رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الرز: ذكرى تفجير مرفأ بيروت تكشف عن هموم اللبنانيين

تفجير مرفأ بيروت
تفجير مرفأ بيروت

استرجع الكاتب والمفكر اللبناني محمد الرز، ذكرى حادث مرفأ بيروت الأليم، قائلا إن سنة مرت على ثالث أكبر انفجار في العالم دمر نصف العاصمة بيروت، والذي أودى بحياة 200 من أبنائها وأكثر من 6 آلاف جريح، في نكبة ضاعفت من معاناة الشعب اللبناني الذي لم يشهد لها مثيلا منذ 150 عاما، على يد طبقة متسلطة تجاوزت الدستور ومنظومة القيم وقواعد التعايش الوطني، وامعنت في تدمير مقومات الدولة الوطنية بموجب بروتوكولات حكماء الفساد المدعومة أجنبيا. 

 

طبقة سياسية بعيدة عن هموم اللبنانيين

وأضاف الرز في تصريحات للدستور: أن مرور عام كامل على هذه المأساة غير المسبوقة يظهر بوضوح طبيعة النهج الذي تتبعه هذه الطبقة الحاكمة بعيدا عن هموم الشعب، لافتا إلى أنه لم يحدث إغاثة فورية مطلوبة للمنكوبين، ولم تطبق المساعدات التي أقرت حكوميا بقيمة 1500 مليار ليرة، ولم يتم توزيعها على المتضررين، ألا بنسبة لا تتجاوز 10 بالمئة حسب تقرير الجيش اللبناني.

وأردف: "حتى المساعدات العربية والدولية غرقت في دوامة الاستفهام والتشكيك بعد المتاجرة بها وسوء تخزينها من قبل ما يسمى الهيئة العليا للإغاثة، ولا التحقيقات وصلت إلى نتائج واضحة عقب التهرب منها باقنعة مصلحية وعصبية طائفية وحصانات ساقطة امام ضياع ممتلكات اللبنانيين، وتهجير ربع مليون مواطن منكوب".

 

تمييع التحققيات 

ونوه المفكر اللبناني البارز، بأن “اللبنانيين يتساءلون عن نتائج التحقيقات الدولية في انفجار مرفأ بيروت، وقطع هذا الشريان الحيوي للبنان لمصلحة مرفأ حيفا في إسرائيل، ولماذا لم تسلم فرنسا والولايات المتحدة صور الأقمار الصناعية عن هذه الكارثة؟”، متابعا: “ولا شك ان تمييع التحقيقات والتجاهل الدولي لمساعدة لبنان من أجل كشف الحقيقة يظهر عدم مصداقية هذه الدول، ومدى تورطها في طمس العدالة حول من جلب نيترات الامونيوم، ومن قام بعملية تفجيرها”.

واعتبر الرز، أن كشف هذه القضية يعتبر المفتاح الرئيسي لكل التحقيقات، بمثل ما أن طمسها يلقي الشكوك على كثير من الفرضيات المتعلقة بأصحاب المصلحة في تخزين هذه المواد مدة ست سنوات، خاصة بعد ثبوت أن المادة التي انفجرت شكلت ربع الكمية المخزنة دون أن يعرف أحد إلى أين ذهب ثلاثة أرباعها.

 

انفجار شعبي بالذكرى الأولى

 وأضاف: "من هنا فإن نقمة شعبية كبرى سوف تترجم غدا، في ساحات وميادين لبنان وأمام منازل المسؤولين الممتنعين عن الخضوع للتحقيق في الوقت الذي يؤكد فيه اللبنانيون، بمعظمهم على ضرورة إسقاط كل الحصانات النيابية والوزارية  ليأخذ التحقيق مجراه الصحيح بحرية ونزاهة، نحو تحقيق العدالة وتحت شعار أنه لا حصانة لأحد أمام دماء اللبنانيين، وتدمير بيوتهم وأرزاقهم ومستقبلهم".

واختتم الرز حديثه قائلا: "يبقى أن أطراف الطبقة الحاكمة في لبنان تسعى لاستثمار انفجار المرفأ وتداعياته في البازار الانتخابي بعد سبعة أشهر على قاعدة تقاذف المسؤوليات لكن نقمة الناس المتضامنين مع أهالي شهداء الانفجار، والمتضررين والمنكوبين سوف تحول دون هذا الاستثمار وبالتالي ازدياد وتيرة الانتفاضة ضد الطبقة السياسية الحاكمة برمتها" .