رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تدخل الأسلحة الإيرانية والروسية المتطورة إلى سيناء؟

الكرونيت
الكرونيت

توجيهها عن بُعد باستخدام الليزر تحتاج إلى رامٍ واحد للإطلاق والتكلفة 20 ألف دولار

كشفت مصادر لـ«أمان» عن معلومات حول قذائف «الكورنيت» التى استخدمها إرهابيو سيناء فى استهداف مطار العريش قبل يومين، مؤكدة أن هناك ارتباطًا بين دخول هذا الصاروخ مصر وبين إيران.

وأوضحت أن عدة دول امتلكت هذا الصاروخ (الروسى الصنع)، قبل ثورات الربيع العربى من بينها «ليبيا، والجزائر، والمغرب، وسوريا، والعراق»، مضيفة: «هذه الأسلحة المتطورة دخلت مصر عن طريق الأنفاق فى عهد جماعة الإخوان الإرهابية».

وأضافت: استُخدمت صواريخ «الكورنيت» فى يونيو ٢٠١٥، باستهداف دبابة للجيش المصرى فى هجوم على كمين «كرم القواديس»، واستخدمها الإرهابيون أيضًا فى استهداف «لنش» تابع لقوات حرس الحدود فى يوليو ٢٠١٥.

وأوضحت المصادر أن «منظومة صواريخ كورنيت الروسية، يتم توجيهها بواسطة الليزر عن بُعد، وتحتاج المنظومة إلى رامٍ واحد لإطلاقها، فيما تبلغ تكلفة الصاروخ الواحد، حسب المعلومات المتوافرة عنه، ٢٠ ألف دولار».

وعن دخول الأسلحة المتطورة إلى مصر، أشارت المصادر إلى أن العملية تتم عبر عدة مراحل؛ أولاها من شمال الصحراء الغربية عبر المدق الواصل بين سيوة والواحات البحرية، ثم إلى الجيزة ومنها إلى السويس أو الإسماعيلية أو ساحل خليج السويس عبر طريق العين السخنة، ويتم تجهيزها لنقلها إلى داخل سيناء على فترات متباعدة، ومن خلال مهربين قدامى.

وأضافت: «هناك مسار آخر، وهو أن تكون تلك التنظيمات الإرهابية حصلت على الأسلحة المتطورة والصواريخ عبر وسطاء من قطاع غزة».

وأكد خبراء عسكريون أن سيناء كانت مخزنًا للسلاح والذخيرة لعدد من الفصائل الفلسطينية المتطرفة، لأن قطاع غزة كان به عدد من المتعاونين مع إسرائيل، الذين كانوا يدلون الجيش الإسرائيلى على أماكن هذا السلاح فتقصفه إسرائيل، خاصة فى الفترة التى شهدت فيها مصر حالة من الانفلات الأمنى منذ ثورة ٢٥ يناير وحتى نهاية ٢٠١٣.

وأضافوا: «من بين الأسلحة التى كانت تهرب من قطاع غزة إلى مصر، صواريخ «جراد ١٢٢ ملم» ذات مدى «٢٠ كم»، و«فجر ٥» ذات مدى «٧٥ كم»، وكل تلك الأسلحة جاءت من إيران.

وتابع الخبراء: إيران تُعد من أهم المصادر الرئيسية لتسليح الجماعات فى كلٍّ من سيناء وقطاع غزة، وعلى الرغم من أنها عادةً ما تُنكِر تقديم أى دعم عسكرى للجماعات الإسلامية الإرهابية، فإنها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة فى ٢٠١٢، حرصت على التباهى بالدعم العسكرى والمالى والتكنولوجى الذى قدمته للمجموعات الفلسطينية المسلحة فى قطاع غزة.

وفى منتصف ٢٠١٦، كشفت مصادر مصرية إسرائيلية، عن وجود تحقيقات موسعة حول إمداد إيران للتنظيمات المتطرفة فى سيناء، بالأسلحة.

وقال مصدر إسرائيلى مطلع إن هناك تحقيقات تتم فى مصر وإسرائيل، منذ عدة أشهر، عن كيفية وصول الأسلحة الإيرانية إلى أيدى الإرهابيين بسيناء، لافتًا إلى أن «هناك صورًا وأشرطة فيديو كثيرة تؤكد هذه الحقيقة».

ورجح خبراء مصريون أن «تكون إيران ضالعة فى توصيل أسلحة لإرهابيى سيناء عبر وسطاء»، مضيفين: «ربما تكون هناك علاقة بشكل غير مباشر بين الجماعات الإرهابية بسيناء وبين طهران عبر تنظيمات متطرفة فى غزة».

وأكدوا أن السلاح الذى يستخدمه الإرهابيون فى سيناء يصل إليهم من إحدى الدول العربية المجاورة لمصر، خاصة فى الفترة التى تلت ثورة ٢٥ يناير، فضلًا عن تدفق كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، ومنها أسلحة ثقيلة ومدافع طائرات وقاذفات، إبان فترة حكم المعزول محمد مرسى.