رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيرين أبوعاقلة.. الصوت الحى

شيرين أبوعاقلة
شيرين أبوعاقلة

«إذا لم يكن من الموت بُد فمن العار أن تموت جبانًا»، فى أرض المعركة نشأت، وتحت نيران الحرب عملت، وبرصاص الغدر رحلت عن الدنيا، إنها الإعلامية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، التى استيقظ العالم أجمع، صبيحة أمس، على خبر اغتيالها على يد الاحتلال الصهيونى، أثناء تغطيتها العدوان الإسرائيلى على مخيم جنين الفلسطينى، برصاصة سكنت رأسها لتسكت صوتها، الذى طالما كان صدى للحق، ينقل ويرصد كل ما يدور على الأرض المحتلة من جرائم وعدوان بحق الشعب الفلسطينى والمدنيين العزُل، لتبقى كلماتها الخالدة دائمًا فى نهاية رسائلها المصورة عن العدوان: «سنوافيكم بالتفاصيل حين تتضح الصورة»، وأمس اتضحت الصورة، صورة تحمل شريطًا أسود رافق الفقيدة، حدادًا على رحيلها، رحيل لا يوجد أشرف منه، حينما يكون من ميدان العمل، وعلى أرض الكرامة.

«جيش الاحتلال تعمد استهدافنا»، هكذا وصفت الصحفية الفلسطينية شذى حنايشة، اللحظات الأخيرة فى حياة «أبوعاقلة»، حيث كان يفصلها بضع خطوات عن الراحلة، مؤكدة أن الصحفيين كانوا يرتدون السترات الواقية وخوذات الرأس، ما يثبت أن استهدافها برصاصة فى الرأس كان قتلًا عمدًا، وليس مجرد إطلاق نار عشوائى، علاوة على منع قوات الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى موقع إصابة «أبوعاقلة» لإنقاذها، وهو ما أكده الصحفى الفلسطينى على سمودى الذى كان يتواجد رفقة «أبوعاقلة»، من أن الاستهداف كان عمدًا بسبق الإصرار والترصد، خاصة أن الصحفيين كانوا يرتدون ستراتهم الواقية كاملة، ولكن رصاص الغدر يعرف هدفه، وهو ما نتج عنه إصابته هو الآخر برصاصة فى ظهره.

«ليس سهلًا، ربما، أن أغير الواقع، لكننى على الأقل كنت قادرة على إيصال هذا الصوت إلى العالم»، بتلك الكلمات وصفت «أبوعاقلة»، بنت مدينة القدس، مسيرتها تحت وابل النيران، لتكون صوت الحق الناطق بالأنين.

«أبوعاقلة» امتد تاريخها فى تغطية الأحداث فى الأراضى المحتلة لما يقرب من ربع قرن من الزمان، حيث غطت أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام ٢٠٠٠، والاجتياح الإسرائيلى لمخيم جنين وطولكرم عام ٢٠٠٢، والغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المختلفة التى تعرض لها قطاع غزة على مدار سنوات، ليكون رحيلها من ميدان عملها خير مكافأة وتقدير لها على مسيرتها المشرفة، برصاصة أنهت حياتها لكنها لم تدفن نضالها.