تفاصيل مهرجان جنوب سيناء في نسخته الأولى
طبيعة ساحرة لا مثيل لها وخلفية دينية وتاريخية متأصلة في أذهاننا ووجهة سياحية تحتل المركز الأول، وشخصيات طيبة لأهلها وسكانها، هذه هي «سيناء» أرض الفيروز تلك البقعة المباركة من أرض مصر التي استطاعت أن تحفظ مكانتها في قلوب من يقصدها داخليا أو خارجيا.
المدينة الساحلية بشواطئها فيروزية اللون المحتضنة في قلب الجبل، مشهد طبيعي لا تستطيع عينيك إلا أن تلتفت إليه، وإذا ذهبت لزيارتها مرة فلا يسعك فيما بعد إلا أن تتكرر زياراتك، وعلى الرغم من تلك المكانة الهامة إلا إنها لا توفى حقها، ومازالت تحتاج إلى مزيد من تسليط الضوء عليها واستغلال كل مقوماتها مع الحفاظ على طبيعتها البسيطة الساحرة التي جذبت أنظار العالم.
ومن هنا انطلقت فكرة مهرجان جنوب سيناء الدولي، لينعش من الحياة السينائية ويقدم الدعم لأهلها الأصليين وسكانها الوافدين إليها، واستقطاب الدول المشاركة ذات الحضارة والتراث لجعل حلقة وصل بينهم وليجعل من تلك الأرض الغنية مقصدا هاما للسياحة والمستثمرين لاستغلال مقوماتها بما يتناسب مع طبيعتها.
ويقول كريم نوار مؤسس ورئيس مهرجان جنوب سيناء الدولي، إن المهرجان في نسخته الأولى ينطلق يوم 20 ديسمبر على أرض سيناء وتحديدا في محافظة شرم الشيخ ومدينة دهب، تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، ووزارة الشباب والرياضة وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة جنوب سيناء، الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، ليكون أول نتاج عملي لفعاليات مؤتمر المناخ cop 27.
وأضاف «نوار» لـ«الدستور» أن المهرجان يهدف في المقام الأول وتماشيا مع محاور التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 إلى تنمية سيناء وتضمين أهاليها ودعمهم مجتمعيا وثقافيا وتوفير شتى الخدمات لهم وأيضا تحقيق انطلاقة سياحية كبرى استغلالا لكل عوامل المحافظة ومقوماتها الطبيعة.
وتابع أن مدن سيناء المختلفة أهم واغنى المقاصد السياحية تكتمل فيها جميع المقومات لأهميتها الدينية والتاريخية والطبيعية أيضا، الا إنها مازالت بحاجة إلى لفت الأنظار من السياحة والمستثمرين كما هو الحال في مدينة شرم الشيخ.
وقال: «لهذا يعمل المهرجان على إبراز محافظة جنوب سيناء المصرية وجذب الأنظار إليها كمركز للمحافل الدولية، وهذا ما يعزز الحركة السياحية الوافدة الى المحافظة من خلال المهرجانات والمؤتمرات وما ينعكس على انماط السياحة الاخرى سواء سياحة الرحلات والسياحة الترفيهية والسياحة الثقافية والتاريخية، ونظرا لطبيعة أرض سيناء الفريدة والمميزة وتبهر أعين زائريها، فللمهرجان دور في تنمية الوعي البيئي داخل المحافظة من خلال الندوات والمحاضرات والأنشطة الجماعية مثل تنظيف جبالها والشواطئ المفتوحة وذلك لضرورة الحفاظ على المقومات الطبيعية والجبلية ما يدعم بدورة السياحة البيئية وما تمثله من مقوم هام في تطوير مدن المحافظة وتعزيز فعاليتها السياحية».
ويكمل أن المهرجان لا يقتصر أهدافه سياحيا وحسب ولكن له دور هام في المحافظة على الصناعات ذات الطابع التراثي وتقديمها بالشكل الأمثل من أولوياته من خلال اقامة معارض الحرف اليدوية والفنون التراثية لأهالي سيناء ودعم المشروعات الصغيرة لاحتضان صناعتهم المحلية.
ويهدف مهرجان جنوب سيناء الدولي أيضا إلى تحويل الصناعات الثقافية الى صناعات مستدامة من خلال اكتشاف المواهب وتنميتها وإقامة المشروعات الثقافية وتوفير فرص العمل، والدمج بين التراثي والمعاصر في مجالات الفنون والثقافة من داخل وخارج مصر لخلق أشكال فنية جديدة يلتفت إليها العالم مع الحث على حفظ التراث والتاريخ وثبات الهوية.
وفي السياق يكمل «نوار» أن من أهم أهداف المهرجان سد الفجوة المعرفية بين أهل سيناء وباقي المحافظات المصرية وهذا سيتم عن تسجيل وتوثيق الفنون والثقافة المحلية لأهالي سيناء والتعريف بها إلى باقي المحافظات المصرية لتحقيق الدمج والتضمين الثقافي والمجتمعي لأهالي سيناء.
وللجانب الطبي هدفه ضمن المهرجان السينائي، ليوفر قوافل طبية للكشف على أطفال سيناء وتقديم الإرشاد الطبي فيما يتعلق بالتغذية السليمة والصحة النفسية وذلك تكاملا مع أهداف المهرجان ليكون هناك خدمات متكاملة تعود بالنفع على أرض سيناء واهلها ايضا.
ويكمل «نوار» أن التوعية الثقافية لا يغفل عنها المهرجان لتكتمل جوانب المهرجان، عن طريق إنشاء نموذج مصغر من معرض الكتاب على هامش المهرجان بأسعار رمزية او مجانية لأبناء سيناء والندوات الأدبية وإتاحة الفرصة لكل هواة القراءة والكتابة بالانضمام وإظهار موهبتهم.
