رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد التجلي.. البيزنطية: حدثت الواقعة على جبل تابور قرب الناصرة

عيد التجلي
عيد التجلي

تحتفل الكنيسة البيزنطية بعيد التجلي، وقالت الكنيسة عنه إنه أخذ المعلم الإلهي بطرس ويعقوب ويوحنا، وأصعدهم إلى جبل عالٍ منفرد، نعرف من التقليد أنه جبل ثابور قرب الناصرة. وهناك بينما كان يصلّي تجلّى قدامهم، فأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه بيضاءَ كالثلج، إنه ضياء اللاهوت اخترق فجأة وبإدارة السيد له المجد كثافة الجسد وانعكس على البشرة. فظهر يسوع في إشعاع ابن الله الوحيد وكلمته الأزلية وضياء مجده.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "يا ربّ، حسنٌ لنا أن نبقى ههنا!". بعد أن تعب من العيش وسط الجمع، وجد بطرس الوحدة على الجبل، حيث كانت نفسه تتغذّى من الربّ يسوع المسيح. لماذا يترك هذا المكان ليذهب إلى المتاعب والمشقّات، خاصّةً أنّه كان يكنّ للربّ حبًّا مقدّسًا، وكان بالتالي يقدّس حياته؟ كان يريد هذا الفرح له، إلى حدّ أنّه أضاف قائلاً: "إن شئتَ، نصبتُ ههنا ثلاث خيم: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليّا".

كان بطرس يرغب في وجود ثلاث خيم: لكنّ الجواب الآتي من السماء أظهر أنّه ليس لدينا إلّا خيمة واحدة: كلمة الله هو الرّب يسوع المسيح، كلمة الله في الشريعة، كلمة الله في الأنبياء، في اللحظة الّتي غمرتهم جميعًا الغمامة، وشكّلت بالتالي خيمة واحدة فوقهم، خرج منها صوت، ذاك الّذي كشفه الصوت هو ذاك الّذي تمجّد فيه الشريعة والأنبياء: "هذا هو ابني الحبيب الّذي عنه رضيت، فله اسمعوا". لأنّكم أصغيتم إليه في الأنبياء، وأصغيتم إليه في الشريعة وأين لم تسمعوه؟ عند هذه الكلمات، سقط التلاميذ على الأرض.

بسقوطهم على الأرض، رمز الرُّسل إلى موتنا...، لكن بإنهاضهم عن الأرض، رمز ربّنا إلى القيامة. لكن ما هي فائدة الشريعة بعد القيامة؟ ما هي فائدة النبوءة؟ من حينها، اختفى إيليّا، واختفى موسى. وما بقي لكَ هو الّذي "في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله". بقي لكَ الكلمة لكي يصبح الله كلاًّ في الكلّ.