رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيله.. من هو عالم القبطيات الدكتور باهور لبيب؟

الدكتور باهور لبيب
الدكتور باهور لبيب

يوافق اليوم ذكرى وفاة  الدكتور باهور لبيب أحد أشهر علماء القبطيات في مصر والعالم.

وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: إنه ولد في يوم 19 سبتمبر 1905 في ضاحية عين شمس، ولقد تشرب عشق اللغة القبطية منذ طفولته فلقد كان من تقاليد الأسرة منع التحدث بغير اللغة القبطية داخل المنزل حتي يتدربوا جيدا على إتقانها.

وأضاف: درس في مدرسة الأقباط الكبري التي أنشأها البابا كيرلس الرابع ثم ألتحق بالمدرسة الخديوية في المرحلة الثانوية حتى حصل علي شهادة البكالوريا عام 1925، والتحق بعدها بكلية الحقوق، وكان قد تم افتتاح قسم جديد لدراسة الأثار حديثا، فقابل باهور لبيب الأستاذ الكبير لطفي السيد والملقب بأستاذ الجيل وأبدي له رغبته في دراسة الأثار بجانب دراسته للحقوق فوافق أستاذ الجيل حيث أنه كان يرغب في تشجيع الدراسة بقسم الآثار.

واستكمل: أنه يوم امتحان الليسانس تصادف أن جاء موعد الأمتحانان في نفس الوقت فاضطر باهور لطلب تأجيل امتحان الحقوق وأمتحن أمتحان الأثار حتي حصل علي الليسانس عام 1930 وكان من بين أساتذته الذين درسوه في هذه الفترة نذكر العالم الروسي جولنشيف (1856- 1947 ) أستاذ فقه اللغة المصرية القديمة هرمان يونكر (1877- 1962) وله حفائر هامة في منطقة الأهرامات بالجيزة اكتشف خلالها مقابر  ترجع إلي عصر الدولة القديمة والسير بيرسي نيوبري (1868- 1949) أستاذ التاريخ والآثار بالجامعة المصرية.

وتابع: ثم سافر في بعثة إلى ألمانيا  خلال عامي 1930- 1931 لنيل درجة الدكتوراة وكانت بعثة كبيرة مكونة من مجموعة كبيرة من العلماء قدر لها قيادة الجامعة المصرية في العديد من التخصصات  فيما بعد  كذلك سافر في نفس البعثة الدكتور مراد كامل لدراسة اللغات السامية وفي ألمانيا تتلمذ باهور لبيب علي يد مجموعة  كبيرة من أساطير علم المصريات مثل هرمان جرابو أكبر عالم للغة الهيروغليفية في العالم  كذلك العالم الأللماني كورت زيتة رئيس قسم الآثار الفرعونية بمتحف برلين، كما تتلمذ علي يد عميد الأثريين الألمان أدولف إيرمان  وكان موضوع رسالة الدكتوراة هو "الملك أحمس الأول طارد الهكسوس من أرض مصر ومؤسس الأسرة الثامنة عشر" وبالفعل تمكن من إنجاز رسالة الدكتوراة في ظرف أربعة سنوات  ؛وكانت بتاريخ 29 نوفمبر 1934  وكان بذلك أول مصري يحصل علي درجة الدكتوراة في الآثار المصرية . 

وتابع: ثم عاد إلي مصر وعمل أستاذا للغة القبطية وعلاقتها بالمصرية القديمة  ثم قام بتدريس اللهجات القبطية المختلفة وخلال زيارة الملك فاروق للمتحف المصري في أبريل1945وكان باهور لبيب بين صفوف التشريفة التي قامت بإستقباله فعرض عليه الظلم الذي تعرض له فـأصدر الملك أمرا بإرجاع باهور لبيب للعمل كأمين في المتحف المصري ثم مديرا للمتاحف الأقليمية  .

جاءت النقلة الكبرى في حياته بقرار تعيينه مديرا للمتحف القبطي خلال الفترة من (1951- 1965)، وهو بذلك يعتبر ثالث مدير له بعد مرقس باشا سميكة (1864- 1944) الدكتور توجو مينا (1906- 1948)  ولقد زار المتحف خلال مدة رئاسته العديد من رؤساء الدول والشخصيات الرسمية نذكر منهم الأمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور أثيوبيا السابق في يوم 28 يونيه 1958 وزارته ولية عهد الدانمارك في نوفمبر 1962، ورئيس غانا الراحل نكروما ووزير الخارجية الأمريكية الأسبق هنري كسينجر.   

كما تقلد العديد من المناصب الأخري الهامة مثل "عضو بالمجلس القومي للثقافة؛ ومقرر لجنة الآثار بالمجالس القومية المتخصصة – عضو بالمجمع العلمي المصري منذ عام 1960- عضو بمعهد اللآثار الألماني ببرلين – عضو الجمعية الجغرافية الأمريكية – عضو لجنة المتاحف باليونسكو كما حصل علي العديد من النياشين والأوسمة منها ميدالية ذهبية من الإمبراطور هيلاسلاسي كما حصل علي وسام العالم من الدانمارك ووسام الإستحقاق من درجة الصليب الكبير من ألمانيا الغربية ؛ كما حصل أيضا علي مفتاح مدينة ميونيخ 

ومن الأعمال الأخرى التي قام بها الدكتور باهور لبيب أنه كان عضوا في لجنة تقصي الحقائق حول الحفريات الإسرائيلية التي قام بها الإسرائيليون في منطقة دير سانت كاترين عقب عدوان 1956 وكانت اللجنة مكونة من الدكتور باهور مندوبا عن مصلحة الآثار  فؤاد السيد مندوبا عن دار الكتب والمهندس نجيب سلامة والمصور بولس فرج من موظفي المتحف القبطي وتوجهت البعثة إلي دير سانت كاترين بتاريخ 17 يونيو 1957، وأثبتت أن الأثريين الإسرائيلين قد قاموا بعمل حفائر خارج أسوار الدير كما شارك في القيام بحفائر في منطقة أبو مينا الأثرية بصحراء مريوط في عام 1951 كما كان رئيس لجنة التنقيب عن آثار كنيسة السيدة العذراء بأتريب بمدينة بنها محافظة القليلوبية وكان ذلك عام 1969.

مُستطردًا: كما كان عضو اللجنة البابوية التي شكلها قداسة البابا شنودة الثالث لتقصي الحقائق حول صحة نبأ اكتشاف رفات يوحنا المعمدان بدير القديس أبو مقار بوادي النطرون ؛وكان ذلك خلال عام 1978. 

ورحل الدكتور باهور لبيب يوم 7 مايو 1994 عن عمر يناهز 89 عاما تقريبا.