رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم يغرق.. دراسة جديدة تحذر من ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي

ذوبان الغطاء الجليدي
ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي

حذرت دراسة جديدة، اليوم الأربعاء، من الوضع غير المستقر الذي يتسم به المناخ العالمي والانظمة البيئة.

حيث أشارت الدراسة إلى أن الاحتباس الحراري يمكن أن يدفع الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي إلى ما بعد نقطة التحول في غضون 10 سنوات.

وأضافت الدراسة، التي نُشرت في "نيتشر كوميونيكيشنز"، إن الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي (أنتاركتيكا) وصل إلى نقطة اللاعودة من حيث فقدان الغطاء الجليدي في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا.

وأوضح الباحثون، ربما نكون بالفعل في وسط هذه المرحلة، وهو الأمر الذي قد يكون له عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بارتفاع مستوى سطح البحر على مستوى العالم، والبيئة الطبيعية التي تعتمد عليها الحيوانات في القارة القطبية الجنوبية.

وحتى يتمكن الباحثون من التوصل لهذه النتائج عادوا إلى الماضي وبحثوا في تاريخ القارة على مدار العشرين ألف سنة الماضية - العصر الجليدي الأخير - من خلال دراسة لب الجليد المستخرج من قاع البحر.

ولفهم الأمر بشكل أقل تعقيدًا، يقول العلماء إنه عندما تنفصل الجبال الجليدية عن المثالج بالقارة القطبية الجنوبية، فإنها تطفو في قناة رئيسية تُعرف باسم (Iceberg Alley)، ثم تنسل الجبال الجليدية إلى البحر، وعندما تذوب يتراكم الحطام العالق بهذه الجبال في قاع البحر، مما يمنح الباحثين سجلًا للتاريخ على بعد حوالى 3.5 كيلومتر تحت الماء.

ومن خلال الجمع بين هذا السجل الطبيعي لانجراف الجبال الجليدية، والنماذج الحاسوبية لسلوك الصفائح الجليدية، تمكن الفريق من تحديد 8 مراحل لتراجع الغطاء الجليدي عبر آلاف السنين الأخيرة، ففي كل حالة، حدث زعزعة لاستقرار الغطاء الجليدي، ثم يعود الاستقرار لاحقًا في غضون عقد أو نحو ذلك.

وأظهرت الدراسة أن نفس نمط ارتفاع البحر يحدث في كل مرحلة من المراحل الثماني أيضًا، مع تأثر مستويات سطح البحر العالمية لعدة قرون وحتى ألف عام في بعض الحالات، وحدد التحليل الإحصائي نقاط التحول لهذه التغييرات.

وتعزز نتائج الدراسة صور الأقمار الاصطناعية الحديثة، التي تعود إلى ما يقرب من 40 عامًا فقط، فهي تظهر زيادة في خسائر الجليد من الجزء الداخلي من الغطاء الجليدي في أنتاركتيكا، وليس فقط التغييرات في الجروف الجليدية التي تطفو بالفعل على الماء بحرية.