رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى رحيل القديس أوغسطينوس

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى رحيل القديس أوغسطينوس رسولا لإنجلترا ومطران كانتربري.
 إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني سيرته قائلا: ولد القديس أوغسطينوس يوم 13 نوفمبر عام 534م في مدينة روما وأن القديس غريغوريوس الكبير قبلما رفع إلى الكرسي البطرسي الروماني كان قد عزم أن ينطلق إلى أقوام انجلترا الذين كانوا وثنيين لكي يضيء لهم بنور الانجيل ويهديهم إلى الإيمان بالمسيح. ولكن أهل روما لم يتركوه أن يفارقهم. فلما حصل في مرتبة الرياسة العامة على الكنيسة المقدسة باشر هذا العمل السامي.

وتابع: فاختار راهباً من دير القديس اندراوس اسمه أوغسطينوس وعمد ان يرسله مع رهبان آخرين إلى بلاد الانجليز ليبشرهم بالإنجيل أولئك القوم الوثنيين وينيروا لهم بأشعة إيماننا المقدس فسلحهم بغيرة وشجاعة وسرحهم إلى محاربة ملك الظلمات عدو الجنس البشري. وكانوا فارحين بالرجاء الذي كان لهم في هداية أمة جديدة إلي يسوع المسيح وبنوال اكليل الاستشهاد، وبعدما سار هؤلاء المرسلون مدة ايام ضعفت شجاعتهم فعيوا الامر وارادوا أن يرجعوا. 

مضيفا: فأرسلوا أمامهم أوغسطينوس إلى القديس غريغوريوس البابا ليطلب الأذن لهم بالرجوع لأنهم ليسوا بقادرين أن يتكلفوا هذا العمل لعدم معرفتهم طباع أولئك القوام الوحشيين ولصعوبة تعلمهم لغتهم ولخوفهم إن أتعابهم لا تجدي نفعاً فأما البابا فلم يرد أن يسمح لهم بالرجوع فكتب لهم رسالة وبعثها مع رئيسهم أوغسطينوس. فيها يحثهم على اتباع رسالتهم ويشجعهم بقوة العناية الإلهية على مقاومة جميع الموانع التي كانوا يخافونها، فلما قرأ الرهبان المرسلون تلك الرسالة اخذوا بالحزم وواصلوا سفرهم بشجاعة.

وتابع: فأوصلهم الله سالمين إلى جزيرة ثانت الواقعة في شرقي بلاد كنت وكان ذلك سنة 596 وكان عددهم اربعين رجلاً مع المترجمين الذين اخذوهم معهم من فرنسا، ولما وصلوا أرسل أوغسطينوس يقول لآثلبرت ملك بلاد كنت: اننا جئنا من مدينة روما جالبين إليك بشارة سعيدة من قبل الله بمملكة ابدية فبعث الملك خبراً الى المرسلين أن يمكثوا في تلك الجزيرة وأمر أن يقدم لهم كل لوازم المعيشة إلى أن يأتي بنفسه إليهم، وبعد ايام جاء هذا الملك إلي جزيرة ثانت وطلب أن يري المرسلين. 

مضيفا: فاجتمع هؤلاء الرهبان وأتوا إلي الملك حاملين الصليب ويرتلوا ترانيم دينية. ولما مثلوا أمام الملك وعظوه بكلمة الحياة (الإنجيل) فسمع لهم بإصغاء وسمح لهم أن يكرزوا بين رعيته، وعين لهم راتباً لقيام حياتهم الجسدية. فشرعوا حينئذ بالوعظ بإنجيل يسوع المسيح وكانوا منعكفين على الصوم والصلاة والسهر وسائر أعمال التقشف وكانوا يجتمعون في كنيسة كان البريطانيون قد بنوها على اسم القديس مرتينس وكانت قد تركت. وهناك صاروا يقربون الذبيحة الإلهية ويخدمون الاسرار ويبشرون بكلمة الله. فنجحت رسالتهم واهتدي الملك آثلبرت وعدد كبير من أهل مملكته إلى الإيمان واعتمد عشرة آلاف نفس في نهر التايمز. ولما رأى أوغسطينوس تلك المبادئ الناجحة انطلق إلي فرنسا ورسم هناك اسقفاً.

وواصل: ثم رجع إلى بريطانيا وثبت كرسي اسقفيته في مدينة كانتربري فصار القديس أوغسطينوس أول أسقف لمدينة كانتربري. ثم انه أرسل اثنين من رفاقه إلى مدينة روما يخبران البابا غريغوريوس بنجاح رسالتهم ويطلبان منه فعلة آخرين لأن الحصاد كان كثيراً والفعلة قليلين لا يكفون للرسالة. فلما سمع البابا ذلك فرح فرحاً عظيماً وأرسل مع الرسولين رجالاً غيورين للتبشير مع أوغسطينوس ورفاقه. وبعث معهم كل ما كان لازماً لخدمة الكنائس ولخدمة الأسرار كالأواني المقدسة والثياب الكهنوتية. وأمرهم أن لا يدكوا هياكل الأوثان بل أن يطهروها بالماء المبارك ويجعلوها كنائس. وكانت أعمالهم هناك لا تزال متقدمة في سبل النجاح حتى أن أصنام بلاد الإنجليز دكت بأجمعها وانتشرت المسيحية بمعجزات باهرة. 

واختتم: فكتب البابا غريغوريوس رسالة إلى القديس أوغسطينوس يهنئه هو ورفاقه على النجاح العظيم وسمح له أن يرسم اثني عشر اسقفاً ويكون هو مطراناً رئيسا عليهم. وعمل هذا القديس معجزات مختلفة من ذلك انه رد البصر لأعمي أمام الناس وقضي حياته في هذه الأعمال الرسولية إلى أن رقد بالرب يوم 26 مايو 604 م. ودفن في كانتربري، في الدير المخصص للقديسين بطرس وبولس والذي سمي اليوم باسم القديس أوغسطينوس.