رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يحتفل بها الموارنة في مصر.. القديسة تقلا أولى الشهيدات

شيحان
شيحان

يحيي الموارنة في مصر، على مدار اليوم، احتفالات القديسة تقلا أولى الشهيدات.
وولدت القدّيسة تقلا سنة 20 في نيقوميذيا من أبوين شريفين وثنيّين. خُطبت لشابٍّ وثنيّ. تعرّفت إلى بولس الرسول واهتدت إلى الإيمان المسيحيّ فاعتمدت على يده، ونذرت بتوليّتها للمسيح. فسخت خطبتها معلنة إيمانها الجديد فحنقت أمّها عليها، ورغبت في إعادتها إلى رشدها. فاتّفقت مع خطّيب ابنتها أن يشيا بها علّها ترتدّ إلى إيمان آبائها. فسيقت إلى السجن حيث تعرّضت للموت أكثر من مرّة، فأُلقيت في بئرٍ مليء بالحيّات، ورُبطت إلى عمود وأُضرمت النار حولها، ثمّ رُبطت إلى ثورَين جامحَين، وأخيرًا رُميت للوحوش المفترسة فلم تُصَب بأذى. عندئذٍ أُطلقت حرّة بعدما أعلنت أمام الجميع أنّها خادمة يسوع المسيح. فراحت تبشّر به في بلاد القلمون إلى أن رقدت بالربّ عن عمرٍ يناهز التسعين.
واحتفالا بهذه المناسبة، في عظتها: صرخ أحد اللصين اللذين صُلبا مع الرّب يسوع قائلاً: "أُذكرني، يا ربّ! الآن، أنا ألتفتُ إليك... أنا لن أخبركَ عن أعمالي لأنّها تجعلني أرتجف. إنّ كلّ إنسان يكون متعاطفًا مع رفيق دربه، وها أنا رفيق دربك نحو الموت. أُذكُرْني يا يسوع إِذا ما جئتَ في مَلَكوتِكَ" 
أيّ قوّة أنارتكَ، أيّها اللص الطيّب؟ مَن علّمكَ عبادة ذاك الذي أحتُقر وصُلِب معكَ؟ أيّها النور الأبدي الذي ينير أولئك المقيمين في الظلمة! تشجّعْ... في الواقع، أقول لك ذلك، اليوم ستكون معي في الملكوت، لأنّك سمعتَ صوتي اليوم ولم تُقَسِّ قلبكَ. لأنّه لم يُطِعْ، طُرِد آدم فورًا من حديقة الفردوس... أنتَ الذي تطيع الإيمان اليوم، ستُخَلَّص اليوم. بالنسبة لآدم، كانت الخشبة سبب السقوط؛ بالنسبة إليكَ، فإنّ الخشبة (خشبة الصّليب) ستدخلكَ إلى الملكوت.
أيّتها النعمة العظيمة والتي لا يمكن التعبير عنها: إبراهيم، الوفي بامتياز، لم يكن قد دخل بعد لكنّ اللصّ دخل. اندهش بولس كثيرًا وقال: "حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة". أولئك الذين كانوا قد عملوا بجهد طوال النهار لم يكونوا قد دخلوا بعد إلى الملكوت؛ أمّا هو، رجل الساعة الخامسة، فقد قُبِلَ بدون تأخير. فلا يهمسَنَّ أحد ضدّ ربّ البيت: "أنا لا ألحق الأذى بأحد؛ ألا أمتلك السلطة للقيام بما أريد عندي؟" أراد اللصّ (الّذي كان معلّقًا عن يمين الرّب) أن يكون صالحاً... أنا أكتفي بإيمانه... أنا الراعي، وجدتُ الخروف الضالّ وحملتُه على كتفيَّ لأنّه قال: "أنا ضللتُ الطريق، لكن أُذكرني يا ربّ، متى دخلتَ في ملكوتكَ".