رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دينا الوديدى: مهرجان القلعة لقاء سنوى مع «السمّيعة».. ويحافظ على الموسيقى والذوق العام (حوار)

دينا الوديدى
دينا الوديدى

تشارك النجمة الشابة دينا الوديدى فى الدورة الـ٣٠ من مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء، بحفل غنائى مميز ينتظره الجمهور، لتكمل بذلك سلسلة مشاركاتها فى هذا المهرجان، الذى تحرص على التواجد فيه وإمتاع جمهوره، بعد أن ظلت متابعة له كواحدة من هذا الجمهور، منذ أن كانت طفلة.

ودينا الوديدى مطربة ذات طابع خاص، تحرص على تقديم أغانٍ أصيلة تتواكب وتعيش مع المستمع، وتنبع من خلفية موسيقية مهتمة بالتراث والحفاظ على الهوية المصرية، بعد أن تربت على أعمال عمالقة الطرب، مثل: بدرية السيد، وخضرة محمد خضر، ومحمد قنديل، وروح الفؤاد، وأحمد عدوية.

فى حوارها التالى مع «الدستور»، تكشف دينا الوديدى عن تفاصيل مشاركتها فى مهرجان القلعة، وما الذى تمثله هذه المشاركة بالنسبة لها، وكيف كانت بدايتها مع عالم الفن، واختيارها لونًا غنائيًا مميزًا ارتبط بها، وغيرها من التفاصيل الأخرى.

■ اعتدتِ المشاركة فى عدة مهرجانات دولية وأوبرالية.. ما الذى يمثله لكِ مهرجان القلعة؟

- مهرجان القلعة للموسيقى والغناء يعنى لى الكثير، ويمثل لى على المستوى الشخصى لقاءً خاصًا بالجمهور السمّيع الذّواق، وبكل محبى الطرب، والمهرجان ينتظره الجمهور من عام إلى آخر، ونجح فى تحقيق أهدافه، وفى مقدمتها الحفاظ على الموسيقى والذوق العام، وجذب قاعدة جماهيرية من العائلات البسيطة والشباب من جميع المحافظات لمدة ٣٠ عامًا، وهذا خير دليل على نجاح المهرجان وقيمته الفنية والثقافية وعراقته الأثرية والسياحية، خاصة مع سعر تذكرته الرمزية.

وأنا شخصيًا منذ طفولتى متابعة جيدة لمهرجان القلعة، وكنت أذهب إليه لحضور حفلات النجوم المفضلين لى، ومع مرور الوقت أصبحت أعتلى مسرحه، ويأتى إلى حفلى الجمهور العظيم الذى أعتبره عائلتى، لذا أشكر دار الأوبرا المصرية، برئاسة الدكتور مجدى صابر، على الاهتمام والثقة، وأتمنى أن أكون دائمًا على قدر المسئولية. 

■ كيف تجدين مشاركة عدد كبير من نجوم وفرق العالم العربى فى إحياء ليالى المهرجان؟

- تابعت جدول الحفلات، وشعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت أنهم يستضيفون كوكبة من نجوم وفرق العالم العربى، على رأسهم النجمة نوال الزغبى، ولينا شاماميان، وفرقة «كاتاك» من الهند، و«قلعة عمان» من الأردن، وهذا خير دليل على أن المهرجان ملتقى للشعوب والفن الجاد، وتبقى مصر هرمًا شامخًا فى الوطن العربى، وقِبلة الفن الراقى الأصيل.

وبشكل عام برنامج الحفلات مميز جدًا هذه الدورة، وثرى ومتنوع بشكل كبير، ويضم كل الألوان الموسيقية، الصوفية والكلاسيكية والأوبرالية والشعبية والمعاصرة.

■ ما السر وراء الإقبال الجماهيرى على حفلاتك ورفعها شعار «كاملة العدد»؟

- الحمد لله.. شعور لا يوصف بكلمات عندما أجد الجمهور يأتى لحضور حفلاتى ويردد معى كلمات الأغانى، خاصة أننى مُقلّة فى تقديم حفلات، وأقدم كل عام جولة تضم حوالى ٤ أو ٥ حفلات فقط، لذا أشعر بسعادة غامرة حين يأتى الجمهور من المحافظات ونتقابل وجهًا لوجه، خاصة فى مهرجان القلعة عندما أعتلى المسرح وأرى الجمهور بهذا المشهد والتفاعل.. فعلًا إحساس «ميتوصفش».

■ كيف نجحتِ وتميزتِ فى مزج الأعمال التراثية بالغناء المعاصر؟

- دعينا نتفق على أن مشروعى الأساسى ليس المزج بين الغناء التراثى والمعاصر، لكنه تقديم أغانٍ أصيلة، خاصة أننى فى الأصل مُلحنة قبل أن أصبح مُغنية، وأسعى دائمًا لتقديم أعمال تتواكب وتعيش مع المستمع، والحمد لله قدمت أعمالًا كثيرة لاقت نجاحًا كبيرًا جدًا، وارتبط بها الجمهور، وبات يرددها ويطلبها منى حين ألتقى به فى الداخل والخارج.

لكن البعض يتصور فكرة «المزج» هذه لأننى جئت من خلفية موسيقية مرتبطة بذلك، وكنت مهتمة كثيرًا بالتراث والحفاظ على الهوية المصرية، ونشأت وتربيت على أعمال عمالقة الطرب، مثل: بدرية السيد وخضرة محمد خضر ومحمد قنديل وروح الفؤاد وعدوية.

إضافة إلى ذلك التحقت بفرقة «الورشة» التى كان لها دور كبير فى تكوين مخزونى الموسيقى، وتعلُّم مبادئ وأصول الموسيقى والأغنية، ومن هنا أود أن أؤكد أن هدفى الأساسى تقديم أغانٍ أصيلة للجمهور.

النجمة الشابة دينا الوديدى

■ وماذا عن «السيرة الهلالية» وتعلق الشباب بها على طريقتك؟

- مثلما قلت لكِ سابقًا، كنت دائمة الاستماع لعمالقة الطرب، وعاشقة للسيرة الهلالية، والفضل فى ذلك يعود إلى العبقرى سيد الضوى، الذى يعد رائدًا من رواد «السيرة الهلالية»، وتعلمت منه أجزاء كثيرة من هذه السيرة، وكان هدفى تقديم «السيرة الهلالية» التى تتماشى مع جيلنا ويستوعبها، ويستمتع بها الشباب فى كل المحافظات وليس فى الصعيد فقط، لذا قررت تقديمها على طريقتى الخاصة.

وانضممت إلى فرقة «الورشة» عام ٢٠٠٧، وتدربت على أداء «السيرة الهلالية» والمديح مع إحدى فرق الإنشاد الدينى، كما تدربت على يد عازف العود الشهير أستاذ ماجد سليمان، وكنت فى فرقة «حبايبنا»، وقدمنا عددًا كبيرًا من أعمال الشيخ إمام.وأعتبر هذه مراحل مهمة جدًا فى مشوارى الذى حققت فى بدايته أحد أحلامى، وهو تقديم «السيرة الهلالية» بطريقة خاصة، وقد كان الحمد لله، فأنا بطبعى مُغرمة بالابتكار والتجديد والتطوير المستمر لكل الألوان الغنائية، الفلكلورى، والشعبى والرومانسى، وغيرها الكثير.

النجمة الشابة دينا الوديدى

■ تمثلين مصر فى فرقة «مشروع النيل».. ماذا يعنى لك ذلك؟ وهل أسهم فى تطور أعمالك؟

- بالتأكيد.. أشعر بالفخر حينما أمثّل أو أحمل اسم وطنى الحبيب، ودائمًا أسعى لأكون على قدر المسئولية.. وتكونت فرقة «مشروع النيل» عام ٢٠١١، على يد الموسيقى مينا جرجس، والمغنية الأمريكية ميكليت هاديرو، وتضم العديد من دول حوض النيل، من بينها: أوغندا، وكينيا، ورواندا، وإثيوبيا، والسودان، والهدف من تلك الفكرة عمل جولات موسيقية عالمية لإيصال رسائل إلى دول العالم تخص حضارة وطبيعة مواطنى حوض النيل والتحديات التى تواجهنا عن طريق الموسيقى، وبالتأكيد أضاف هذا لى الكثير، واستطعنا من خلاله تنظيم جولات فى أكثر من ٣٢ ولاية أمريكية.

النجمة الشابة دينا الوديدى

■ متى بدأ شغفك وحبك للفن؟ وهل وجدت تشجيعًا من أسرتك؟

- عشقت الفن والموسيقى منذ الصغر، لكننى دخلت عالم الموسيقى وأنا فى الجامعة، وعلى الرغم من أننى واجهت صعوبات وتحديات بسبب دخول هذا المجال فى سن الجامعة، فقد لاقيت تشجيعًا كبيرًا جدًا من أسرتى بأكملها، خاصة أننى من أسرة فنية، فشقيقى المخرج عمرو الوديدى، وشقيقتى المطربة ريهام الوديدى، إلى جانب والدتى بالطبع، فهى المُلهم الأساسى فى حياتى، تعلمت منها تحمل المسئولية، والإخلاص والمثابرة فى العمل، ودائمًا تشجعنى وتحضر كل حفلاتى. 

■ لماذا تفضلين العزف على آلة «الدُف»؟

- «الدُف» آلة مصرية بسيطة جدًا فى العزف، وأنا شخصيًا أعشق الألحان الإيقاعية، ومن خلالها يمكن تقديم أنواع الموسيقى المختلفة، مثل الروك والبوب والسامبا والفارسى والكلاسيكى، بالإضافة إلى العديد من أنواع الموسيقى الشعبية، وبالإضافة إلى «الدُف» ألعب أيضًا «جيتار» و«بيانو».

النجمة الشابة دينا الوديدى

■ قلتِ إنكِ تعانين صعوبة شديدة فى الحصول على كلمات وبدأتِ الكتابة لنفسك.. ما السبب؟ 

- حقيقة.. أهتم كثيرًا بالكلمات، وكنت محظوظة بالتعاون مع مجموعة من الشعراء، منهم: ماجد عادل، وندى شبراوى، وضياء عبدالرحمن، وميدو زهير، وأؤمن بأن هناك بُعدًا كبيرًا بين اللغة الشعرية والغناء.

■ ما المعايير التى تضعينها أمامكِ لاختيار كلمات وألحان أغانيكِ؟

- أنتقى كلمات الأغنية بعناية شديدة، وأحرص دائمًا على أن تحمل فلسفة وجودية، أى يكون لها وجود ودلالة فى حياتنا، بمعنى أن تكون واقعية ومستقاة من أرض الواقع والشارع المصرى، وأعشق التنوع والتجديد والتطوير فى الألحان والتوزيع، كى أرضى الأذواق الغنائية التى تبحث عن الأصالة، بعيدًا عن الإسفاف.

النجمة الشابة دينا الوديدى

 

■ ألم تفكرى فى الدخول إلى عالم التمثيل مرة أخرى بعد نجاحكِ مع المخرج خيرى بشارة؟

- الوقوف أمام كاميرا بصفة عامة، وتقديم عمل تمثيلى تحديدًا مخاطرة كبيرة ليست سهلة بالمرة، لكنى لن أتردد فى خوض التجربة إذا جاءت فرصة مقنعة، فلا بد من تقديم عمل يضيف لى، وموضوع يتناسب مع أسلوبى، ويبقى له تأثير على المجتمع، وفى مضمونه رسالة.

النجمة الشابة دينا الوديدى

■ ما الجديد لديكِ من أعمال؟ 

- أحضر لمجموعة من الأغنيات لطرحها على طريقة «السنجل» خلال الفترة القليلة المقبلة، كما أجهز لـ٢ «مينى ألبوم»، أحدهما يصدر نهاية العام والآخر يُطرح مع مطلع العام الجديد ٢٠٢٣، وأنا ألحن كل الأغنيات، وأكتب كلمات البعض، وأتعاون فيها مع نخبة من الشعراء، منهم نبيل عبدالحميد وندى شبراوى.