رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صربيا وكوسوفو.. إلى أين تتجه الأمور؟

صربيا وكوسوفو
صربيا وكوسوفو

شهدت الأيام الماضية توترات بين كوسوفو وصربيا، على خلفية اعتبارات عرقية وحدودية بين الجانبين، فيما حذرت روسيا الغرب من تصعيد الصراع والتدخل في الأزمة.

دخول أطراف غربية في صراع صربيا وكوسوفو 

وفي هذا السياق، قالت نرمين سعيد كامل الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن التوترات والتصعيد تجدد في لهجة الخطاب بين صربيا وكوسوفو السبت الماضي، وحشدت صربيا قوات على الحدود بعد توترات بين مواطنين في مناطق ذات أغلبية صربية والشرطة في كوسوفو عقب وجود تمرد ومنع مسؤولين في كوسوفو من تولي مناصبهم بعد انتخابات قال عنها الصرب إنها غير نزيهة.

وأوضحت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"،  أن الحالة في البلقان مشابهة لما حدث بعد العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا والتي بررتها موسكو بأنها لحماية القومية الروسية في مناطق أوكرانية حيث يعانون من قمع السلطات المحلية، لافتة إلي أن نفس الحالة تتكرر هنا حيث تعهد الرئيس الصربي بحماية الأقلية الصربية الموجودة في كوسوفو على أراض لا تعترف بلجراد باستقلالها إذا تعرضوا لأي قمع من السلطات المحلية وهو ما ينذر بتحول الأمور بحرب مشتعلة بين الطرفين إذا لم يتم تغليب لغة الحوار. 

وأشارت كامل إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصعد فيها الأطراف في السنوات الأخيرة، التي كان أقربها في الخريف الماضي، كما أن هناك جهود من أطراف إقليمية ودولية لاحتواء التصعيد بين الطرفين لأن المنطقة مشتعلة بالأساس ولا تتحمل حروب أخرى وهو التصريح الصادر من جانب الاتحاد الأوروبي اليوم.

وأوضحت كامل أن التصعيد بين صربيا وكوسوفو ربما يؤدي إلى تدخل أطراف أخرى في النزاع المسلح حال نشوبه خصوصًا أن صربيا هى حليف قديم وتقليدي لروسيا في الوقت الذي تنحاز فيه كوسوفو للقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتدين لها باستقلالها.

وتابعت كامل "يدور السؤال هنا حول مدى قدرة أو بالأحرى رغبة روسيا والغرب في الانحياز إلى حليفه في البلقان بشكل عسكري حيث أن التقديرات قياسًا على الوضع الحالي تشير إلى أن روسيا منشغلة في حرب قال عنها دبمتري ميدفيدف إنها قد تستمر لعشرات السنوات في وقت أفرغ فيه الغرب خزينته العسكري لأجل دعم أوكرانيا وبطبيعة الحال هنا فإن الدعم من الأرجح أنه سيقتصر على الجانب السياسي إلا إذا تحكمت فيه مصالح أخرى مستقبلا على الأقل بالنسبة لروسيا التي لا تزال ترى في البلقان منطقة نفوذ لها".

هل تستغل روسيا أزمة صربيا وكوسوفو لمهاجمة الغرب

من جانبه، قال أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن التوترات تصاعدت مرة أخرى بوتيرة متسارعة بين صربيا وكوسوفو، بعد أن داهمت شرطة كوسوفو المناطق التي يُهيمن عليها الصرب في الشمال، الأمر الذي دفع صربيا لحشد قواتها على الحدود ورفع مستوى الاستعداد القتالي، الأمر الذي يُغذي المخاوف من تكرار الصراع الذي اندلع خلال الفترة من 1998 و1999.

وحول إمكانية لعب الناتو دورا في وقف التصعيد، قال السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، يبدو أن القوى الغربية منشغلة بين ردع روسيا واحتواء الصين، فضلًا عن مواجهة أزماتهم الداخلية، لذلك ليست في وضع يمكنها من تخفيف حدة أي صراع بين صربيا وكوسوفو، لذا يبدو الغرب في دور المترقب لما قد تسفر عنه الأيام القادمة. 

وحول موقف روسيا، قال السيد "لا بد من الإشارة إلى أن صربيا حليف وثيق لروسيا وربما تطلب الأخيرة من بلجراد التسبب في حرب لصرف انتباه الناتو عن أوكرانيا، لذلك هناك احتمال حقيقي للغاية لاندلاع حرب أخرى في أوروبا".

وأشار السيد إلي أن روسيا تحاول زرع الشقاق في صفوف دول الغرب وإبطاء جهود دعم كييف، لكن من غير المرجح أن تشارك روسيا بشكل مباشر في الحرب، نظرا لأن روسيا تركز معظم قواتها ومعداتها على الساحة الأوكرانية لكن بلا شك فإن روسيا ستدعم صربيا سياسيا.

وأكد السيد أن روسيا ستعمل على استغلال الأزمة لمواصلة انتقاداتها للغرب.

يجدر الإشارة إلي أن كوسوفو قد استقلت عن صربيا عام 2008، بينما رفضت صربيا الاعتراف بدولة كوسوفو، وما زالت تعتبرها جزءا من صربيا، على الرغم من عدم وجود سيطرة رسمية عليها.