رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. عيد القيامة المجيد فى الكنائس الكاثوليكية والغربية بمصر

القيامة
القيامة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بحلول أحد القيامة الكبير، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية اليوم بحلول الاحتفال بقيامة الربّ، وأيضا تحتفل كنيسة الروم الملكيين، اليوم، بحلول أحد الفصح المجيد، بجانب تذكار القديس الشهيد في رؤساء الكهنة سمعان الفارسي، واستشهد القدّيس سمعان ورفاقه في عهد الملك سابور الفارسي سنة 341، بالإضافة إلى تذكار القديس البارّ اكاكيوس أسقف ميليتيني وعُذِّب القدّيس أكاكيوس لأجل الايمان في عهد الإمبراطور داكيوس، ثم أفرج عنه، فأنهى حياته حاملاً في جسده سمات الرب يسوع، وكارزًا باسمه.

وتلقي الكنيسة عظة في هذه المناسبة تقول فيها: "هذا هو اليَومُ الَّذي صَنَعَه الرَّبُّ فلنبتَهِجْ ونَفرَحْ فيه"، كوننا مسيحيّين، فقد خُلِقنا لملكوت الله منذ نعومة أظفارنا...، لكن، مع الاعتراف بهذه الحقيقة والإيمان بها بشكلٍ مطلق، تواجهنا العديد من الصعوبات للتمسك بهذا الامتياز ونمضي سنوات عديدة في فهمه، طبعًا، ما من أحد يمكنه فهم هذا بشكلٍ كامل.. وأيضًا في هذا اليوم الكبير، هذا اليوم من بين الأيّام، حيث قام الرّب يسوع المسيح من بين الأموات، ها نحن كالأطفال الصغار، الذين ينقصهم أعينٌ ليروا بها وقلبٌ ليفهموا من نحن فعلاً.

هذا هو يوم الفصح- فلنكرّر هذا مرارًا وتكرارًا باحترامٍ كبير وفرحٍ عظيم. كالأطفال عندما يقولون: "ها هو الربيع" أو "ها هو البحر" كي يحاولوا فهم الفكرة،  فلنقل: "هذا هو اليوم المميّز بين الأيام، اليوم الملكي، يوم الرب"، هذا هو اليوم الذي قام فيه الرب من بين الأموات، وهذا هو اليوم الذي يحمل لنا الخلاص". هذا هو اليوم الذي يجعلنا أكثر وعياً ولا نستطيع فهمه. إنه يوم استراحتنا، يوم السبت العظيم؛ إذ إن الرّب يسوع المسيح قد دخل في راحته"، ونحن معه. يقودنا هذا اليوم، في تصوّر مُسبق، في الطّريق الّتي تعبر القبر وأبواب الموت إلى "أَيَّامِ الفَرَج" في "حِضْنِ إِبراهيم".

لقد اكتفينا من المتاعب والكآبة، والتعب، والحزن، والندم. وعانينا ما يكفي في هذا العالم. شبعنا من ضجيج هذا العالم وصخبه؛ فالضجيج هو موسيقاه المفضلة. 

أمّا الآن، فالصمت يسيطر وهو الذي يتحدث: هذا هو النعيم لدينا. إنها بداية الأيام الهادئة، حيث نسمع الرّب يسوع المسيح هناك وصوته "كـصَوت نَسيمٍ لَطيف"، لأن العالم لم يعد يتحدث، "اخلَعوا الإِنسانَ القَديمَ"، "والبَسوا الرَّبَّ يسوعَ المسيح"، فليعطنا الرّب، عندما نتجرد هكذا، أن نلبس من جديد أشياء خفية وغير فانية! وليعطنا أن نتمكّن من النّمو في النعمة وفي معرفة ربّنا ومخلصنا، فصلاً بعد فصل، سنة بعد سنة، إلى حين يأخذنا معه، إلى مملكة أبيه وأبينا، إلهه وإلهنا.