رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الناتو" ينفذ أكبر مناوراته منذ الحرب الباردة.. وروسيا تحذر أوروبا

روسيا
روسيا

بدأ حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مناورة "المدافع الصامد 24"، أكبر مناوراته العسكرية منذ الحرب الباردة منذ الأسبوع الماضي، حيث تحركت عشرات الآلاف من القوات عبر أوروبا في استعراض للقوة يهدف إلى تحذير روسيا، في أعقاب حربها مع أوكرانيا.

يشارك في مناورات "المدافع الصامد 24" حوالي 90 ألف جندي من قوات الناتو العسكرية في مجموعة من التدريبات في جميع أنحاء أوروبا في الأشهر المقبلة، كما تشارك 50 سفينة بحرية و80 طائرة وأكثر من 1000 مركبة قتالية، فيما حذرت روسيا الناتو من هذه المناورة واعتبرتها مواجهة مباشرة معها.

المدافع الصامد.. كواليس أكبر مناورة عسكرية لحلف الناتو

بحسب شبكة "فويس أوف أمريكا"، قال الحلف المؤلف من 31 دولة إن التدريبات "ستظهر أن حلف شمال الأطلسي قادر على إجراء ومواصلة عمليات معقدة متعددة المجالات على مدى عدة أشهر، عبر آلاف الكيلومترات، من أقصى الشمال إلى وسط وشرق أوروبا، وفي أي ظرف".

وأضاف: "نفعل كل هذا لإظهار أن لدينا الاستعداد والجاهزية والقوات الموجودة لإزالة أي مجال لسوء التقدير أو سوء الفهم في موسكو بشأن استعدادنا لحماية كل شبر من أراضي الناتو". 
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، للصحفيين في بروكسل: "طالما أننا نفعل ذلك، فلن يكون هناك هجوم على أراضي الناتو".
بينما قالت ليانا فيكس، زميلة أوروبا في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، إن التحدي اللوجستي المتمثل في نقل الجنود والمعدات هو جزء حيوي من التدريبات.
وتابعت: "كيف يذهبون إلى هناك؟، وكيف يصلون إلى هناك بسرعة؟، لأن الحرب في أوكرانيا أظهرت أن كونك بطيئًا جدًا يعني أنه يمكن احتلال جزء من أراضيك ويجب إعادة احتلاله، بدلًا من الدفاع عن تلك المنطقة لحظة حدوث الهجوم".

وأوضحت الشبكة أن السويد التي تأمل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في الأشهر المقبلة، ستشارك في العملية، وهي أكبر مناورة للناتو منذ مناورات ريفورجر في الثمانينات، لكن المجر هي العضو الوحيد في الناتو التي لم تصدق بعد على طلب السويد.

الحرب الأوكرانية الروسية تلقي بظلالها على مستقبل الناتو

وتأتي هذه التدريبات قبل الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير، وقد انزلق الصراع إلى حرب استنزاف، حيث لا يبدو أن أيًا من الطرفين قادر على تحقيق مكاسب إقليمية كبيرة.

وأوضحت الشبكة أنه في حين يستعرض حلف شمال الأطلسي عضلاته في أوروبا، فإن ذخيرة كييف بدأت تنفد، حيث تظل حزم المساعدات العسكرية في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي محظورة بسبب الاقتتال السياسي الداخلي.

وتابعت أن حلف شمال الأطلسي وقع في وقت سابق من الشهر الحالي عقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار لشراء نحو 220 ألف طلقة من ذخيرة المدفعية، ويقول الحلف إنه سينقل القذائف إلى أوكرانيا، التي اشتكت من نقص الذخيرة، أو إلى الدول الأعضاء التي ترغب في تجديد المخزونات التي استنفدت من خلال إمداد القوات الأوكرانية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرج: "هذا مهم للدفاع عن أراضينا، ولبناء مخزوناتنا الخاصة، ولكن أيضًا لمواصلة دعم أوكرانيا".

وأضاف: "سندعم أوكرانيا بالأنظمة والأسلحة والذخائر التي تحتاجها لكي تنتصر كدولة مستقلة ذات سيادة، لأننا لا نستطيع أن نسمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالفوز في أوكرانيا"، مضيفًا أن ذلك سيكون مأساة للأوكرانيين وخطيرًا علينا جميعًا.

روسيا تحذر حلف الناتو بسبب مناورات المدافع الصامد

من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، إن تدريبات "المدافع الصامد" التي يجريها حلف شمال الأطلسي الناتو استفزازية، وقد تؤدي إلى عواقب مأساوية على أوروبا.

وقالت زاخاروفا: "لعدة أشهر، سيعمل 90 ألف جندي من 31 دولة عضو في الناتو، بالإضافة إلى السويد، بشكل نشط بالقرب من الحدود الروسية على الأراضي الممتدة من النرويج إلى رومانيا".

وأضافت أن مثل هذه الخطوة "استفزازية" و"تهدف عمدًا إلى تصعيد الوضع"، محذرة من أنها قد تزيد من خطر وقوع حوادث عسكرية و"تؤدي في النهاية إلى عواقب مأساوية على أوروبا".