رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الروم والموارنة واللاتين يحتفلون بيعقوب المعترف أسقف قطاني

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية اليوم بحلول الاثنين الثالث من الزمن الأربعينيّ، بينما تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الاثنين الرابع من الصوم الكبير، كما تحتفل كنيسة الروم الملكيين بحلول إثنين الأسبوع الرابع من الصوم، وتذكار القديس البارّ يعقوب المعترف أسقف قطاني، الذي تألم ومات لأجل الايمان القويم في عهد الإمبراطور محطم الأيقونات لاون الأرمني (813-820).
تلقي الكنيسة عظة بهذه المناسبة تقول فيها: " صحيح أنّ الرسل والأنبياء نثروا بذور الزرع، إنّما الربّ هو الذي زرع بنفسه. لقد كان الربّ ساكنًا فيهم لأنّه حصد الزرع بنفسه. فمن دونه، لا يقدرون على شيء؛ أمّا هو، فيبقى كاملاً من دونهم. وهو قال لهم: "بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً" (يو 15: 5). فما الذي قاله الرّب يسوع المسيح إذاً فيما كان يزرع في الأمم؟ "هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع" (مت 13: 3). في نصّ آخر، أُرسِلَ الحصّادون لجني ثمار الزرع؛ أمّا في هذا النصّ، فالزارع هو الذي خرج ليزرع من دون أن يتذمّر من مشقّاته. لا يهمّه أن يقع بعض الحَبّ على جانب الطريق أو على أرض حَجِرة أو على الشوك... لأنّه لو أُحبِطَت عزيمته بسبب هذه الأماكن العقيمة، لما تابع سيره نحو الأرض الطيّبة!
هذه هي حالتنا: هل سنكون "جانب الطريق" تلك أم "الأرض الحَجٍرة" أم الشوك؟ أم نريد أن نكون الأرض الطيّبة؟ فَلنُعِدَّ قلوبنا لتأتيَ بثلاثين أو ستّين أو مئة أو ألف ضعف من الثمار. ولْتكن ثمارنا في كلّ مرّة قمحًا صالحًا بدون سواه. فلا نَكوننّ بعدُ مثل "جانب الطريق" تلك التي تُداس فيها البذرة الصالحة، والتي يقبض عليها عدوّنا كالعصفور الذي يلتهم فريسته. ولا مثل تلك "الأرض الحجِرة" التي تنمو فيها البذرة بسرعة في تربة غير عميقة ولا تقدر أن تصمد أمام حرّ الشمس. ولا مثل ذلك الشوك الذي يرمز إلى شهوات هذا العالم والانكباب على فعل السوء. فهل ثمّة أسوأ من أن يبذل المرء جهوده في سبيل حياة تمنعنا من أن ننال الحياة؟ أوَليس محزنًا أن يحبّ المرء الحياة لدرجة أن يخسر الحياة؟ أوَليس محزنًا أن يخشى المرء الموت لدرجة أن يقع تحت سلطان الموت؟ فَلْنقتلع الشوك، ولنُعِدَّ الطريق، ولْنقبل البذور، ولنصمُد حتّى الحصاد الأخير، ولْنطمح إلى دخول الأهراء.