رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر يحيي.. في محبة «سيد الدراما» الذي غمر عتبات أرواحنا بالبهجة

الفخرانى
الفخرانى

هل لو قلت إن رمضان بالفخرانى مختلف عن رمضان بلا فخرانى.. ستعتبرها مبالغة؟

صدقنى ليست فى الأمر ثمة مبالغة، فلا أظن أن هناك فنانًا على مدى تاريخ الدراما المصرية العريقة قد ارتبط اسمه برمضان أكثر من هذا الرجل. 

وإن كنت تحب تتبع السير واستنباط العبر مثلى، فتعال معى نرجع إلى سنوات التليفزيون الأولى، حيث الستينيات، وبالتحديد فى نهايتها، كانت كلية طب عين شمس العريقة تفرز دفعتها الجديدة التى ضمت على ما يبدو مجموعة من الأطباء الواعدين الحالمين بمستقبل باهر، وسط أجواء قومية ليست على ما يرام بعد نكسة غادرة.

شاب واحد من هؤلاء الخريجين امتلأ جوفه بحلم مختلف عن باقى أقرانه.. الشاب اسمه يحيى الفخرانى من أوائل دفعته، وكان مرشحًا لأن ينضم لهيئة تدريس الكلية، لكنه كان أسيرًا لنداهة أخرى تناديه من بعيد لتزحزحه عن طريق الطب الذى رسمه له تفوقه. 

كانت تدور داخل الشاب معركة أخرى بجانب معركة الوطن، فقد كان يحيى الطبيب الواعد المتفوق هو نفسه يحيى نجم المسرح الجامعى الحائز الدائم جائزة أحسن ممثل فى أى مسابقة يدخلها مع فريق التمثيل بالجامعة.. فى أول الأمر حاول الشاب إمساك عصا مستقبله من المنتصف وسعى لكى يعمل طبيبًا فى مكان قريب من رائحة الفن، فجاءت الأقدار بهديتها التى سيشكرها عليها الأجيال القادمة كلها، حيث جاء تكليفه داخل الصندوق السحرى، وهو مبنى ماسبيرو، وعُين طبيبًا فى صندوق الخدمات الطبية بالتليفزيون المصرى.

فى اللحظة الأولى التى خطا فيها يحيى بقدمه داخل المبنى شعر بأن هذا هو مكانه الأمثل.. وكأنه قد امتلكه للتو كما امتلك زمام موهبته الجامحة.. لم يستسلم لقيود البالطو الأبيض، وعند أول فرصة جاءته حطمها واتخذ القرار الأصعب، الذى بدا جنونيًا تمامًا أمام الأقربين: هجرة الطب بلا رجعة.

رفع رايته البيضاء مستسلمًا لنداهة الفن التى أسرته، ووقف لأول مرة أمام الكاميرا فى سهرة تليفزيونية باسم «وجه الحب الآخر» بجوار غول من غيلان التشخيص المصرى اسمه صلاح منصور.. والغريب أن يحيى الذى كان يقف أول مرة أمام الكاميرا لم يرهب ولم يخف، وكأنه خُلق لها وخُلقت له، كما حكى هو بعد ذلك.. وأهّلته تلك الثقة إلى الاشتراك فى بطولة مسلسل رمضانى اسمه «أيام المرح» جاور فيه الكبيرين.. سناء جميل وعبدالمنعم مدبولى، ثم أكمل السبعينيات على هذا المنوال، وهو يسير ببطء وثقة إلى قمة تنتظره هناك فى النصف الثانى من الثمانينيات حين كافأته السماء بدور العمر فى ملحمة الملاحم الدرامية «ليالى الحلمية»، وهو «سليم البدرى»، هذا الرجل الذى حوّله يحيى إلى لحم ودم بشكل مذهل عبر ٥ أجزاء استمرت حتى منتصف التسعينيات.

وعلى الرغم من عظمة هذا الدور؛ فإن العصفور المحلق يحب دائمًا أن يكون منزوع القيود حتى لو كانت من ذهب.. فقد أرّق يحيى سجنه داخل «سليم البدرى» فلجأ إلى صديقه أسامة أنور عكاشة لكى يفك أسره منذ الجزء الرابع، فاستجاب الرجل فى الجزء الخامس لكنه حوّله لضيف شرف أغلق به ملحمته فى المشهد الأيقونى الأخير.

منذ منتصف التسعينيات ويحيى يغيّر جلده تمامًا فى نفس الموعد من كل عام.. فى رمضان يفتح الناس التليفزيون يبحثون عن «عفريته الجديد» الذى تلبّسه هذا العام.. وفى كل مرة يزيد إبهارهم، وأصبحت أسماء شخوصه السحرية جزءًا لا يتجزأ من وجدانهم.. فابحث لى عن شخص لم يسمع يومًا اسم «ربيع الحسينى» فى «نصف ربيع الآخر»، أو «بشر عامر عبدالظاهر» فى «زيزينيا»، أو «سيد أوبرا» فى «أوبرا عايدة»، أو «جابر مأمون نصار»، أو «جحا المصرى»، أو «رحيم المنشاوى»، أو «عباس الأبيض»، أو «مصطفى الهلالى»، أو «حمادة عزو»، أو «شرف فتح الباب»، أو «ابن الأرندلى»، أو «شيخ العرب همام»، أو «الباسل حمد الباسل»، أو «الخواجة عبدالقادر»، أو «ونوس»، أو «نجيب زاهى زركش».

ثم توج كل ذلك بآخر شخوصه السحرية التى تعيش معنا الآن، وهو «بهجت الأنصارى» فى رائعة إبراهيم عبدالمجيد «عتبات البهجة».

كل ما سبق يا عزيزى هى أسماء ستجدها داخلك شئت أم أبيت؛ زرعها طبيب سابق بمهارة جراح بعد أن ندهته نداهة الفن فذهب لها ملتحفًا بموهبته المفرطة، والغريب أن ميقات زراعتها كان دائمًا هو رمضان، وكأن الفخرانى قد عقد اتفاقًا ملزمًا لكل الأطراف بأن يصير هو هلال رمضان المضىء الذى يتخذه الناس دليلًا على قدوم الشهر الفضيل بأيامه الحلوة.

أهلًا رمضان وأهلًا سيد الدراما يحيى الفخرانى.

صيام صيام وقائع تدشين بطل تليفزيونى محبوب

عندما نقول إن يحيى الفخرانى بتاريخه الذى صنعه على عينه هو سيد دراما رمضان، فليست فى الأمر ثمة مبالغة، صدقنى لأن تلك المكانة طُبخت على نار هادئة تمامًا، حتى قبل عصر «سليم البدرى».. مكانة لم تكن سوى شجرة معتقة كثيفة الأوراق لها جذور ممتدة فى أرض التليفزيون منذ وطأتها قدمه، فلو اعتبرنا «سليم البدرى» هو ساق تلك الشجرة الضخمة، فلا ينبغى أن نغفل جذورها التى غذت حتى خرجت تلك الساق القوية العفية.. وإن شئنا التدليل فلا بأس من الرجوع لببلوجرافيا سريعة لمراحل نمو تلك الشجرة الوارفة.

من اللحظة الأولى كانت طلة الفخرانى تليفزيونيًا فيها شىء مختلف، ولحسن الحظ أن أغلب الأعمال التى شارك فيها يحيى تليفزيونيًا، منذ بدايته، موجودة بشكل أو بآخر فى فضاء الإنترنت الفسيح، فالمسلسل الأول الذى شارك فيه بداية السبعينيات كان دورًا مساعدًا بالطبع، وهو مسلسل «أيام المرح» أمام أسماء كبيرة تليفزيونيًا حينها، مثل سناء جميل وعبدالمنعم مدبولى والوجه الجديد نسبيًا أيضًا محمد صبحى.

ثم بدأ الفخرانى فى تثبيت قدميه رويدًا رويدًا عبر أدوار متفاوتة فى مسلسلات بقية حقبة السبعينيات، وهى بالترتيب «الرجل والدخان» سنة ١٩٧٣، ثم «هروب» سنة ١٩٧٦، ثم «الجريمة» سنة ١٩٧٧، ثم بطولة مبكرة فى مسلسل «ريش على مفيش» ترك أثرًا جيدًا لدى المشاهدين، ثم «طيور بلا أجنحة»، ثم «سفينة العجائب»، ثم أقفل السبعينيات بدور «رأفت» الابن الأكبر لعبدالمنعم مدبولى فى المسلسل الذى أفرغ شوارع المحروسة من قاطنيها وقت بثه، وهو مسلسل «أبنائى الأعزاء شكرًا». 

ثم أتت حقبة الثمانينيات الذهبية بالنسبة للدراما الرمضانية بهدية كبيرة للفخرانى، الذى اختاره المخرج التليفزيونى البارز محمد فاضل؛ ليكون بطل مسلسله الرمضانى الجديد باسم «صيام صيام».. وكان نزول اسم الفخرانى على التتر مبشرًا ومرضيًا، حيث جاء بعد كل الأسماء التى كُتبت حسب الظهور، ومنهم فردوس عبدالحميد وآثار الحكيم وصلاح السعدنى وبدر نوفل وهالة فاخر، وباقى الأبطال، ثم ببنط كبير ملأ الشاشة ضيف الشرف يوسف وهبى، وبعده مباشرة بنفس البنط «قام بدور صيام يحيى الفخرانى».

مسلسل «صيام صيام» لم يكن مجرد مسلسل ناجح فى بداية مسيرة يحيى، بل كان أشبه ببروفة لمكانة يحيى الرمضانية المنتظرة.. وتأكيد حتى بالمعنى الذى حمله اسم شخصية «صيام» بطل العمل، والمفارقة أيضًا أن كثيرًا من عناصر ملحمة الحلمية كانت موجودة فى هذا المسلسل الحميمى الجميل، الذى اقترب من نفسية المصريين والعرب؛ حتى إن أحد الأخوة العراقيين منذ سنوات شارك تتر المسلسل على صفحته على «فيسبوك»، وهو يتذكر أيام عرضه على تليفزيون بغداد والحرب العراقية- الإيرانية كانت على الأبواب، وقال إن هذا المسلسل كان ملاذ أهل العراق الآمن للاختباء من قلقهم المتزايد من طبول الحرب التى تدق أوزارها حولهم.

إذن نستطيع أن نقول إن «صيام صيام» كان بداية التدشين الفعلى لمكانة يحيى التليفزيونية الرمضانية، ومقدمة لما سوف يكون عليه فى السنوات المقبلة، ولاحظ أن يحيى كان يسير فى أكثر من مسار فنى بجوار التليفزيون، مثل السينما والمسرح لم يكن إنجازه فيهما جماهيريًا على نفس قدر التليفزيون حتى مع أيقونته الخالدة سينمائيًا «خرج ولم يعد»، الذى يتخذ موقعًا متقدمًا فى أكثر من ١٠٠ فيلم فى تاريخ السينما المصرية؛ إلا أنه لم ينجح على مستوى شباك التذاكر بالقدر الكافى، والمفارقة أن التليفزيون أيضًا هو الذى أنقذه بعد أن تم عرضه وشاهده جمهوره العريض ليتحول إلى أيقونة للأفلام المبهجة المحرضة على السعادة والأمل.

سليم البدرى انفجار يحيى الرمضانى بعد باشا الحلمية

فى رمضان ١٩٨٧ بدأ العرض الأول للمسلسل الجديد وقتها «ليالى الحلمية» للثنائى المبدع أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ.. وأغلب الظن لم يكن الاثنان يدركان أنهما بصدد تدشين ملحمة درامية ستكون الأبرز فى تاريخ الدراما المصرية على مدار تاريخها.. وعُرض الجزء الأول ليحدث صدى واسعًا على مستوى الشارعين المصرى والعربى، وينتظر الناس الجزء الثانى فى رمضان التالى سنة ١٩٨٨، لكنه لم يحدث ونزل الفخرانى فى هذا العام بمسلسل آخر اسمه «مولود فى الوقت الضائع»، بالطبع لم يقترب من مستوى «الحلمية» لكنه كان استكمالًا لمشوار يحيى التليفزيونى الممتع، ثم فى السنة الأخيرة فى نهاية الثمانينيات عُرض الجزء الثانى لـ«الحلمية» وتلاها فى السنوات التالية باقى أجزاء الملحمة حتى منتصف التسعينيات، حيث عُرض الجزء الخامس فى رمضان ١٩٩٥ وانتهت الملحمة بالمشهد الختامى، حيث ظهر يحيى الذى كان ضيف شرف فى هذا الجزء وهو يجمع أبناءه الثلاثة «على وعادل وسولى»؛ ليكشف لهم عن أخطائهم ويضعهم جميعًا أمام مرآة للعيوب، ويصدر أمره الأخير باستمرار المعركة الأزلية بينه وبين سليمان غانم فى صورة الابنين.. على البدرى وزاهر سليمان غانم.

وهكذا أُغلقت ملحمة الحلمية، أيضًا، على سليم البدرى الذى كان بالنسبة للفخرانى سجنًا جميلًا خاف أن يتماهى فيه وينسى حرية أن يكون عصفورًا محلقًا بين الأدوار والشخوص التى يتلبسها وتتلبسه.. لذلك كانت نهاية «الحلمية» بمثابة نقطة انطلاق جديدة للفخرانى بدأ معها رحلة تنصيبه هلالًا لرمضان.

شخصية الفخرانى المتجددة التى لا تحب التنميط، كانت على ما يبدو هى دافعه الكبير لمحاولة التحرر من قيود «سليم البدرى»، فكان حريصًا على التنويع فى الشخصيات البعيدة كليًا عن شخصية «سليم»؛ بدأها بمسلسل «لا» عن قصة مصطفى أمين، ثم مسلسل «نصف ربيع الآخر» حيث شخصية «ربيع الحسينى» سنة ١٩٩٦، وفى العام التالى دخل عالم أسامة أنور عكاشة مرة أخرى عبر شخصية «بشر عامر عبدالظاهر»، تلك الشخصية التى تقمصها يحيى وهو فى سن الخمسين عن هذا الشاب العابث نصف المصرى ونصف الإيطالى، ومع ذلك استطاع الفخرانى أن يقنع الملايين بأنه لا «بشر» غير يحيى بعد أن شكك الكثيرون فى مدى مناسبته للدور.. وكان حريصًا على التأكيد أنه خرج تمامًا من عباءة «سليم البدرى» مثلما قال فى حوار لـ«الوفد» ٢٨ سبتمبر ١٩٩٧، مبديًا ضيقًا كامنًا من تشبيه شخصية «بشر» بـ«سليم البدرى».

وفى نفس حوار «الوفد» كانت لدى يحيى رؤيته المستقبلية التى على ما يبدو رسمت مستقبله، حيث قال إننا الآن فى عصر التليفزيون، وذلك ردًا على اتهام صحفية «الوفد» له بإهمال السينما.

بعد تجربة «زيزينيا» استمر يحيى فى رحلة تنوعية على لحن موهبته، وحرص على أن يتواجد سنويًا فى نفس الوقت فى رمضان بدور جديد تمامًا ومختلف بمشاركته البطولة للكبير محمود مرسى فى «لما التعلب فات»، ثم دخل تجربة «سيد أوبرا» واحدة من أكثر شخصياته ثراء فى مسلسل «أوبرا عايدة»، الذى أبدعه مؤلف شاب غافله الموت سريعًا بعد تلك التجربة وهو أسامة غازى.. ثم دخل عالم محمد جلال عبدالقوى مرة أخرى بدور «جابر مأمون نصار» فى مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» بداية الألفية وتلاها بـ«جحا المصرى» ثم «رحيم المنشاوى»، وبعد ذلك «عباس الأبيض فى اليوم الأسود» ثم «المرسى والبحار» فى ٢٠٠٥ تبعه «سكة الهلالى» فى ٢٠٠٦ وأوصلنا إلى الدور الأيقونى الآخر «حمادة عزو» فى ٢٠٠٧، وعلى الرغم من نجاحه الأسطورى لكنه كعادته انخلع منه سريعًا ليصبح فى العام التالى ٢٠٠٨ «شرف فتح الباب»، ثم «ابن الأرندلى» ٢٠٠٩، حتى دخل فى العام التالى مباشرة عالم عبدالرحيم كمال المدهش فى ثرائه.. وكأنه وجد كنزًا فى عبدالرحيم فأصبح على الفور هو «شيخ العرب همام» تلاه بـ«الخواجة عبدالقادر» ثم «باسل حمد الباسل» فى «دهشة»، ثم «ونوس الشيطان» الظريف، وأخيرًا قبل ثلاثة أعوام كان «نجيب زاهى زكرش».

أنهى يحيى شخصياته الثرية بـ«بهجت الأنصارى» الذى يتلبس روحه هذا العام فى المسلسل الجميل بالغ الخفة «عتبات البهجة»؛ لتكتمل فرحة رمضان بوجود يحيى الفخرانى سيد الدراما الذى يجلس بعيدًا هناك على القمة.. قمة صنعها بإخلاصه لفنه عبر سنوات طويلة منذ أن أخذ قراره بترك الطب.

الفوازيرمفاجأة فهمى عبدالحميد لجمهور نيللى وشيريهان

كان الأمر مفاجأة للجمهور قبل أن يكون مفاجأة ليحيى الفخرانى، أن يرشحه مخرج الفوازير الأول فهمى عبدالحميد ليكون بطل «فوازير المناسبات» عام ١٩٨٨ فى عز تفاعل الجمهور مع شخصية «سليم البدرى»، الرجل الرزين باشا الحلمية صاحب الكاريزما الفولازية.. أصدقاء يحيى المقربون حذروه من الدخول فى عش الدبابير، أو بالأحرى عش نيللى وشيريهان، عفاريت الفوازير الاستعراضية، لكن يحيى الذى يعشق التحدى قبل عرض فهمى عبدالحميد الانتحارى متحديًا أصدقاءه، كما قال لصحفية «الأهرام» دينا ريان فى حواره القصير فى عدد ١٢ مايو ١٩٨٨.

بالفعل خرجت فوازير المناسبات بشكل مبهر أذهل من تحدوه أن يفشل فى تلك التجرية الجديدة التى تحمل مخاطرة كبيرة.. كما شارك فى البطولة هالة فؤاد وصابرين، وجهان أيضًا جديدان على تلك المنطقة، لكن التجربة نجحت بالفعل وغنى يحيى وأدى استعراضات تعلمها على يد حسن عفيفى، وكانت من أخف مواسم الفوازير التى مرت على التليفزيون المصرى فى رمضان.

وبعيدًا عن فكرة تحدى الأصدقاء، كان قبول عرض الفوازير يحمل هدفًا آخر للفخرانى عبّر عنه فى حوار لـ«الجمهورية» فى ٩ يونيو ١٩٨٨ عندما سأله الصحفى: لماذا كانت مغامرة الفوازير؟، ليرد الفخرانى بالنص: «من أجل جمهور عريض ومهم جدًا بالنسبة لى وأفتقده فى أعمال سينمائية كثيرة؛ بالرغم من أننى أحاول أن أقدم أعمالًا سينمائية بسيطة من أجل الوصول إلى هذا المتفرج المهم جدًا ولم يكن بمقدورى، لكن من خلال الفوازير وصلت له».. وعندما سأله الصحفى عن قصده بهذا الجمهور، قال يحيى: «الإنسان المصرى البسيط الذى يجلس فى البيت ولا يذهب للمسرح أو السينما».