رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو أول مراسل حربى فى مصر؟

عبدالله النديم
عبدالله النديم

كل الوقائع التاريخية والتحقيق العسكري الذي أجري مع زعيم الثورة العرابية نفسه عقب القبض عليه والمحاضر الرسمية في التحقيقات أكدت هذه الحقيقة، وهي أن عبدالله النديم كان أول مراسلاً حربيًا في التاريخ المصري.

 

كان عبدالله النديم واحدًا من أبرز أبطال الثورة العرابية المدنيين وكان قلم الثورة ولسانها والمسئول الإعلامي الأول عنها.

 

عبدالله النديم خطيب الثورة وكاتبها حمل مطبعته وذهب خلف المقاتلين في الجبهة يصدر جريدته من وسط ميادين القتال.

 

يذكر إسماعيل يونس في مقال له بجريدة الأخبار عام 1981 أن إسماعيل أيوب "القومسيون" أو لجنة التحقيق العسكرية استدعت الزعيم أحمد عرابي في جلسة التحقيق الثالثة التي عقدت بعد الظهر ليسأله عن عبدالله النديم الذي كان مختفيا في ذلك الوقت، وكانت السلطات تبحث عنه بشدة وتخصص جائزة مالية 1000 جنيه وكانت الألف جنيه وقتها تشتري عزبة بما فوق أرضها من مبان وبشر".

 

وسجلت التحقيقات سؤالا وجه إلى عرابي يقول: "ألم يبلغك أن عبدالله النديم كان يوجه إلى الإسكندرية قبل الواقعة المذكورة "حرق الإسكندرية وتهجير الأهالي عقب الضرب"، ويجتمع مع الشبان ويلقي خطبًا مهيجة حتى أن محافظ الإسكندرية أراد أن يخرجه من البلاد ويمنعه من ذلك.

 

ونفى عرابي نسب النديم إليه بقوله: "فضلا عن عدم إبلاغي ذلك فإن عبدالله النديم المقول عنه ليس هو منسوب إلي وتحت إرادتي ولا أنا مسئول عنه كما أن مأمور الضبطية بالإسكندرية كذلك".

 

أما عن عبدالله النديم فقد ولد في الإسكندرية عام 1261 هـ، يتصل نسبه بالحسن السبط، شغل بعض الوظائف، وأنشأ فيها الجمعية الخيرية الإسلامية، وكتب مقالات كثيرة في جريدتي المحروسة، والعصر الجديد، ثم أصدر جريدة "التنكيت والتبكيت" مدة، واستعاض عنها بجريدة سماها اللطائف أعلن بها جهاده الوطني، وحدثت في أيامه الثورة العرابية، فكان من كبار خطبائها، فطلبته حكومة مصر.

 

 استتر عشر سنين، ثم قبض عليه سنة 1309 هـ فحبس وأطلق على أن يخرج من مصر، فبرحها إلى فلسطين وأقام في يافا وسمح له بالعودة إلى بلاده فعاد واستوطن القاهرة، وأنشأ مجلة الأستاذ سنة 1310 هـ ونفاه الإنجليز ثانية، فخرج إلى يافا، ثم إلى الأستانة فاستخدم في ديوان المعارف مفتشًا للمطبوعات في الباب العالي، وله كتب منها: الساق على الساق في مكابدة المشاق، كان ويكون، النحلة في الرحلة، والمترادفات، وتوفي بالأستانة عام (1314 هـ/1896).