رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار أسامه محمد زكي يكتب: فعامله الشارع بنقيض قصده

المستشار أسامه محمد
المستشار أسامه محمد زكي

  المقصود بالشارع هنا هو (الله الحكيم) الذي شَرَع الشرعَ لعباده ، أما فحوى هذه العبارة فنقول بأن لدى الفقه الإسلامي قاعدة شهيرة مفادها المعاملة بنقيض المقصود ، كما لو استعجل أحد الورثة إرثه فقتل مورثه فتجد الشرع يعاقبه  بحرمانه من الإرث الذي استعجله قبل أوانه ، و هنا يقول الفقهاء (فعامله الشارع بنقيض قصده) ، و من أمثلتها ايضا توريث المطلقة ثلاثا إن طلقها زوجها في مرض موته فرارا من توريثها ، فيورثها الشرع و يعامل الزوج بنقيض قصده .
 
 أقول ذلك بخصوص الفتنة التي أثيرت من خلال فيديو هذا القميئ الحقير الذي تعرض للإساءه في حق الجناب النبوي ، و هو فيديو قديم ، و كونه قد أعيد إثارته في هذه الأيام فإنه لا يخفى على أقل الناس فطنة إلا أن وراء نشره نية خبيثة تريد إشعال فتنة بتهييج المسلمين على الأقباط بإثارة ما لا طاقة لمسلم و لو كان عاصيا أو فاسقا أن يتحمله لكونه يخص أعظم شخصية عرفتها دنيا الناس قديمها و حديثها ، المعظمة في القرآن من لدن الرحمن  ، و المشهود لها من كل بني الإنسان .
   فطالما أن الغرض الوحيد الذي لا يبين على السطح سواه والذي يبدو كالشمس في ربع السماء هو إشعال الفتنة الطائفية فهنا وجب على كل مسلم عاقل أن يلقي على هذه نار تلك الفتنة ماء هذه القاعدة الراشدة و يعامل هذا العمل الملعون الخبيث بنقيض قصده و يمررها بردا و سلاما خاصة و أن أخواتنا الأقباط الطيبين ساءهم بحق الأمر مثلما ساء المسلمين تماما بتمام .
 هذا من ناحية و من ناحية أخرى فإنه لا يستقيم بمسلم محب لرسوله و لدينه أن يكون ألعوبة في يد مثيري الفتن و يكون أداة لنشر ما يسيء لدينه و يكون بوقا مجانيا من أبواق أهل الفتنة و ينشر تلك المقاطع و لو بأن يعقب عليها  برد أو شتم  أو أن يعكر صفو من يقرأ صفحته بالإشارة إليها ، فهذه الفتنة اولى بنا وأدها ، و تجاهل امثالها كلما أثيرت كي نوصل لمثيرها رسالة مفادها (إلعب غيرها يا شاطر) فمقصودك مردود عليك و غرضك الأسود لن تناله و عاملناك بنقيض قصدك فلم نستفز و لم نتحامق و لم نقع في هذا الفخ  ، و ليكن ردك أيها المسلم المحب لدينه العاقل الراشد على صفحات تواصلك الاجتماعي أن تكتفي بنشر شمائل نبيك و ما كان من كريم أخلاقه و عبارات الثناء و الصلوات عليه دون التفات لكلام سفلة الحمقى  و لا ترديده و لا الإشارة إليه او التعقيب عليه و كأنه لم يكن و لم يثر ، فهؤلاء سفاسف و توافه مجسده و وراءهم نية سوء فالأجدر بنا ألا نمكنهم (بنا) من الوصول إليها ، و الأحرى بنا التيقظ و وأد هذه الفتنة في مهدها فهذا الزمان بما فيه من أحداث يحتاج لحكمة تغاير ما كان عليه أسلوب المواجهات فيما قبل ، حكمة تجعلك تتعامل مع أحداث اليوم الأول تعاملك في اليوم المائة ، حكمة تجتمع مع البصيرة النافذة فيقدرا العواقب و يختارا أخف الضررين و أفضل النهايات و الحلول .
   و اعلم أن هدف أعداء الدين و الوطن هو هدم البلاد و وقف إنطلاق تقدمها و قد اتخذوا معاول هدم حديثة بإثارة الشعوب بعد أن كانت فيما سبق تتمثل في الحروب و اختراق الجيوش لكنهم وجدوها باهظة التكلفة ، أما الأن ففيديو حقير يثيره مجهول حقير و يقدمه شخص حقير كاف لتخريب بلاد و تعكير و تكدير شعوب و بأرخص الأثمان و يفرق أهلها فريقين يتقاتلان .. و صاحبك يتفرج علينا و يسخر بنا من على أريكته و تتعالى ضحكاته فرحا بابتلاعنا الطعم و سريان سمه في الجسد  لنهديه ما أراد و فوق ما أراد ( و الله من ورائهم محيط )
 بقيت كلمة أخيرة .. هذه الفتنة إما أن يكون مثيرها من بقايا تلك الجماعة المحظورة نكاية فيمن أنقذنا منهم .. و عندئذ فإن هذا يعني مروقهم من الدين بالكلية إذ قدموا أهدافهم الخبيثة الدنيوية المحضة على حفظ حمى الممدوح الأعظم مما لا يبقى لهم اي حظ من دينه ، و إما من جهات خارجية اغتاظها هذا النماء و هذا البناء الذي تشاهده مصر و كيف أن هذا البلد المنهك قد قام و انتفض و التقط أنفاسه لتكون  مصر الرائدة (أم الدنيا و قد الدنيا) كما وعد رئيسنا و وفى فحينئذ وجب على كل وطني غيور الا يسمح بهدم هذا البناء و إلا كنا كيهود بني النضير يخربون بيوتهم بأيديهم .. فاعتبروا يا أولي الأبصار .