رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحدثها «جريمة الصف».. كيف يُمكن التخلص من «المذابح الأسرية»؟

المذابح الأسرية
المذابح الأسرية

«المذابح الأسرية».. جرائم ترتكب بحق الأسرة المصرية، فتتفكك العائلة وتُنهي حياة أطفالها صغارًا وكبارًا، وتحرمهم من مستقبل آمن، من حقهم التمتع به، وينفذ مرتكب الواقعة جريمته، دون أن يعي مصير فعلته في المجتمع، وفي هذا التقرير نرصد أبرز الوقائع التي حدثت مؤخرًا، مع روشتة؛ للتخلص من دوافع القتل.

 

«الغيرة والشك» يقتلان أسرة كاملة في الصف

في منطقة عرب الحصار، في الصف، بمحافظة الجيزة، تخلص حلاق من الشك والغيرة تجاه زوجته بقتلها، والتعدي على إبنتها عندما حاولت الدفاع عنها.

وتبين من التحريات تنفيذ الأب بتنفيذ جريمته؛ بسبب مشكلات أسرية مع زوجته، وشكّه في سلوكها، حيث عاتب المتهم زوجته ومن ثم قام بتهشيم رأسها مستخدما أنبوبة البوتاجاز، وحال قيام الإبنة بمحاولة الدفاع عن والدتها قام بتهشيم رأسها، أيضًا، ثم توجه إلى الغرفة وصنع مشنقة وقام بشنق نفسه.

هذا وتلقت شرطة النجدة بالجيزة، بلاغًا أفاد بالعثور على جثمان حلاق وزوجته وابنتهما داخل شقتهم في مدينة الصف، وعلى الفور، وجه اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة، لمباحث الجيزة، بسرعة كشف ملابسات الواقعة، وبالانتقال والفحص تبين العثور على جثمان الزوجة مهشمة الرأس، وأبنتها أيضًا مهشمة الرأس، والزوج منتحرًا شنقًا في غرفة النوم.

وكشفت التحريات الأولية التي باشرها اللواء علاء فتحي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، عن أن الأب وراء ارتكاب الحادث، حيث تبين قيام الأب بإنهاء حياة زوجته وابنته، ثم توفى شنقًا داخل الغرفة، وتحرر المحضر اللازم، وتباشر النيابة العامة التحقيقات.

 

«الميراث» يتسبب في قتل أخ لأخيه وإصابة ثالثهما

وفي منطقة الوراق، أنهى موظف بالسكة الحديد حياة شقيقه، وأصاب الثالث بسبب خلافات حول الميراث، حيث تحولت المناقشة الكلامية، إلى مشاجرة أمسك خلالها المتهم بندقية آلية كانت معه، وأطلق منها عدة طلقات على شقيقيه فمات الأول في الحال، وأصيب الثاني.

انتقلت الأجهزة الأمنية وتم التحفظ على الجثتين، وسلاح الجريمة، وهو البندقية الآلية، ونقل جثتي الشابين المتوفين إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.

وتواصل قوة أمنية بقيادة المقدم هاني مندور، رئيس مباحث الوراق، جهود ملاحقة المتهم، تمهيدًا للقبض عليه، وبسؤال والد المتهم والمجني عليهما والذي يبلغ من العمر 77 سنة، أقر بحدوث مشاجرة بين أبنائه على الميراث، وخلال المشاجرة أمسك أحدهما وهو موظف بالسكة الحديد بندقية آلية وأطلق الرصاص على شقيقيه فمات الأول في الحال، وأصيب الثاني، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بالواقعة.

 

«الشابو» يوسوس لشاب من قنا بقتل أفراد عائلته

وفي محافظة قنا، نفذ شاب مذبحة أسرية، حيث قتل عائلته، ووصل عدد ضحاياه لـ6 أشخاص، ثم توفى في اشتباكات مع الأمن.

تبين أن المتهم يعاني من مرض نفسي، نتيجة اعتياده تعاطي المواد المخدرة، ودخل مصحات نفسية متعددة للعلاج من المرض، ويوم الواقعة تعاطى المتهم مخدر «الشابو»، وأصيب بحالة هياج عند محاولة الإمساك به من عائلته، بغرض عرضه على طبيب نفسي مما دفعه للإمساك ببندقية، وقام بإطلاق وابل من الأعيرة النارية تجاه أسرته، ما تسبب في مقتل والديه وزوجته وإصابة آخرين «شقيقته وزوجها».

وتلقت أجهزة الأمن بلاغًا من الأهالي، بما يُفيد سماع أصوات أعيرة نارية، داخل المنزل قرابة الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وسيارات الإسعاف.

وخلال استهداف قوات الأمن للمتهم بمسكن خاص به -تحت الإنشاء- بأرض زراعية، بادر بإطلاق الأعيرة النارية تجاهها، فبادلته القوات بالمثل، وتمكنت القوات من السيطرة على الموقف ونتج عن ذلك مصرعه وعثر بجواره على بندقية آلية.

وأسفر التعامل عن إصابة أحد الضباط، وتم نقله للمستشفى لتلقى العلاج، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 

طرق الوقاية من المذابح الأسرية

قال الدكتور وليد هندي، المُتخصص في الأمراض النفسية، إن أسباب المذابح العائلية متعددة ومتفرعة، منها الإدمان، والمخدرات، وسوء السلوك والأخلاق، والتنشئة الخاطئة، والمرض النفسي، ولكنها جميعًا ليس مبرر للقتل والدماء.

وأضاف أن كل أسرة مسؤولة عن تنشئة طفلها إنسان سوي، والنضوج بسلام حتى لا يشوه المجتمع، عندما يكبر بجرائمه؛ لأن عدم إشباع الطفل بالانتماء الأسري يجعله ينشأ على العنف، وارتكاب الجرائم بحق الأقرباء، مثلما يحدث مع الأغراب؛ بسبب تنشئته داخل الأسرة على الإحباط، والضغوط المادية والنفسية.

وتابع أن جميع الجرائم الأسرية من قتل أو ضرب أو تعذيب أو عنف، يرتكبها أشخاص مضطربون، ولديهم خلل في الشخصية، ودائمًا يعاقبون على جرائمهم، ولا يكون المرض النفسي ستارًا، أو درعًا واقيًا لهم.