رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى مديح أسوان جميلة الجميلات

حسنى الإتلاتى
حسنى الإتلاتى

أسوان فى عيدها زهزاهة تبدو

فى ثوبها السحر والإشراق والمجدُ

أسوان أحلى بلاد الله قاطبة

لم أكذب القول هل فى حسنها بلدُ؟

صحراؤها ذهب أم شمسها ذهب؟!

يا حسنها فى الشتا دفء ولا بردُ

من ذاق نيلك هل ينسى عذوبته أحلى من الشهد من ذاقوه قد سعدوا

كل الذين رأوا أسوان من طرب 

هاموا نشاوى بأرواحٍ ولا جسدُ

كل الذين أتوا أغراهمُ كرمٌ

قالوا هنا الأهل والأحباب والبلدُ

على رمالك حط النيل غربته 

وقال أسوان بعد اليوم لا غربة 

للحب رمسيس يبنى فيك معبده 

الشمس تأتى يُضوّى حسنها دربه

على رمالك تلقى الشمس سيرتها 

وفى رمالك يلقى متعب طِبّه

وشعبك الحر سمح طيب أبدا

ونيلك العذب منكم يصطفى شعبه

من زار أسوان يومًا عاد ثانية 

كأن من جاءنا ينسى هنا قلبه

من زار «متحفك النوبىّ» مبتهجا 

زادٌ عظيم يغذّى العينَ والمهجا

كانت هنا دولة نوبية رفعت 

مآثر الفخر مجدا ها هنا درجا

ومتحف النيل يحكى للورى قصصا

عن نهرنا الخالد الممتد طوق نجا

خزان أسوان نورٌ منذ نشأته 

وسدّ أسوان بالأفراح قد خرجا

زوار أسوان دمتم فى جوانحها 

يرعاكم الله رب العرش خير رجا

محطة للقطار الآن زاهية

ترقى إلى متحف يختال لألاء

ميدانها الآن بالتطوير فى ظُللٍ 

يفوق باريس ألوانا وأضواء

من جاء يسعى سيلقى الظل منبهرا

وفى المساء سيلقى الصبح إمساءَ

كورنيش أسوان لوحات مزخرفة

للنيل يمرح كالأطفال فى الناسِ

فيه امتداد فللإنسان حيث مشى

شىء من الحسن يبعث دفء إحساسِ

والنيل يجرى كمن يجرى بخفته

سهلًا جميلًا بدا فى رقة الكاسِ

العاشقون على أمواجه ارتسموا

والسائحون على سفن من الماسِ

أسواننا من قديم الدهر ماجدة 

رمسيس قام هنا يستنطق الزمنا 

هنا معابدها بالصوت تُسمعنا

بالضوء تحكى لنا ما يبعث الشجنا

كنا مراكب شمس للدنا زمنا

وسوف هنا أمجادنا زمنا

للفن للعلم للأخلاق يا وطنى 

نُعليكِ فوق الذرى فوق الذرى وطنا

أسوان أسوان كم فى السد معجزة 

بناه أهلك صرحا يجلب الفرحا 

الكل قال بأنا عاجزون وأن 

لن نستطيع بناه كذبهم فُضحا 

قاموا رجالك فى ريعان مجدهمُ 

بنوا لك السد معنى المجد قد شرحا

سهيل «غرب سهيل» بيوت نوبتها

قبابها البيض آيات من العجبِِ

بها فنون يد الأطفال تصنعها

هدية السائحين العُجم والعربِ

«جزيرة أسوان» ماء النيل حاوطها

فيها من الحسن واحات لمغتربِ 

فى حضن نهرك كم فى النيل من جزر 

«بربر» «سلوجا» وكم للسحر من سببِ 

فريال فيك حديقات مُفتّحة

للناس من كل فجٍ متعة كبرى 

«جزيرة للنباتات» التى جمعت تغرى

من كل أرض نبات يخلب النظرا

وكل من نزلوا للنهر أعينهم

فازت بسحر السما والنهر أين سرى 

وصفحة النيل كالمرآة صافية 

فيها اتساع يمدّ الناس بالبشرى 

جبالُ أسوان لو تدرون ما فيها 

صخورها حاضرٌ يشدو لماضيها 

من صخرها شيد الفرعون معبده

بنى مسلتها طوبى لبانيها

من صخرها شيدوا مليون مئذنة 

لله قام منادٍ خاشعٌ فيها 

واليومَ كم مصنع أسوان تفتحه

يا رب سلم يدا بالحب تبنيها

وتمشى بلادى طريقا طويلا

طريق النماء طريق الرخاء 

لتبنى المصانع تبنى المزارع 

تبنى لمصر صروح العلاء

لنفتح للناس أبواب رزق 

يباركها الله رب السماء

فما بين رصف طريق قديم

وما بين ضخ لنور وماء

هنا معهد القلب مشفى عظيم 

يحج له الناس ترجو الشفاءْ 

لأنك أسوان أنقى هواءً 

وأطيب شعبًا وأعذب ماءْ 

بناه ابن يعقوب للناس طرا 

بلا أجرة غير صدق الدعاءْ

هنا قام تمثاله عاليا

يعبر عن حبنا والوفاءْ

رجالك أسوان أهل الكرم

نساؤك أسوان تاج الأدبْ

لنا عادة فى احتفاظ الأصول 

ورثنا الأصول كرام النسبْ

فمنا قبائل نزهو بها

وتزهو بهنّ بطون العربْ

وطلابنا اليوم للعلم قاموا 

ونالوا من العلم أعلى الرتبْ

بجامعة تستقى علمها 

جديرا بمن للعلوم طلب

أسوان فى عيدها زهزاهة تبدو

فى ثوبها السحر والإشراق والمجدُ

أسوان أحلى بلاد الله قاطبة

لم أكذب القول هل فى حسنها بلدُ؟