمجرد أن تلتقط الأذن تلك الكلمات تشعر بأنها منطقة آمنة، إذ أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي هذا المسمى على المنطقة التي تم ترحيل الفلسطينيين إليها من شرق مدينة رفح حتى تستعد لتنفيذ العملية العسكرية البرية واجتياح رفح الفلسطينية كاملة.

حمل أصحاب الأرض أمتعتهم وفروا بعدما انهال عليهم القصف الإسرائيلي من شرق رفح، ونزحوا إجباريًا إلى المنطقة الإنسانية الموسعة، ليتفاجأوا بأنها لا تحمل من اسمها شيئًا وأنها لا تصلح للحياة الآدمية أو العيش فيها.

منشور قوات الاحتلال الإسرائيلية

المنطقة الإنسانية الموسعة

كانت البداية مع دعوات قوات الاحتلال الإسرائيلي للسكان والنازحين المتواجدين في منطقة بلدية الشوكة وبأحياء السلام، الجنينة، تبة زراع والبيوك في منطقة شرق رفح، للإجلاء والتوجه نحو المنطقة الإنسانية في المواصي.

ووجّه الناطق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلية نداءً عاجلًا إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في تلك المناطق بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية الموسعة، بدعوى أن قوات الاحتلال تلاحق ما اسمته المنظمات الإرهابية، والذي قد يعرض أهالي غزة للخطر.

وحذر المتحدث من أن مدينة غزة ما زالت منطقة قتال خطيرة، داعيًا إلى الامتناع عن الرجوع شمالًا من وادي غزة، كما حذر من عدم الاقتراب من السياج الأمني الشرقي والجنوبي.

آدم: المنطقة الإنسانية مكدسة

آدم عاشور، فلسطيني، يقول إنه قبل الإعلان عن ترحيل أهالي غزة إليها قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعمل توسيعات، فكانت سابقًا مواصي خان يونس فقط، ولكن الآن أصبحت تضم خان يونس ودير البلح والزوايدة غرب صلاح الدين.

"آدم" كان أحد سكان المنطقة الشرقية في مدينة رفح، والذي انتقل إلى المنطقة الإنسانية عقب غارة إسرائيلية كانت تستهدف إطلاق الرصاص نحو المدنيين بشكل عشوائي، إلا أنه تفاجأ بأنها منطقة غير صالحة للعيش، وما فعلته قوات الاحتلال ما هو إلا حيلة لهدم غزة وتنفيذ العملية العسكرية.

حسب الأمم المتحدة، فإن منطقة الإخلاء تضم تسعة مواقع لإيواء النازحين، فضلًا عن ثلاث عيادات طبية.

يقول: ترحيلنا من المنطقة الشرقية في رفح إلى ما يسميه الاحتلال منطقة إنسانية ليس له معنى سوى قرب تنفيذ العملية البرية العسكرية في رفح، واجتياحها بالكامل، ما يدل على عدم موافقة إسرائيل على الهدنة والإصرار على هدر مزيد من الدماء والضحايا.

يصف آدم المنطقة: كانت مكتظة بالنازحين، ولا يوجد خيم متاحة نستطيع الإيواء فيها، إذ تتشارك أكثر من أسرة في الخيمة الواحدة، فكل ما يهم إسرائيل هو تكدسنا في مكان واحد حتى تتمكن من تنفيذ العملية العسكرية في رفح.

تمتد المنطقة الإنسانية الجديدة على طول شاطئ البحر من مواصى رفح جنوبًا حتى مشارف ساحل النصيرات في وسط القطاع، وهذه المنطقة من المفترض أن تتمكن من استيعاب نحو مليون نازح.

إيمان: المنطقة الإنسانية غير صالحة للحياة

"غير صالحة للحياة".. تصف إيمان إسماعيل، فلسطينية نزحت من شرق مدينة رفح إلى المنطقة الإنسانية الموسعة، الخيم داخلها بتلك الكلمات، موضحة أن مئات النازحين يتشاركون الحمامات، ولا يوجد منافذ للطعام والشراب، والخيم لا تكفي الأعداد المهولة.

تقول: أخذ الطريق منا قرابة 6 ساعات من النزوح دون توفير وسيلة مواصلات مريحة أو آمنة، إذ كنا نسمع القصف باستمرار طوال السفر، وحين وصلنا لم نجد مكانًا آمانًا نستريح فيه، فكل الخيم بها عائلات وليس عائلة واحدة.

وتوضح أن المنطقة مهدمة عن بكرة أبيها ولا تصلح للعيش، لا سيما مع وجود كبار سن ونساء وأطفال.. لا تحمل المنطقة الإنسانية الموسعة أي شيء من اسمها، هي فقط خدعة إسرائيلية، توحي بأن الاحتلال يخشى على إزهاق أرواح المدنيين.

حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، وصل عدد النازحين في قطاع غزة إلى 1.8 مليون شخص، أي ما يعادل نحو 80% من سكان القطاع، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.