رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية صورة.. لماذا تهربت سميحة أيوب من دعوة «سارتر» بعد عرض الذباب؟

سميحة أيوب وسارتر
سميحة أيوب وسارتر

في مذكراتها الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تروي الفنانة القديرة سميحة أيوب، كواليس مقابلتها للمفكر الفرنسي جان بول سارتر خلال عرض مسرحيته "الندم" أو "الذباب"، علي المسرح القومي.

وقالت: لم أكن أتصور أن مسرحية "الذباب" لجان بول سارتر التي أخرجها سعد أردش فطوّع الحركة الكلاسيكية فيها إلى حركة "مودرن" عصرية مع الاحتفاظ بالشكل والإيهام الكلاسيكي، ستجعل رئيس تحرير "الاوبزرفير" الفرنسية، والذي هو الآن يشغل منصبا سياسيًا كبيرُا في فرنسا، يطلب مقابلتي بعد العرض ليقول لي: لم أكن أتصوّر أن (ندم - ذباب) سارتر سوف تقدّم بهذه العظمة، بكل مفرداتها من إخراج وتمثيل وديكور وكورس.

وبعد ثلاثة أيام من انتهاء عرض مسرحية الذباب لسارتر، كنت أمثل في مسرحية من تأليف د-رشاد رشدي فإذا بالسيد كلود استيه رئيس تحرير الأوبزيرفر يصافحني ويقول لي: في مسرح الأزبكية في الذباب كنت أشاهد فنانة عملاقة لها حالات من الإبداع في كل ليلة، أما الليلة فقد شاهدت (ديفيليه) عرض أزياء.

وسافر كلود استيه، وذات يوم وأنا أتصفح جريدة الجمهورية إذا برسالة موجّهة لي منه يقول فيها: أرجو إبلاغ الفنانة سميحة أيوب أنني عندما رجعت إلى فرنسا لم أجد سارتر في باريس، فهو في جولة في الاتحاد السوفييتي مع سيمون دي بوفوار، وأخبرته تلفونيًا، وقال ربّما في مخططه أن يذهب إلى مصر.

وفعلا جاء إلى مصر بدعوة من جريدة الأهرام، وكنت في ذلك الوقت أؤدي دورًا في العمل الكبير "الإنسان الطيب" لبرتولد بريخت، وكان قد مرّ على عملي في "الذباب" قرابة السنة والنصف، وإذا بالإدارة تخبرني أنّ سارتر سوف يحضر مسرحية الذباب وهي ترمز للاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية، وكان لابدّ من عمل بروفات.

وتابعت: قالوا لي سنوقف عرض مسرحية "الإنسان الطيب" في يوم مجيء سارتر، فرفضت إيقاف عرضها، وإغلاق المسرح وقلت لهم: سوف أقدّم عرض "الذباب" لسارتر في الصباح، وأذهب في المساء لتأدية دوري في مسرحية "الإنسان الطيب" وجادلني كثيرًا في هذه الجزئية أستاذنا الكبير توفيق الحكيم الذي كان يشعر ساعتها أنه أنجبني وأنني ابنته التي يفخر بها فقلت له: اعذرني أنا لا أستطيع أن أغلق ليلة في مسرح كامل العدد.وذهبت إلى المسرح لأقوم بتمثيل دوري في مسرحية الذباب. وبعد أن انتهى العرض إذا بسارتر وسيمون دي بو فوار يصعدان إلى المسرح وسارتر يقبلني ويقول لي: أخيراً وجدت ألكترا في القاهرة.

كان "سارتر" فرحا وسعيدا، فنظرت في عيني أستاذنا توفيق الحكيم فرأيت فيهما دمعة فرحة. وربت علي وقبلني وقال لي: أرأيت؟ وفي تلك اللحظة سلم علي سارتر وسيمون وقالا: سوف نلتقي في الحفل. ولم أنطق بكلمة ولم أقل إن عندي سواريه آخر، ولكن توفيق الحكيم قال لي: يا سميحة إنتي دماغك ناشفة، يعني كان لازم السواريه؟ دا أنتي العروسة. فضحكت وقلت له: وأنت العريس، وبلغهم إن العروسة هربت يوم الفرح.