رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى استشهاد سيدهم بشاى بدمياط

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم السبت، بذكرى استشهاد سيدهم بشاى بدمياط.

وقال كتاب السنكسار الكنسي، الذي تُتلى فصوله على مسامع الأقباط يوميًا الذي يحتوي على الوقائع والأحداث والتذكارات المهمة في التاريخ الكنسي، إن فى مثل هذا اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد سيدهم بشاى بدمياط فى يوم 17 برمهات سنة 1565 ش لاحتماله التعذيب على اسم السيد المسيح حتى الموت . 

وكان استشهاده سببا فى رفع الصليب علنا فى جنازات المسيحيين. فقد كان هذا الشهيد موظفا كاتبا بالديوان بثغر دمياط فى أيام محمد على باشا والى مصر وقامت ثورة من الرعاع بالثغر، وقبضوا على الكاتب سيدهم بشاى واتهموه زورًا ببعض الاتهامات وشهد عليه أمام القاضى الشرعي بربري وحمار.

فحكم عليه بالقتل. ثم جلده وأرسله الى محافظ الثغر. وبعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضى. فاستهان بالقتل، فجلدوه وجروه على وجهه من فوق سلم قصر المحافظ الى أسفله، ثم طاف به العسكر بعت أن أركبوه جاموسة بالمقلوب فى شوارع المدينة، وشرعوا يهزأون به ويعذبونه بآلات مختلفة الى أن كاد يسلم الروح. فأتوا به إلى منزله وتركوه على بابه ومضوا فخرج أهله وأخذوه . وبعد خمسة أيام انتقل إلى السماء. وكان موته استشهادا عظيما.

وصار النصارى يعتبرونه من الشهداء القديسين واجتمعوا على اختلاف مذاهبهم، واحتفلوا بجنازته احتفالا لم يسبق له مثيل، حيث احتفل بتشييع جثمانه جهرا. ففلبس الكهنة - وعلى رأسهم القمص يوسف ميخائيل رئيس شريعة الأقباط بدمياط - ملابسهم واشترك معه كهنة الطوائف الأخرى.

وساروا به فى شوارع المدينة وأمامه الشمامسة يحملون أعلام الصليب ثم أتوا به الى الكنيسة وأتموا فروض الجنازة. وصار الناس يستنكرون فظاعة هذا الحادث الأليم، ويتحدثون بصبر الشهيد سيدهم، وتحمله ألوان العذاب بجلد وسكون. ثم تداول كبار الشعب المسيحي بثغر دمياط لتلافى هذه الحوادث مستقبلا. فقرروا أن يوسطوا قناصل الدول فى ذلك لعرض الآمر على والى البلاد، والبابا بطريرك الأقباط، ورفعوا إليهما التقارير المفصلة. وتولى هذا الموضوع الخواجه ميخائيل سرور المعتمد الرسمي لسبع دول بثغر دمياط فاهتم والى مصر بالأمر، وأرسل مندوبين رسميين لفحص القضية. فأعادوا التحقيق وتبين منه الظلم والجور الذي حل بالشهيد العظيم.

واتضح إدانة القاضى والمحافظ. فنزعوا عنهما علامات الشرف ونفوهما بعد التجريد . وطلبوا- للترضية وتهدئة الخواطر- السماح برفع الصليب جهارا أمام جنازات المسيحيين فأذن لهم بذلك فى ثغر دمياط، إلى أن تعمم فى سائر مدن القطر فى عهد البابا كيرلس الرابع.