رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صلاح قبضايا وعادل فلسطين وجاد الكريم.. مراسلون ينقلون أسرارًا من حرب أكتوبر

حرب أكتوبر المجيدة
حرب أكتوبر المجيدة

بمناسبة مرور نصف قرن على ذكرى العاشر من رمضان المجيدة لم ننس دور المراسلين الحربيين والمصورين الذين كُلفوا بتغطية ونقل صورة حية للحرب من على الجبهة، وهو ما خلدوه فى مذكراتهم ومؤلفاتهم ومقالاتهم فيما بعد؛ ومن أبرز هؤلاء المراسلين الحربيين، صلاح قبضايا، وعادل وديع فلسطين:

 

صلاح قبضايا .. عميد المراسلين الحربيين من قلب الأحداث

الخديعة خطة التمويه التي حققت نصر أكتوبر

فى كتابه "حدث فى أكتوبر" كتب عميد المراسلين الحربيين الدكتور صلاح قبضايا والذى عمل مراسلًا صحفيًا عسكريًا من قلب الأحداث قبل وفي أثناء وبعد حرب أكتوبر المجيدة ـ رحل عام 2014ـ ذكرياته كمراسل حربى عاصر يوم العبور فى 6 أكتوبر 1973 كشاهد عيان فكتب يقول: اعتمدت قواتنا الجوية بصورة أساسية فى ضربتها الجوية يوم السادس من أكتوبر على الطائرات السوفيتية الميج والسوخوى، وكانت مصر قد حصلت على عدد منها قبل هذا اليوم بوقت كافٍ ـ كانت مصر قد عقدت عن طريق وزير الحربية أحمد إسماعيل صفقتي سلاح وقطع غيار فى موسكو لم يعرف عنهما أحد شيئًا، وأصبحت القوات الجوية المصرية تضم 305 طائرات ترتفع إلى 400 طائرة بطائرات التدريب، خصصت منها 220 طائرة فقط للضربة الجوية.

 

فى الوقت نفسه، يدخل كتاب "الخديعة خطة التموية التي حققت نصر أكتوبر" في دائرة اهتمام الباحثين والطلاب المهتمين بالدراسات التاريخية؛ حيث يقع كتاب الخديعة خطة التمويه التي حققت نصر أكتوبر ضمن نطاق تخصص علوم التاريخ والفروع ذات الصلة من الجغرافيا والآثار وغيرها من التخصصات الاجتماعية.

 

«لم يدع قبضايا أنه يقدم قصة الحرب كاملة، لكنه رسم بانوراما لمشاركة جميع الأسلحة فى صناعة ملحمة العبور العظيم».. هكذا جاء فى تقديم الكاتب الصحفي علاء عبدالوهاب رئيس تحرير سلسلة «كتاب اليوم» للطبعة الجديدة الصادرة عن السلسلة، للطبعة الجديدة لأول كتاب عن حرب أكتوبر كتبه الكاتب الصحفى الكبير صلاح قبضايا. مؤسسة أخبار اليوم.. «الطبعة الأولى 1973.. الطبعة الثانية 2015».

 

الكتاب اتخذ الساعة التاريخية المجيدة التى بدأ فيها المصريون العبور عنوانًا له، حيث كانت الساعة 1405 التى توافق الثانية وخمس دقائق بعد ظهر يوم العاشر من رمضان 1393 الموافق السادس من أكتوبر 1973.

 

يوميات عادل وديع فلسطين فى حرب أكتوبر

فى العام 2009 صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤلف عام للكاتب عادل وديع فلسطين هو "يوميات حرب أكتوبر"، وقدمه عبده مباشر.
الكتاب يقع فى 565 صفحة من القطع المتوسط وطرحته الهيئة وقتئذ بسعر 18 جنيهًا للنسخة، ويتوافر بعضها بفروعها ويكون ضمن إصدارات الهيئة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2022.
 

يوميات حرب أكتوبر.. يضم 11 فصلًا تتحدث عن تفاصيل الحرب بدءًا من إعادة بناء القوات المسلحة المصرية عقب يونيو 1967 وحتى المرحلة الثانية لمباحثات الكيلو 101 ولجنة أجرانات، مرورًا بحرب الاستنزاف وخطة الخداع والعبور وتحرير القنطرة وفشل الهجوم الإسرائيلي المضاد والاختراق الأمريكي للأجواء المصرية والجسر الجوي الأمريكي والثغرة ووقف إطلاق النار ومعركة السويس ومحادثات الكيلو 101.
 

يقول عادل وديع فلسطين: رغم مرور عقود على حرب أكتوبر ما زالت هذه الحرب تفيض بالأسرار وتقدم دروسًا في العسكرية والتخطيط الاستراتيجي الحربي. فهي الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى التي يستطيع فيها الطرف العربي أن يكون متفوقًا على الخصم، وهي الحرب الوحيدة التى امتلك فيها العرب عنصر المبادرة بعد تفوقهم على أزمتهم النفسية عقب يونيو، ثم تفوقوا استخباراتيًا عندما فاجأوا إسرائيل، ثم تفوقوا ميدانيًا وحققوا انتصارات كبرى.
ثم ساعد ذلك على النجاح في معركة المباحثات التي انتهت بخروج إسرائيل شرقًا حتى الحدود الدولية مع مصر، وصولًا إلى الانتصار الأخير قانونيًا باسترداد طابا.

 

 مكرم جاد الكريم.. مصور الحروب

مكرم جاد الكريم (1939-2019) مصور فوتوغرافي مصري اشتهر بعد تصويره لحظة اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات، اختارته مجلة باري ماتش كأحد أهم عشرة مصورين في القرن العشرين.

 

ولد مكرم جاد الكريم يوم 28 نوفمبر 1939، نال دبلوم ليوناردو دافنشى في التصوير 1958-1959. وعمل بعدها كمصور عسكرى بالقوات المسلحة سنوات 1962 - 1963. ثم مصورًا بجريدة أخبار اليوم سنة 1965. قام بتغطية العديد من الحروب كحرب اليمن وحرب الاستنزاف (1967-1970) وحرب تشاد وحرب الخليج وحرب أكتوبر 1973.

 

في سنة 1982 قام مكرم جاد الكريم بتصوير حادث اغتيال الرئيس السادات وكان وقتها على المنصة الخشبية المخصصة للمصورين وترتفع مسافة متر ونصف المتر إلى الجانب الأيمن للمنصة الشرفية وتمكن بـ4 كاميرات من التقاط 45 صورة للحدث لحظة بلحظة خلال الهجوم الذي لم يتجاوز الدقيقة، وقد اكتسب مكرم جاد الكريم هذه السرعة من تصويره لمباريات كرة القدم، فلم يكن لديه وقت كبير لتغيير أفلام التصوير، وعندما رأى مكرم جاد الكريم رجال الأمن يصادرون أفلام التصوير من المصورين، أخرج الأفلام من الكاميرات بعد تصويرها بسرعة البرق وأخفاها في الجورب وأعطى أفراد الأمن أفلامًا فارغة لينطلق بسرعة إلى جريدة الأخبار التي انفردت في اليوم التالي بصور اغتيال الرئيس السادات ونقلت كل صحف ووكالات أنباء العالم الصور عن جريدة الأخبار، وحتى الآن ظلت هذه الصور المرجع الأول لجميع الوكالات ودور النشر التي تتناول الحدث التاريخي. 

 

وحصدت صورة حادثة الاغتيال مجموعة من الجوائز المحلية والدولية أهمها جائزة وورلد برس فوتو، وباعت جريدة الأخبار الصورة لوكالات الأنباء العالمية بنحو 150.000 دولار.