رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض "تراثنا".. كيف أصبح شاهدًا على تمكين الشباب في مصر؟

معرض تراثنا
معرض تراثنا

في زمن تتسارع فيه وتائج التغير والتطور على مستوى العالم، وتتحدى فيه الظروف الاستثنائية التي نمر بها قدراتنا وإمكاناتنا، يظل التراث الحي شاهدًا على صمود وتألق شعوب تحمل في ذاكرتها ووجدانها قيمًا ورموزًا تنبض بالحياة والجمال.

يظل التراث الحي رافدًا للإبداع والابتكار، ومصدرًا للهوية والانتماء، ووسيلة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، وميراثًا نفخر به ونحافظ عليه ونورثه للأجيال القادمة.

وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للشباب 2023، الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، نسافر معكم في التقرير التالي إلى عالم يجسد تنوع وثراء التراث المصري، عالم يحكي قصصًا عن الماضي والحاضر والمستقبل، يعبر عن رؤى وطموحات شباب مصر المبدع، من خلال عرض تجارب وانطباعات بعض المشاركين في معرض تراثنا.

معرض تراثنا

يقام معرض تراثنا للحرف اليدوية والتراثية، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة أكثر من 1500 مبدع وحرفي من جميع محافظات الجمهورية، ويهدف المعرض إلى إحياء وتنمية وترويج الحرف والفنون التراثية التي تعكس ثقافة وهوية وتاريخ شعب مصر، وإلى دعم وتمكين أصحابها، خاصة الشباب، من خلال توفير فرص عمل وتسويق وتدريب وتمويل لمشروعاتهم.

المعرض يضم 32 فنًا وحرفة تراثية، منها الخزف والزجاج والنحاس والخشب والجلود والأقمشة والأزياء والإكسسوارات والديكورات والتحف والمشغولات، كما يقدم المعرض عروضًا فنية شعبية يومية بالتعاون مع وزارة الثقافة، بالإضافة إلى ندوات وورش عمل حول المهارات الخضراء التي تتناسب مع الاقتصاد الأخضر في سبيل تحقيق عالم مستدام.

الجدير بالذكر أن معرض تراثنا يُنظم سنويًا من قبل جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية ووزارة السياحة والآثار.

ويعد المعرض فرصة ذهبية للتعرف على تنوع وثراء التراث المصري، وللتفاعل مع المبدعين والحرفيين الذين يحملون رسالة فنية وحضارية، وللمساهمة في دعمهم وتشجيعهم.

صناعة الخزف

أحمد عبد الله، حرفي متخصص في صناعة الخزف الفخاري، ومن قاطني محافظة الفيوم، يشارك في معرض تراثنا للمرة الثانية، معبرًا عن شعوره بالفخر والسعادة كونه استطاع عرض منتجاته ومهاراته للجمهور الواسع، كما تلقى ردود فعل إيجابية وتقديرية من الزوار والمشترين.


يقول "عبد الله" في حديثه لـ"الدستور": "أستفيد من المعرض في تطوير مهاراتي وزيادة دخلي وتوسيع شبكتي من الزملاء والعملاء، وفي معرض تراثنا، أقدم مجموعة من المنتجات التي صنعتها بأيدي، منها أطباق وأكواب وإبريق شاي وزهور وحيوانات، كل قطعة لها قصة خاصة بها، تحكي عن تاريخها ومصدرها وإلهامها".

ويستكمل: "أحب أن أشارك هذه القصص مع الزوار، وأن أسمع آراءهم وانطباعاتهم، كثير من الزوار يستمتعون بالتجول في جناحي، وبعضهم يشترون منتجاتي كهدايا أو ذكرى، كما أشعر بالامتنان لكل من يقدر عملي، وأشكر المنظمين على إتاحة هذه الفرصة للحرفيين المصريين".

ويضيف: "الخزف الفخاري هو فن قديم يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وهو يستخدم الطين المحروق لصنع أواني وأدوات وزخارف متنوعة، كما يتميز الخزف الفخاري بألوانه الزاهية وأشكاله الجذابة وثقافته الغنية".

ويختتم: "أنا أحب هذا الفن لأنه يعبر عن شخصيتي وإبداعي، ولأنه يربطني بجذوري وتراثي، كما أستخدم تقنيات تقليدية وحديثة في صناعة الخزف، وأحاول دائمًا إضافة لمسات جديدة ومبتكرة إلى منتجاتي".
 

تصميم الأزياء

سارة محمد، من قاطني محافظة القاهرة، تشارك في معرض تراثنا للمرة الأولى كمصممة أزياء متخصصة في الأزياء التراثية، وتقول في حديثها لـ"الدستور": "أشعر بالحماس والتحدي لأني أقدم تصاميمي وأفكاري للجمهور المهتم بالتراث والثقافة، كما أستفيد من المعرض في تعلم أشياء جديدة والتواصل مع زملاء وخبراء في مجالي".

وتوضح: "الأزياء التراثية هي فن يجمع بين الفن والتاريخ والهوية، وهو يستخدم الأقمشة والخيوط والخرز والتطريز لصنع ملابس وإكسسوارات تعكس التنوع والجمالية الثقافية لشعب مصر".

وتضيف: "أحب هذا الفن لأنه يعبر عن ذوقي وشغفي، ولأنه يربطني بتراثي وجذوري، كما أستخدم مصادر مختلفة في إلهام تصاميمي، منها المتاحف والكتب والإنترنت والسفر، وأحاول دائمًا أن أجد التوازن بين الحفاظ على الأصالة وإضافة اللمسات العصرية".

وتختتم: "أقدم في معرض تراثنا مجموعة من التصاميم التي أبدعتها بنفسها، منها فساتين وبلوزات وعبايات وشالات، وكثير من الزوار يستغربون من جودة وروعة التصاميم، وبعضهم يشترون منتجاتي كهدايا أو ذكرى، وذلك ما يجعلني أشعر بالفخر كثيرًا".