رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. حماد عبدالله: أخطر ما يعانى منه المجتمع المصرى الاعتماد على «الدولة اللى بتعمل كل حاجة» واعتبارها «بابا وماما»

الدكتور حماد عبدالله
الدكتور حماد عبدالله

رأى الدكتور حماد عبدالله، عميد كلية الفنون التطبيقية السابق، أن أخطر أزمة يعانى منها المجتمع المصرى الاعتماد الكامل على الدولة، والتعامل معها على أنها هى التى تصنع وتلبى كل الاحتياجات. وقال «عبدالله»، فى الجزء الثانى من حواره مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى حقق إنجازًا ضخمًا جدًا، وهو قارئ جيد ويعى أزمات البلد، مضيفًا: «أنا صعبان عليا إن الرئيس السيسى شغال لوحده». وطالب بتطوير التعليم الفنى فى مصر، إذ إن الأقل مجموعًا هو الذى يذهب للمدارس التكنولوجية، فى حين أنه يجب أن يحدث العكس، لافتًا إلى أن كثيرًا من المبدعين والعظماء كانوا خريجى المدارس الفنية والصناعية.

■ حدثنا عن دور صناعة النسيج.. وهل مصر تسير فى هذا المجال بشكل سليم؟

- المكلف بهذا الملف هو العضو المنتدب لشركة المحلة الكبرى، الدكتور أحمد شاكر، وأصبح الآن رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج منذ شهر تقريبًا، وهذه الصناعة متشابكة مع حقائب كثيرة، وهناك تحضيرات وصباغة وتجهيز وملابس جاهزة، وهى صناعة ذات دوائر كبيرة، وتولية «شاكر» مؤشر على الانطلاق نحو الطريق الصحيح، رغم أن الإنتاج لم ينطلق. وكمحترف فى هذه الصناعة أقول نحن فى حلم اقترب تحقيقه، ونعيش هذا الحلم منذ سنة ١٩٥٨، وصناعة الغزل والنسيج بدأت فى العشرينيات مع طلعت حرب، والقطن زرعه محمد على فى عام ١٨٠٥، وأصبح له نصيب كبير فى الاقتصاد، وصار الخام الأول فى العالم، وأصبح يسمى «الذهب الأبيض»، وهو أحد أسباب غزو إنجلترا مصر فى ١٨٨٢ واحتلالها.

وكانت هناك دراسة تفيد بأن مصانع الغزل والنسيج فى لندن تتوقف بسبب أى قلق يحدث فى مصر أو المنطقة، فجاء الإنجليز للسيطرة على هذا المورد، والقطن المصرى سبب الاحتلال حسب دراسات إنجليزية عديدة.

وفى ١٩٥٨ قال جمال عبدالناصر إننا سنزرع ٣ ملايين فدان قطن لأول مرة، وكان ذلك فخرًا لمصر، وكانت ذروة صناعة الغزل والنسيج فى هذه الفترة، ومصر حاليًا مفتوحة على توطين الصناعة، ونعمل أيضًا على صناعة السيارات وقِطع الاتصالات التكنولوجية. وكانت وزارة الدكتور أحمد نظيف قد حققت إنجازات على مدار ٧ سنوات فى صناعة التكنولوجيا، وكانت الوزارة تضم محمود محيى الدين، ورشيد محمد رشيد، وأحمد المغربى، وهى مجموعة خرجت من صندوق الحكومة المصرية، وأمانة السياسات فى الحزب الوطنى، ولم تفسد البلد كما روّج البعض، لأنها كانت تضم أعضاء هيئة تدريس وأساتذة جامعات ومفكرين، وبعضهم ما زال موجودًا الآن، مثل هالة السعيد، وعلياء المهدى، ومحمود محيى الدين، وزياد بهاء الدين، وهانى سرى الدين، وكلهم شباب أعضاء فى الحزب الوطنى، وقدموا مشروعات كبيرة للحكومة، ورفعوا نسبة النمو الاقتصادى لمصر، حتى ظهرت فكرة التوريث أمام الجميع، ففسد كل شىء، وخرج الشعب المصرى ضد النظام.

■ ما الذى يميز الطابع المصرى فى مجال النسيج؟

- أولًا لدىّ يقين بأن الشخصية المصرية أصيلة، وتظهر فى الأوقات المناسبة، وفى كتاباتى كنت أركز على الأدب الشعبى للمصريين، وهذا جزء من رسالة الدكتوراه الخاصة بى، وكانت من إيطاليا.

وعندما عدت لمصر تم تعيينى مدرسًا فى الجامعة، وكنت حاصلًا على بكالوريس هندسة قسم غزل ونسيج وفنون تطبيقية، مع دكتوراه من جامعة روما، وأصبحت مدرسًا للتصميم والنسيج، وكانوا يقولون إننى لا أفهم فى النسيج، فحصلت على درجة دكتوراه فى هذا المجال، وأصبحت أستاذًا مساعدًا، وكانت الرسالة عن النسيج فى الوجهات المعمارية فى واحات مصر الغربية وآثارها فى تصميم السجاد والموكيت الميكانيكى، فربطت الوجهات المعمارية للعمارة مع صناعة النسيج والسجاد، كثقافة شعبية داخل الفلكور، وهذا ما يميز الطابع المصرى.

■ على ضوء علاقة المصريين بالعمل وقيمته حاليًا.. كيف اشتبكت مع الأمثال الشعبية التى تتناول هذه الفكرة؟

- قيمة العمل عند المصرى تقاس بالناتج، «يعنى لو عندك موظف فى منطقة معينة ليس له إنتاج شغل معين، فهو عنصر معرقل ومعطل لزمايله»، هذه السمة سلوك وليست جينات، لأنك ليس لديك عمل وتقبض مبلغًا ماليًا، وهذا المبلغ أيضًا غير كافٍ لاحتياجاتك، هى معادلة غير متساوية، وعلى النقيض عندما تخرج من ذلك، وتوضع فى مكان يلائمك، يظهر جهدك وتصعد للأعلى، وتكون صاحب شركة كبيرة فى المجال، فيحدث لك تحول، مثل نجار كوبنهاجن الذى أصبح مالك شركة «إيكيا»، فلقد عمل نجارًا وكان يقدم منتجاته لطلاب المدارس، وكبرت الشركة، وكان أبخل رجل فى العالم.

■ ما الخسائر التى تسببها تلك الثقافة للمجتمع؟

- يخسر المجتمع بسببها كثيرا جدًا، ودعنا نقول إن الاعتماد على الدولة أمر فى منتهى الخطورة، لقد وصلنا لمرحلة أصبحت الدولة بالنسبة للمواطن «بابا وماما وكل حاجة، بتعملك الفول والطعمية والجمبرى والسمك».

هذا ليس نتاج اليوم فقط بل منذ عقود من أيام الاشتراكية، «وهذا الأمر من أولويات العمل الوطنى للمرحلة المقبلة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى».

والرئيس السيسى حقق إنجازًا ضخمًا جدًا، وهو قارئ جيد لما يحدث فى مصر، «أنا صعبان عليا إن الرئيس السيسى شغال لوحده».

فى مرة سُئلت فى برنامج «ما وصيتك للرئيس السيسى؟»، قلت: «وصيتى ٤ حاجات، أولها حسن اختيار المساعدين، وإنشاء دائرة أوسع، والاهتمام بالشباب ليس بالمؤتمرات لكن بتطوير المدارس الإعدادية الصناعية والثانوية، والنقطة الرابعة أن يأخذ التعليم الاهتمام الأكبر».

■ ما الذى حدث فى التعليم الصناعى، ولماذا تراجع؟

- أهدرت الدولة التعليم الصناعى، وهذا الإهدار حدث عندما جاء الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وأسهم فى تسييس التعليم فى مصر، «اللى بوّظ التعليم فى مصر الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وممكن نرجع للتاريخ». فعندما أصبح وزيرًا للتربية والتعليم ألغى كل النظم التى كانت موجودة قبل ذلك، وأنشأ الفصلين الدراسيين فى الجامعات، لكى يمتص حالة غضب الطلاب ويشغلهم بالامتحانات، وهذا الأمر ما زال قائمًا للأسف، «كل حاجة قائمة من الأول لسه موجودة وكأنها سُنة الله، وهذا خطأ».

هذا الأمر لا بد أن يتغير، أو على الأقل يعود الأمر مثلما كان، لذلك «رجعوا دلوقتى لنظام ١٥١ ساعة و١٩٦ ساعة»، ولا بد أن ننظر إلى منظومة التعليم نظرة علمية متجردة.

بدأ التعليم الصناعى بتكليف من جمال عبدالناصر لكمال الدين حسين، الذى تولى ملف التعليم، وتوجه إلى جامعة لندن لدراسة التعليم الفنى بكل مراحله. ومصر استوردت كتب التعليم الفنى من إنجلترا، سواء فى الميكانيكا أو النجارة أو الخراطة، وفى الطباعة والغزل والنسيج والصباغة والملابس والعمارة.

والطالب كان يسعى دائمًا ليكون من العشرة الأوائل الذين يدخلون فى شرايين الوطن ويسهمون فى تغذيته بالعمالة الفنية المحترمة التى حملت القطاع العام. والملحن كمال الطويل خريج فنون تطبيقية، وكان طالبًا فى الثانوى الصناعى، وفريد شوقى خريج المدرسة الثانوية الزخرفية، وكمال الشناوى خريج مدرسة التربية الفنية الزخرفية فى العباسية، وعبدالمنعم مدبولى خريج كلية الفنون التطبيقية ومدرسة الفنون التطبيقية الزخرفية.

كل الفنانين والمبدعين المصريين خريجو المدارس الصناعية، وكان التعليم فيها محترمًا، «دلوقتى لو إنت خريج تعليم صناعى هتكون مكسوف من نفسك لأنك من غير مهنة، التعليم الفنى تدنى، ومفيش اهتمام من الدولة». والتعليم الفنى لم يكن يحتاج لوزير لكن يحتاج لهيئة لإعادته إلى ما كان عليه من قبل، حسين كامل بهاء الدين هو الذى أنشأ «مبارك كول» فى العاشر من رمضان بدلًا من «التعليم الفنى» واعتمدت المؤسسة على رجال الصناعة.

■ ما رأيك فى تجربة المدارس التكنولوجية؟

- تجربة المدارس التكنولوجية لم تظهر نتائجها حتى الآن، لأن البنية الأساسية ليست موجودة.

الأقل مجموعًا هو الذى يذهب للمدارس التكنولوجية، وهذا ليس الهدف، فصاحب أعلى مجموع هو الذى يجب أن يلتحق بهذه المدارس.

لذلك أنا كنت الثامن على الجمهورية ودخلت كلية الفنون التطبيقية، والأول على الجمهورية، كان حاصلًا على ٧٢٪.

■ لو أُتيحت لك الفرصة.. ما القرار الذى يمكن أن تتخذه لاستعادة دور المدارس الصناعية؟

- يجب أن نولى الأمر لمجموعة شابة، لاستعادة دور المدارس الصناعية.

وقد بدأت مدرسة القاهرة الثانوية للنسيج سنة ١٩٦١، «والركام اللى فى المدرسة ممكن نرجعه تانى، ونرجع العلم تانى داخلها، مش هنستورده، لأن عندنا علماء ومطابع، عندنا المناهج اللى تبنى البشر، الروشتة جاهزة تمامًا لإصلاح مصر».

■ ما الذى وصلنا إليه فى ملف التعليم الهندسى فى مصر؟ وما ملاحظاتك إيجابًا وسلبًا على ذلك؟

- يعتبر التعليم الهندسى فى مصر قضية فى غاية الأهمية والخطورة، ونقابة المهندسين تولى اهتمامًا كبيرًا بهذه القضية منذ ٨ سنوات، وخلال فترة ولاية المهندس هانى ضاحى النقابة فى عام ٢٠١٨، كنت أشغل منصب رئيس المكتب الفنى، وجاءت إلينا شكوى بأن دولة الكويت أصبحت لا تعترف ببكالوريوس الهندسة للأشخاص الذين يعملون هناك. وحدثت مشكلة ضخمة للغاية فى ذلك الوقت، وتحركنا لحلها بشكل متأخر، وذهب المهندس هانى ضاحى مع وفد من النقابة إلى الكويت، والتقى وزير التعليم الكويتى، وهو حاصل على درجة بكالوريوس الهندسة جامعة القاهرة، واكتشف حينها أن الكويت تبعث لجانًا إلى مصر لتفتش على المعاهد الهندسية المصرية، قبل إعطاء الموافقة للخريجين المصريين الذى سيعملون هناك، وكان ذلك يتم دون علم النقابة أو وزارة التعليم المصرية.

وفجرنا هذه القضية وناقشناها بشكل موسع للغاية، وأجرينا اجتماعات موسعة مع وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات، ولجنة القطاع الهندسى، وبالتالى اتخذنا العديد من الخطوات فى ذلك الأمر، كان آخرها ما اتخذه المجلس الحالى برئاسة المهندس طارق النبراوى، الذى تبنى هذه القضية بعد ١٢ عامًا، ووضع مجموعة من الدراسات تتضمن نتائج هذه الاجتماعات، وشن حربًا واسعة ضد «بيزنس المعاهد الهندسية».

■ ما أبعاد أزمة المعاهد العليا للهندسة فى مصر؟ وكيف تواجهها النقابة؟

- تحولت معاهد الهندسة فى مصر لـ«بيزنس» كبير للغاية، لدينا فى مصر ١٥ ألف عضو هيئة تدريس فى التعليم الهندسى، ضمن ٢١ جامعة و٢١ كلية هندسة، ولكن الغريب هو ظهور نحو ١٠٤ معاهد عليا للهندسة استطاعت التعاقد مع أعضاء هيئات تدريس وأصبحوا عاملين فى هذه المعاهد، رغم أن المعامل الخاصة بها غير جاهزة تمامًا، ما أدى إلى انهيار الوضع الهندسى بأكمله.

لدينا لجان داخل نقابة المهندسين، ومنها اللجنة العليا للهندسة الاستشارية، التى أشغل منصب المقرر الحالى لها، والتى تضم كبار أساتذة الهندسة والوزراء السابقين، وأيضًا لدينا لجنة مزاولة المهنة ولجنة التعليم الهندسى، واكتشفنا من خلالها، وبعد الحصول على شهادات وتسجيلات من المجلس الأعلى للجامعات، أن هناك أحد الأشخاص حصل على شهادة الثانوية فرع «أدبى» وليس «علمى»، ثم ذهب إلى روسيا وحصل على بكالوريوس الهندسة، ثم عاد إلى المجلس الأعلى للجامعات، وأصبح أستاذًا بالهندسة. وأصدرنا قرارات مؤخرًا فى نقابة المهندسين بعدم تسجيل الخريج الذى لم يحصل المعهد الذى درس فيه على شهادة الجودة.

■ كيف أثرت الانتدابات الخارجية على التعليم الهندسى فى مصر؟

- أصبح الوضع العام داخل الجامعات الحكومية أصعب من الماضى، فالأستاذ العامل بالجامعات الحكومية يتقاضى أجره بقيمة ١٠ آلاف و٢٠٠ جنيه، أما الأستاذ المتفرغ فيتقاضى نحو ١٤ ألف جنيه شهريًا، ولذلك يبحث أعضاء هيئة التدريس دائمًا عن الانتداب فى الجامعات الخاصة.

وأرى من وجهة نظرى أن هذا الكم الكبير من الانتدابات الخارجية لأساتذة الهندسة فى مصر- وهذا من حقهم تمامًا- ينعكس على العملية التعليمية بشكل عام فى مصر، وأرى دائمًا أن أستاذ الهندسة فى أى جامعة خاصة يعمل بشكل مختلف تمامًا عن طبيعة عمله فى الجامعة الحكومية، لأنه يتقاضى أجورًا أكبر فى الوقت الذى تظل فيه الرواتب قليلة للغاية داخل الجامعات الحكومية.

هناك أزمة أخرى أيضًا، وهى الطلب المتكرر من الأساتذة الجامعيين بالحصول على دوريات علمية فى الخارج وأجهزة «لابتوب» متطورة لمواكبة التطور فى هذا المجال، وارتداء أفضل ملابس للظهور بشكل أنيق أمام الطلاب، وذلك فضلًا عن الالتزامات الأسرية طوال الوقت، وكل ذلك بالأجر الشهرى الذى لا يتعدى ١١ ألف جنيه.

كيف ترى أهمية تعزيز الوعى لدى الشباب؟

- هناك خلل كبير فى المفهوم الوطنى حاليًا لدى الشباب، وهذا كتبته بشكل مفصل فى مقال بجريدة «الأهرام» بعنوان «الوطن فى قاموسى»، وما جعلنى أكتب ذلك أننى اكتشفت أن هناك أشخاصًا باعوا الوطن. ويجب دمج الشباب دائمًا، وإشراكهم فى تفاصيل ما يدور، وصرف مكافآت تحفيزية للمشاركين فى هذه الجهود، فتعزيز الانتماء للوطن مهمة المؤسسات الرسمية، ومشاركة الشباب فى العمل تعزز الانتماء للوطن.

■ دعنا نختتم حديثنا بالعودة إلى فترة تجنيدك فى القوات المسلحة.. حدثنا عنها؟

- أتذكر أن دفعتى فى الجيش كانت الدفعة ٣١ ضباط احتياط، وبعد التخرج ذهبنا للبحر الأحمر، وفى عام ١٩٧٠ تم ضرب كلية ضباط الاحتياط فى ألماظة، وصدر قرار بإرسال جميع المجندين والضباط من المؤهلات العليا إلى منطقة البحر الأحمر والصعيد، وتم إنشاء كلية ضباط الاحتياط فى إسنا، وتم تجنيدنا هناك، ولذلك القوات المسلحة هى من نسيج الشعب البسيط، وهذا عهدها على مدار التاريخ.

ومنذ عام ١٩٣٦ عندما سمح الاحتلال البريطانى لمصر بأن تدخل أكبر عدد من أولاد الفلاحين إلى الجيش، نفذت ذلك لأنها كانت تحتاجهم فى الحرب العالمية الثانية، فدخل جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهى المجموعة التى نفذت ثورة يوليو، ولذلك نقول إن الجينات المصرية والشخصية المصرية لا تتجزأ.