رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشرف على مشروع محطة «الضبعة»: تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة العام الجارى

أمجد الوكيل يتحدث
أمجد الوكيل يتحدث لـ الدستور

- المقاربة المصرية ركزت على المحور الوقائى ولم تقتصر على البعد الأمنى

- كل عامل فى التشييد يخلق بيده 10 وظائف فى القطاعات ذات الصلة

- مشاركة 6000 فرد على الأقل فى أعمال البناء لمدة 10 سنوات

كشف الدكتور أمجد الوكيل، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية، المشرف العام على مشروع «الضبعة» النووى المصرى السلمى لإنتاج الكهرباء، عن أن التعاون مع الشريك الروسى أثمر دخول جميع الوحدات النووية بالمشروع لمرحلة الإنشاءات خلال العام الجارى، مؤكدًا أن «تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة سيكون فى ٢٠٢٣».

وقال «الوكيل»، فى حواره مع «الدستور»، إن اختبارات تشغيل أول وحدة ستكون فى نهاية ٢٠٢٧ والتشغيل الفعلى سيكون فى الربع الرابع من ٢٠٢٨، مشددًا على أن كل عامل فى تشييد المشروع النووى يخلق بيده ١٠ وظائف فى القطاعات ذات الصلة.

ولفت إلى مشاركة ٦٠٠٠ فرد على الأقل فى أعمال البناء لمدة ١٠ سنوات، وسيشارك فى التشغيل والصيانة ١٠٠٠ فرد لكل وحدة طاقة لمدة ٦٠ عامًا، عمر التشغيل.

■ بداية.. كيف يسير العمل فى مشروع «الضبعة» النووى؟

- حجم الأعمال بهذا المشروع ضخم جدًا، ويجرى التنفيذ على جميع المستويات بالتوازى؛ أولًا: مستوى المستندات الفنية والتصميمات وما يتطلبه من أعمال مراجعات، وثانيًا: مستوى أعمال الإنشاءات والتركيبات وما يتطلبه من أعمال إشراف على التنفيذ وفحوصات للمواد المستخدمة، وثالثًا: مستوى تصنيع المعدات وما يتطلبه من فحص لها فى أثناء مراحل التصنيع المختلفة.

ولتحقيق هذا الإنجاز الكبير، نتكاتف جميعًا، وتتعاون فرق العمل لتنفيذ المراحل بأعلى كفاءة، ووفقًا للجدول الزمنى.

■ كيف يجرى التعاون مع الخبراء الروس؟

- الفريقان المصرى والروسى يعملان كفريق واحد، ويضعان أمامهما هدفًا محددًا، وهو إنجاز الأمر بأعلى جودة، وفى الوقت المتفق عليه.

وهذا التعاون الكبير بين الفريقين أثمر عن الوصول إلى هذا الحجم من الإنجاز بالمشروع، والوصول لمرحلة الإنشاءات الكبرى وتجاوز المرحلة التمهيدية.

■ ما مدى الالتزام بالجدول الزمنى للتنفيذ؟

- يتطلب إنشاء محطة نووية الالتزام الكامل بجدول زمنى، وفقًا لمتطلبات الأمان والجودة، وبإدارة حازمة للوقت، مع متابعة المخططات الزمنية بدقة واتخاذ إجراءات تصحيحية إذا تطلب الأمر.

وتمكنت هيئة المحطات النووية من الحفاظ على وتيرة متطورة فى تنفيذ المشروع، ومع المساندة القوية للقيادة السياسية، والجهود المتفانية لجميع أعضاء فريق المشروع، تم تحقيق عدد من الإنجازات على مستوى تراخيص المشروع وتصنيع المعدات والإنشاءات والتركيبات.

مشروع المحطة النووية بالضبعة انطلق إلى مرحلة الإنشاءات الكبرى، وذلك بعد أن حققت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء إتمام أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى فى ٢٠ يوليو ٢٠٢٢، والصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية فى ١٩ نوفمبر ٢٠٢٢، والصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة فى ٣ مايو ٢٠٢٣.

ومن المخطط إنجاز الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة خلال العام الجارى أيضًا؛ وبذلك تدخل جميع وحدات محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء مرحلة الإنشاءات الكبرى خلال العام الجارى.

وحصلت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء للوحدة الرابعة من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، فى ٣٠ أغسطس ٢٠٢٣.

وفيما يتعلق بالمعدات طويلة الأجل للمشروع، استقبل ميناء الضبعة التخصصى فى مارس الماضى، أول معدة نووية طويلة الأجل «معدة مصيدة قلب المفاعل Catcher Core» للمفاعل الأول، وجاء ذلك بالتزامن مع افتتاح ميناء الضبعة البحرى التخصصى المصمم خصيصًا لاستقبال معدات المحطة النووية بالضبعة، والذى سيستقبل فى الربع الرابع من العام الجارى معدة مصيدة قلب المفاعل للوحدة الثانية بمحطة الضبعة النووية.

وخلال العام الجارى، سيجرى أيضًا تركيب بعض المعدات الثقيلة، بدءًا من مصيدة قلب المفاعل، ويسير تنفيذ الأعمال بالمحطة النووية بالضبعة وفق خطة زمنية محددة ووفق تطبيق أعلى معايير الأمن والأمان النوويين.

وفى عام ٢٠٢٤، سيجرى تنفيذ المزيد من الأعمال الإنشائية والتركيبات للأربع وحدات على التوازى، والانتهاء من استكمال البنية التحتية بالموقع سواء طرق وشبكات، لأن تنفيذها مرتبط بتقدم الأعمال بالمشروع. 

وفيما يخص الوحدة الأولى، سنبدأ فى تنفيذ اختبارات التدشين فى الربع الرابع من عام ٢٠٢٧، وسوف يتم التدشين لهذه الوحدة فى الربع الرابع من عام ٢٠٢٨، وسوف يتوالى تدشين الوحدات ودخولها الخدمة تباعًا حتى الوحدة الرابعة عام ٢٠٣٠، وسيتنقل المشروع من مرحلة الإنشاءات والتركيبات إلى مرحلة التشغيل والصيانة، التى سوف تمتد لأكثر من ستين عامًا لتحقيق الاستدامة كأحد أهم المصادر الآمنة والمأمونة للطاقة.

■ ما المكاسب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المترتبة لمشروع المحطة النووية المصرية؟

- مشروع محطة الضبعة النووية سيسهم بصورة كبيرة فى زيادة الدخل القومى ودعم الاقتصاد، وبشكل واضح يمكن أن نقول إن كل وظيفة فى تشييد محطة الطاقة النووية تسهم فى خلق ١٠ وظائف فى القطاعات ذات الصلة، وسيسهم المشروع فى تشغيل الآلاف من الأيدى العاملة على جميع المستويات المهنية، من خلال مشاركة ٦ آلاف فرد على الأقل فى أعمال البناء لمدة ١٠ سنوات للأربع وحدات، كما يشارك فى التشغيل والصيانة حوالى ١٠٠٠ فرد لكل وحدة طاقة واحدة على مدار العمر التشغيلى ٦٠ عامًا.

ويأتى هذا إلى جانب فرص العمل التى تتيحها المحطة من خلال الصناعات المكملة والمساعدة. كما أن توليد الكهرباء من الطاقة النووية سيؤدى إلى خفض معدلات استهلاك الغاز الطبيعى والبترول، واستخدامها فى صناعات البتروكيماويات، ما يؤدى إلى رفع القيمة المضافة لها.

كما أن استخدام الطاقة النووية فى توليد الكهرباء يقلل من الانبعاثات الضارة بيئيًا، وأحد العناصر الرئيسية للتغلب على مشكلة الاحتباس الحرارى وانبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون ومشاكل تغير المناخ.

وتجدر الإشارة إلى أن إنشاء محطات الطاقة النووية فى أوروبا أسهم فى تجنب انبعاثات نحو ٧٠٠ مليون طن من غاز ثانى أكسيد الكربون سنويًا، وفى روسيا أسهمت محطات الطاقة النووية فى تجنب انبعاث ٢١٠ ملايين طن سنويًا من غاز ثانى أكسيد الكربون، وفى اليابان وفرت انبعاثات قدرها ٢٧٠ مليون طن من ثانى أكسيد الكربون سنويًا، وفى مصر يمكن أن توفر المحطة النووية حوالى ١٥ مليون طن سنويًا من غاز ثانى أكسيد الكربون.

المشروع سيحقق مكاسب اقتصادية كثيرة، بشكل مباشر وغير مباشر، منها توطين التكنولوجيا النووية وزيادة نسبة المشاركة المحلية به وارتفاع معايير الجودة. وسياسيًا وضع مصر، كدولة رائدة فى منطقة الشرق الأوسط وقارة إفريقيا، على خريطة الدول المتقدمة، خصوصًا فى المجالات المرتبطة بالتطبيقات السلمية للطاقة النووية. واجتماعيًا تشغيل الآلاف من الأيدى العاملة المدربة على جميع المستويات المهنية. 

■ هل واجه المشروع النووى المصرى أى تحديات اقتصادية خلال مراحل التنفيذ؟

- نعم، مما لا شك فيه أن أى عمل له تحدياته، ونحن نسعى بكل ما أوتينا من قوة لمجابهة تلك التحديات وتذليل أى عقبات.

هذا المشروع يحظى بدعم من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الكهرباء، وهم لا يدخرون جهدًا لتلبية كل المتطلبات، التى تصب فى مصلحة المشروع النووى وهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء.

■ كم عدد فرص العمل التى سيوفرها مشروع الضبعة النووى؟

- تسهم كل وظيفة واحدة فى تشييد محطة الطاقة النووية فى خلق ١٠ وظائف فى القطاعات ذات الصلة. كما يسهم المشروع فى تشغيل الآلاف من الأيدى العاملة على جميع المستويات المهنية من خلال مشاركة ٥٠٠٠- ٦٠٠٠ شخص فى أعمال البناء لمدة ١٠ سنوات للأربع وحدات، كما يشارك فى التشغيل والصيانة حوالى ١٠٠٠ فرد لكل وحدة طاقة واحدة على مدار العمر التشغيلى ٦٠ عامًا، هذا بالإضافة لفرص العمل التى تتيحها المحطة من خلال الصناعات المكملة والمساعدة.

■كيف سيغير المشروع شكل التنافس على الطاقة؟

- هناك تنافس بلا شك، لكن حظوظ مصر كبيرة؛ لأنها تمتلك العنصر البشرى، فمصر لديها خبرات متراكمة فى هذا المجال، وليست حديثة عهد بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية.

مصر كانت من أوائل الدول التى أدركت منذ أوائل الخمسينيات من القرن الماضى أهمية استخدام الطاقة النووية والإمكانات الهائلة الكامنة فى الذرة، والتى يمكن الاستفادة منها من أجل توفير الطاقة والمياه اللازمتين لضمان تحقيق التنمية المستدامة.