رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إمام وخطيب بالأوقاف يوضح الحكمة من عدم طلاق سيدنا نوح لامرأته

الاوقاف
الاوقاف

قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إنه لا شك أن زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ستدخلان النار مع الداخلين لكن لم يظهر لزوجيهما منهما ذنب يؤدي إلى الكفر وإلا فالكافرة لا يجوز إبقاؤها. 

وتابع في رده على سؤال ورد إليه من أحد المتابعين عبر"فيسبوك" يقول: لماذا صبرا سيدنا نوح ولوط هلى زوجتهما ولم يطلقهما؟: لقوله تعالى: "ولا تمسكوا بعصم الكوافر"، فلعلّ زوجة نوح عليه السلام كانت تبطن الكفر أو أنها مع كون نوح قد طالت مدة دعوته أنها تأثرت بدعوة قومها لما رأت أن قومها كلهم على الكفر فشكّت في ذلك، وقالت كيف يكون هذا مؤمناً وحده ويكون هؤلاء كلهم كفار وهم جمهور الأمة.

وأكمل: فقد يكون كفرها خفيا وكذلك امرأة لوط ما ذكروا لها ذنباً إلا أنها كانت تدل على أضيافه أي تدعوا قومها إلى أضيافه ليفعلوا بهم الفاحشة فكان هذا ذنبها ويمكن أيضاً أن تكون كافرة في الباطن ولذلك قال الله  إلا امرأته كانت من الغابرين  .

وأضاف أن المقصود أن امرأة نوح وامرأة لوط لم تكونا مؤمنتين في الباطن وإن كانتا في الظاهر مع زوجهما ولعل هذا هو سبب بقائهما معها، أما حكمة ذلك فلها أوجه عدة، منها:

- بيان الله لخلقه أنه ليس بينه وبين أحد من البشر نسب، وأنه كما أخذ أمسَّ الناس صلة بالأنبياء بذنوبهم فقد يأخذ غيرهم بها، ولن يغني عنهم حينها القريب من الله شيئاً.

- ومنها ابتلاء الله لأنبيائه ومنهم  نوح ولوط عليهما السلام في امرأتيهما  ليعلي درجتهما ويرفع منزلتهما بإيثارهما مرضاة الله عزوجل، كما ابتلى نبيه إبراهيم عليه السلام بأبيه ونوح بابنه وامرأته.

- تقرير عقيدة البراءة من الكافرين في النفوس ليكون الكافر بغيضاً مبغضاً مهما كانت صلته، أو خدماته التي يقدمها للفرد أو المجتمع.

- تسلية وتعزية من ابتلي بابن عاق أو قريب مخالف بذل جهده في هدايته، غير أن الله لم يكتبها له.

- بيان أن كل نفس بما كسبت رهينة، فلا يؤخذ المحسن بجريرة المسيء، ولا يؤاخذ بها مهما بلغ قربه أباً أو أخاً فضلاً عن صديق أو زميل. هذا ما ظهر لي.