رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنيسة الروم الأرثوذكس تعيد طرح نشرة تعريفية للأب الراحل اثناسيوس حنين

الكنيسة
الكنيسة

أعاد الأنبا نيقولا أنطونيو مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، طرح نشرة تعريفية للأب الراحل والمتقدم فى الكهنة الدكتور أثناسيوس حنين، مسئول مكتب الدعوة بمطرانية بيرية اليونان، حملت شعار "رؤية كتابية وأبائية وليتورجية ومستقبلية".

النشرة المعاد طرحها

وجاء في النشرة أن ظاهرة استعمال الالفاظ عامة والتعبيرات اللاهوتية خاصة بشكل مخالف لمعناها الأصلى وخارج السياق العام التى ولدت ونمت وترعرت فيه الكلمات ’ نقول ان هذه الظاهرة قديمة الأيام . لقد عانى الفلاسفة القدامى فى العصر الهيللينى من هذه الظاهرة ’ كما عانى منها الانبياء فى العصر المسيحى الاول .

جل أمانا فى هذه العجالة أن نتتبع خطوات تعبير عزيز وغالى على المسيحيين المستقيمى الرأى ’ وهو الارثوذكسية ’ هذا التعبير كلف الأباء والامهات والمؤمنين ’خلال تاريخ الكنيسة الطويل ’ الكثير من الدم والتعب . لقد أعطى الأباء ’ فى سبيل نحت اللاهوت كلمات وتعبيرات ’ أعطوا دما فأخذوا روحا . لقد أعطى تأنسن الكلمة بعدا انسانيا للكلمات . لقد تكلم الله ’ فى المسيح الكلمة ’ بشريا لكى ما يتكلم البشر لاهوتيا حسب تعبير استاذنا فى كلية اللاهوت بأثينا قنسطنطينوس بابابتروس فى كتابه (جوهر اللاهوت) .

ومن بين الكلمات التى عانت من سوء الاستعمال قديما على يد الهراطقة وما زالت تعانى اليوم على يد انصار الانفتاح الدينى والمسكونية بلا عقيدة واحدة والتمييع اللاهوتى  ’ والشعار المطاط  بلا مضمون (كلنا واحد فى المسيح ) ’ نجد كلمة (ارثوذكسية  حيث يتفق علماء التربية الحديثة مع المفكر اليونانى القديم فى أن بداية التربية الصحيحية يكمن فى فحص و فهم معانى الالفاظ والاسماء.


فكلمة ارثوذكسية مثلها مثل كل كلمة يونانية النِشاة والوجدان تتكون من مقطعين (ارثوس ) اى المستقيم والصحيح ’ والمقطع الثانى (الذوكسا) وهى تعنى ’ فى النصوص اليونانية القديمة ’ الرأى الصحيح والمستقيم ومن ثم صارت فى اللغة الليتورجيا (المجد) ’ لا يوجد تمجيد (ذوكسا) بدون عقيدة صحيحة (ارثوس - ذوكسا).(راجع القاموس الهام  فى اللغة اليونانية القديمة الكلاسيكية وبدايات المسيحية  : ليديل – سكوت – فصل ذوكسا ).وغنى عن البيان أن الكلمة (ارثوذكسية ) قد صارت كلمة اساسية فى الخطاب الثقافى الكونى وفى كافة اللغات . المثقفون العرب ’ اليوم ’  يقولون أن هناك اسلام (ارثوذكسى ) واسلام (غير ارثوذكسى ). 

نقرا فى القاموس الموسوعى للمسيحية الاولى (بالفرنسية ) وفى الطوموس الثانى وصفحة 1845 وتحت عنوان الارثوذكسية والاتيرروذوكسية : "الكنيسة الارثوذكسية هى الكنيسة الشرقية والتى هى فى شركة مع القنسطنطينية والتى هى "الكنيسية الشرقية المقدسة والارثوذكسية والرسولية" لكى ما تميز نفسها عن الجماعات التى ليست فى شركة معها مثل الكنائس النسطورية واليغقوبية والقبطية وقد تم تحديد و اعلان الاحد الاول من الصوم العظيم كأحد انتصار الارثوذكسية (الذى يعود الى عام 824 ميلادية) على محاربى الايقونات بل وعلى الهرطقات بصفة عامة.

وردت فى العهد الجديد بمعناها الكلاسيكى مثل ما وردت فى العبرانيين 21 :13  (لذلك قوموا الايادى المسترخية والركب المخلعة واصنعوا لاجلكم مسالك مستقيمة ...) وفى 2 تيموثأوس 2 :15 نجد الكلامة فى معناها الصحيح المستعمل فى الكنيسة الارثوذكسية حينما يوصى الرسول بولس تلميذه (اجتهد ان تقيم نفسك لله مزكى عاملا لا يخزى مفصلا كلمة الحق بالاستقامة ) . وتعتبر الكنيسة الارثوذكسية أن الاسقف هو معيار الاستقامة فى الايمان والعقيدة بما له من علم ولاهوت ودراية ونسك وحب ونضج ’ فتأخذ وصية بولس وتضعها فى نهاية ليتورجية القديس الذهبى الفم ويصلى المتقدم : (اذكر يارب اولا ابانا ورئيس اساقفتنا (فلان )..وهبه لكنائسك المقدسة بسلام صحيحا معافى مكرما مديد الايام مفصلا باستقامة كلمة حقك ).

وتزداد القضية وضوحا اذا ما لجأنا الى عمدة المعاجم اللاهوتية والابائية وهو قاموس لامبى للاباء ونفتح فصل ارثوكسية عند الاباء وهو يقع فى الصفحة 971 ويقول أن الارثوكسية هى العقيدة التراثية والكونية الجامعة وقد ورد التغبير بهذا المعنى عند اثناسيسو وكيرلس وليون والاباطرة حماة الايمان ونصوص المجامع المسكونية السبع (للقراء الذين يكتفون باللغة العربية نحيلهم الى كتب الروم الارثوذكس الانطاكيين وخاصة الكتب الليتورجية ومجموعة الشرع الكنسى وغيرها ونشكر الرب ان هذه الكتب الان وبفضل خدام امناء توجد فى معظم البلاد العربية).