رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عاشوراء».. مظاهر التقديس ليوم من حياة الشيعة والسنة

أرشيفية
أرشيفية

يحتفل المسلمون بعد غدٍ بيوم عاشوراء، فهو يوم له فضل كبير، حيث أكد الرسول الكريم بأن أفضل عبادة في هذا اليوم هو الصيام، كما أكد علماء الأمة أيضًا على فضل هذا اليوم وسنية صومه، إذ إنه يكفر بصومه عن ذنوب السنة الماضية، استنادًا لقول النبي"أفضلُ الصيام بعد شهر رمضان شهرُ الله الذي تدعونَهُ المُحَرّم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل".

ومن أهم الذكريات في يوم عاشوراء، نجاة موسى عليه السلام وقومه من الغرق، وإغراق فرعونَ وجيشه، والثانية مقتل الحسين بن علي، حفيد الرسول، في معركة "كربلاء"، بعد محاصرة منزله لعدة أيام من قبل جيش يزيد بن معاوية، سنة 61 للهجرة.

ويكون صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب، الأول صيام يوم التاسع والعاشر والحادي عشر، والثاني صوم التاسع والعاشر فقط، والثالث صوم العاشر وحده، إذ قال الإمام أحمد بن حنبل "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر".

حينما قدم الرسول إلى المدينةَ مهاجرًا، واليهود بها، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، سألهم: ما سبب الصيام؟ قالوا: يومٌ أنجى الله فيه موسى ومن معه، وأغرق فرعونَ ومن معه، فصامه موسى شكرًا لله عز وجل، ففي الصحيحن -البخاري ومسلم- عن ابن عباس قال: "قَدِم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة فوجد اليهود صُيّامًا يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله ما هذا اليوم الذي تصومونه قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرًا فنحن نصومه فقال رسول الله "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم وأمر بصيامه.

عاشوراء والشيعة

يعد اليوم العاشر من شهر المحرم، يومٌ له مكانة خاصة عن الشيعة، إذ يستقبله الشعية في إيران والعراق ولبنان والبحرين والهند وباكستان، وفي البلدان الأخرى، بالحزن والعزاء، فهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي، حفيد الرسول، في معركة "كربلاء"، بعد محاصرة منزله لعدة أيام من قبل جيش يزيد بن معاوية، سنة 61 للهجرة.

ويرى الشيعة أن هذا اليوم بالرغم من كونه ذكرى حزينة وأليمة عليهم، فإنه يرمز لديهم لـ"الظلم والإضطهاد"، الذي تعرض له حفيد الرسول، بعد حصاره داخل بيته، ومنع دخول الماء له، حتى تم قتله وقطعت رأسه.

وعند دخول السنة الهجرية الجديدة، يتحول أول عشر أيام من شهر "محرم" إلى طقوس غريبة عند الشيعة، ذات مراسم دينية، إذ يرتدون اللباس الأسود بداية من الأول من محرم، وحتى العاشر منه، ولمدة أربعين يومًا بعده، -حداد على مقتل الحسين-.

وخلال تلك الفترة -العشر الأوائل من محرم-، يمارس الشيعة مراسم دينيّة، حيث تقام المجالس في الحسينيّات أو في المنازل، ويتم تلاوة الشعر عن "الحسين" وإخوته وأولاده وأصحابه، بالإضافة إلى سرد السيرة الحسينية، أو قصّة كربلاء، وفي اليوم العاشر -عاشوراء-، تقام المسيرات، فيبكى عليه، وبعد انتهاء المسيرات تفتح البيوت لكلّ الناس وتقام الولائم، وتوزع المياه بكثرة ويقدّم كعك العباس والهريسة.

وعن صيام يوم عاشوراء لدى الشيعة، فيرى فقهاء الشيعة الاثني عشر، ومنهم السيد علي السيستاني أن صوم يوم عاشوراء مكروه ويمكن الإكتفاء بالصوم عن الماء تشبها بعطش الحسين وعائلته في ذلك اليوم المآساوي.