رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس تحرير «آراب نيوز»: الإخوان تستخدم العنف لتشتيت الانتباه عن فشلهم

جماعة الاخوان
جماعة الاخوان

قال الكاتب السعودي فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة "آراب نيوز"، إن الأحداث الأخيرة في تونس عززت ما حذر الكثيرون من حدوثه بفشل الإخوان في حكم وإدارة البلاد، واصفا حكم الجماعة في تونس بأنه كان عبارة عن "مسرحية مكشوفة استخدم فيها أبطالها الخيال اليرق لاختطاف مشاعر الشعب"، في حين أنها لم تحقق أي شيء على أرض الواقع.

ولفت عباس، في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني، إلى أن التونسيين، مثلهم مثل مواطني العديد من البلدان العربية التي حكم فيها الإخوان من قبل، كانوا على علم بحقيقة الجماعة وأهدافها الخبيثة واستخدامها العنف والإرهاب لتشتيت انتباه الناس عن ضعفهم وفشلهم في إدارة البلاد، ولذلك كان الكثيرون يتوقعون نهايتهم بهذا الشكل الذي آلت إليه الأحداث. 

انهيار اقتصادي وفشل في إدارة أزمة كورونا وفساد

وأوضح أن تونس تراجعت اقتصاديًا خلال فترة حكم الإخوان، ممثلة في حركة "النهضة"، وخاصة خلال العامين الآخرين، حيث كان اقتصاد البلاد منهارا بسبب فشلهم في إدارة أزمة فيروس كورونا، كاشفا أن سوء إدارتهم للبلاد دفعت 14.5% من التونسيين إلى الهجرة إلى أوروبا خلال العامين الماضيين فقط. 

وذكر الكاتب أنه كان هناك 6798 احتجاجًا في تونس في النصف الأول من عام 2021، و15000 حالة وفاة بسبب كوفيد-19 في نفس الفترة، مشيرا إلى أنه كانت هناك زيادة بنسبة 200% في إصابات كورونا وانكماش اقتصادي بنسبة 21٪ من أبريل 2020 إلى الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 ، مما تسبب في بطالة بمعدل 17.8٪. والواقع الأكثر مأساوي من ذلك كله ، أن هناك 78 حالة انتحار تُعزى إلى سوء الأحوال المعيشية في النصف الأول من هذا العام. 

ونقل الكاتب السعودي عن مراسلة صحيفة نيويورك تايمز فيفيان يي في تقريرها من تونس: "عقد من البطالة المستعصية، وتزايد الفقر، وانتشار الفساد، وتفاقم المأزق السياسي - والآن الوباء – لم يعد هناك أي ثقة في الحكومة". 

وأضافت "إن كل تونسي تحدثت إليه بدا سعيدًا، بل ومتحمسًا لما فعله سعيد. وهذا دليل على مدى ضجر الناس من الغنوشي وحزبه". 

نزع الأقنعة عن الجماعة

وأشار عباس إلى أن الجماعة فشلت في التعريف بنفسها على أنها  حزب "إسلامي ديمقراطي يسعى لبناء دول حديثة"، بالرغم من إدعائها ذلك في كثير من الأحيان، مضيفا "لطالما علمنا أن مثل هذه الأحزاب تتظاهر بأنها مدنية وديمقراطية عندما يناسبها ذلك، وفي اللحظة التي لم يعد فيها هذا التظاهر مفيدًا، تنزع الأقنعة وتظهر ألوان الحزب الحقيقية وتسيطر بشكل عام على حساب أي شيء".

وتابع "أيا كان ما يقوله أعضاء حركة النهضة عن أنفسهم، لا يمكنهم الآن إنكار أن كثير منهم يخضعون للتحقيق بسبب تورطهم في الفساد وتلقي تمويلات أجنبية وقبول أموال مجهولة المصدر قبل انتخابات 2019".

تهديدات بالعنف والإرهاب

ونوه الكاتب إلى أن الشعب التونسي كان يدرك جيدا حقيقة الإخوان، ولم يتردد في النزول إلى الشوارع احتجاجًا على حكمهم، معتبرا أن قرارت الرئيس التونسي للحد من نفوذ الجماعة هي تحرك جيد لإنقاذ البلاد من خطورتها. 

وذكر أنه بعد قرارات سعيد، اتجهت حركة النهضة لإطلاق التهديدات بإرهاب أوروبا ونشر العنف في تونس، مضيفا "هذا ليس أمرا جديدا أو غير متوقعا على الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي، إنها مجرد حيلة مشتركة لتحويل الانتباه عن مشكلة من خلال خلق مشكلة أخرى".

واختتم مقاله موجها حديثه للجماعة "إن أهل تونس الطيبين يستحقون أفضل مما تحملوه انتم له، يجب على أولئك الذين يقلقون بشأن ما يفعله سعيد أن ينظروا إلى تاريخ تونس، وأن يفهموا أنه يفعل الشيء الصحيح من خلال الالتزام بالمبادئ التي وضعها الرئيس المحترم الحبيب بورقيبة - الزعيم الوطني الذي وضع تونس في طريق التقدم".