رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاد معاوية بن أبي سفيان.. قصة أول خليفة أموي لأكبر دولة في تاريخ الإسلام

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تحل ذكرى ميلاد الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان، أول خليفة أموي لأكبر دولة في تاريخ الإسلام، حيث تحتفي العديد من الدول الإسلامية، بذكرى ميلاد هذا الرمز الإسلامي الكبير الذي عرف بذكائه وشجاعته ونشره لدين الإسلام، إذ شهدت الدولة الإسلامية أكبر عملية توسعة في فترة حكمه، فضلاَ عن أنه كان من كتاب الوحي.

 

«معاوية بن أبي سفيان».. أول خليفة أموي
يعتبر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أوّل خليفة في تاريخ الدولة الأمويّة التي نشأت بعدما تنازل الحسن بن عليّ -رضي الله عنهما- عن الخلافة لصالح معاوية؛ حَقناً لدماء المسلمين، وحمايتهم، وحِفاظاً على وحدة صفّهم، وبذلك بُويِعَ معاوية بن أبي سفيان بالخلافة في عام 41هـ، ودامت فترة حُكمه لغاية عام 60هـ؛ أي ما يُقارب 20 عاماً شهدَ استقراراً داخليّاً، بالإضافة إلى العديد من الانتصارات، والإنجازات، والفتوحات الإسلاميّة الخارجيّة، وقُد سُمِّيت الدولة الأمويّة بهذ الاسم؛ نسبةً إلى الجدّ الثاني لمُؤسِّس الدولة الأمويّة معاوية بن أبي سفيان، وهو أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، والجدير بالذكر أنّ مدّة خلافة الدولة الأمويّة استمرَّت 91 عاماً؛ حيث انتهت عام 132هـ، وكان آخر خُلفائِها مروان الثاني (مروان بن محمّد).

 

«معاوية بن أبي سفيان» ولد قبل بعثة النبي وأسلم يوم فتح مكة

هو معاوية بن صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس، كُنيته أبو عبدالرحمن القرشيّ الأمويّ المَكّي، وُلِد قَبل بعثة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بخمس سنوات، وهو ابنٌ لأبي سفيان، أمّا أمّهُ فهي هند بنت عُتبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ والداه على الرغم من أنّهما كانا من أشدّ أعداء المسلمين في الجاهليّة، إلّا أنّهما حينما أسلما، وبايعا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حَسُن إسلامهما، وأسلم معاوية بن أبي سفيان يوم فتح مكّة، واتَّخذه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كاتباً للوحي، وشَارك معه في عدِّة غزوات، من أهمّها: غزوة حنين، والطائف، وقاتل فيهما، كما أنّه روى بعض الأحاديث عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فأخته هي أمّ المؤمنين أم حبيبة، إحدى زوجات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.

 

علاقة معاوية بن أبي سفيان والخلفاء الراشدين

اشترك معاوية في عهد أبي بكر الصدِّيق في معركة اليمامة، وكان من ضمن الجيش الذي خرج؛ لفَتح الشام، وفي ولاية عمر بن الخطّاب، اكتسب معاوية ثقة عُمر، فولّاه الأردنّ، ثمّ ضَمّ إليه ولاية الشام بعد وفاة أخيه يزيد بن أبي سفيان الذي كان والياً عليها قبله، أمّا في ولاية عُثمان بن عفّان فقد أصبح معاوية والياً على بلاد الشام كُلّها.

 

وفاة مؤسس الدولة الأموية.. بعد تدشين عدد من الانجازات الكبرى
توفي مؤسس الدولة الأمويّة معاوية بن أبي سفيان في شهر رجب عام 60هـ، وقد بُويِعَ ابنه يزيد بن معاوية في الخلافة بعدما كتب معاوية وَصيَّته له في الحُكم، كما أنه ترك عدد كبير من الانجازات، حيث أنه من أهمّ الأعمال التي أنجزها معاوية بن أبي سفيان أثناء فترة خلافته الكثير من الأمور.

 

أبرز إنجازات معاوية بن أبي سفيان
قام معاوية خلال فترة حياته، بنَقْل مَقرِّ الخلافة إلى دمشق، واتِّخاذها عاصمة للدولة الأمويّة بدلاً من الكوفة، حيث أصبحت دمشق المركز الأوّل للقيادة العسكريّة؛ فمنها كانت تنطلق الجيوش الإسلاميّة بإشرافه، وتخطيط، وكذلك الاهتمام بأمر الجهاز الاستخباراتي، لجَمع المعلومات عن العدوّ، وتطويره بشكل واضح.


وإنشاء ديوان البريد؛ لضمان وصول أخبار البلاد، وأوامره بشكل سريع من، وإلى أطراف الدولة جميعها، بما في ذلك أخبار الثغور، وزيادة الاهتمام بالحدود البرّية للدولة، وتحصينها، وتنظيم حملات الصوائف، والشواتي؛ وهي حملات عسكريّة كان يُجهِّزها خُلفاء بني أميّة؛ للجهاد، والفتوحات في فصلَي الشتاء، والصيف، وبناء قُوّة عسكريّة بحريّة؛ لحماية سواحل الدولة الإسلاميّة، وإنشاء أوّل دار صناعةٍ للأساطيل، لإنتاج السُّفُن البحريّة عام 54هـ، وتطوير ديوان الجُند، والعطاء.