رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد القديس امبروسيوس.. الكنيسة اللاتينية: الاستسلام هو ركيزة الحياة المسيحيّة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى  القدّيس أمبروسيوس، الأسقف ومعلّم الكنيسة.

ولد القديس أمبروسيوس في مدينة "ترِير" (المانيا اليوم) عام 340 من عائلة رومانية، ودرس في روما وبدأ مسيرة حياته في "صرميا". 

عام 374 كان في مدينة ميلانو، فانتخب لفضيلته ومثاله الصالح أسقفاً على المدينة، وسيم أسقفاً في 7 ديسمبر.

قام بمهمته بكل جدية ووعي وادراك. وعامل الجميع بمحبة كبيرة، كان راعيا حقيقياً ومعلماً للمؤمنين. دافع بقوة عن حقوق الكنيسة. وقاوم هرطقة الأريوسيين مُثبتاًً تعليم الكنيسة القويم. توفي يوم سبت النور في عام 397.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: 

"لتكن مشيئتك". يشكّل فعل الاستسلام هذا ركيزة الحياة المسيحيّة. لذا، عليه أن يدير حياتنا طوال النهار، من الصباح حتّى المساء، وطوال السنة وطوال الحياة كلّها. يجب أن يكون هذا هو الهمّ الوحيد لكلّ مسيحي؛ فيما يأخذ الربّ على عاتقه الهموم الأخرى كلّها، يبقى هذا الاستسلام همّنا حتّى اليوم الأخير من حياتنا. هذا واقع موضوعي؛ فنحن لا نسير دائمًا على طرق الربّ.

في بداية الحياة الرُّوحيّة، عندما نبدأ بالسماح للربّ في قيادة حياتنا، نشعر بقوّة وبحزم بأنّ يده تقودنا؛ ونرى بوضوح ما علينا أن نفعله وما علينا أن نتركه جانبًا. لكنّ الأمور لن تكون دائمًا على هذا المنحى. مَن قدّم ذاته للرّب يسوع المسيح، عليه أن يعيش حياته بكاملها. عليه أن ينضج حتّى يبلغ سنّ رشد الرّب يسوع المسيح، وأن يمشي يومًا على طريق الجلجلة مثله. حينها، متّحدًا به، سيتمكّن المسيحي من الصمود حتّى في الليالي المظلمة... لذا، مجدّدًا وخصوصًا في قلب الليل الأكثر ظلمة، نقول: "لتكن مشيئتك".

إن حكمةَ هذا العالم الزائفة، والّتي هي حماقة حقًّا ، تعلنُ يقينًا دون أن تدركَ ما تؤكّده. فهي تعلنُ طوباويّة بني الغرباء "مَن نَطَقَت بالباطِلِ أَفْواهُهم وَيمينُ كَذِبٍ يَمينُهم" لأنّ "أَهْراؤهُم مُمتَلِئَة تَفيضُ مِن جَميعِ الأَصْناف، وغَنَمُهم آلافٌ ورِبْوات في أَرْيافِهم" ، غير أن ثرواتهم كلّها غير ثابتة، وسلامهم ليس السَّلام، وفرحهم حماقة.