رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يقضى سكان الأسمرات العيد فى منازلهم الجديدة؟

الأسمرات
الأسمرات

لم تكن خطوة إعلان الجمهورية الجديدة مجرد قرار سياسى، بل نتيجة لمجهودات كبيرة بذلتها القيادة السياسية خلال السنوات الماضية لينعم كل مواطن مصرى بحياة كريمة، وكان ملف العشوائيات على رأس قائمة الأولويات، والآن- فى الجمهورية الجديدة- يحتفل سكان حى الأسمرات بعيد الأضحى، وبأن الدولة منحتهم سكنًا آمنًا ولائقًا. 

مدينة «الأسمرات»، تضم مصريين أنقذتهم الدولة من الموت فى المناطق العشوائية، مثل «صخرة الدويقة والجيارة»، وتقع تحديدًا فى حى المقطم بمحافظة القاهرة، وهى مشروع مكون من ٣ مراحل، أُقيم على مساحة ١٨٥ فدانًا تقريبًا، ويعد أكبر مشروعات القضاء على المناطق العشوائية، واستوعب أكثر من ١٥ ألف أسرة حتى الآن، وجرى الانتهاء من المدينة بالكامل، وتسكين المرحلتين الأولى والثانية، وجارٍ التسكين فى المرحلة الثالثة، وعدد وحدات المدينة ١٨ ألفًا و٤٢٠ وحدة سكنية. «الدستور» انتقلت إلى الأسمرات، لرصد فرحة مصريين وهم يحتفلون بنجاحات الجمهورية الجديدة، ويقضون عيدهم الأول فى مكان لائق ينعمون فيه بحياة كريمة، كما وعد الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

محمد أنور: منافذ «أمان» والجمعيات وفرت اللحوم بأسعار مخفضة 

قال محمد أنور، من أهالى الأسمرات، ٣٣ عامًا، إنه عاش حياته مهددًا بالتشريد أو الموت، إذ كان يسكن بشكل مخالف فى منطقة القطامية التابعة للتجمع الخامس، ونجح فى توفيق أوضاعه ونقل أسرته المكونة من ٤ أفراد إلى منطقة الأسمرات.

ويضيف «أنور»: «بعد أن انتقلنا للأسمرات أصبح بإمكاننا أن نشعر بفرحة العيد بعد تخفيف قيود فيروس كورونا، ففى الأعياد الماضية مُنعت الصلوات الجماعية والتجمعات فى النوادى والساحات، لكن الآن نشعر بالسعادة». وتابع: «أديت أنا وأسرتى صلاة العيد فى ساحة النادى الشعبى، وكان رئيس الحى يحضر معنا الصلاة، لمشاركتنا الفرحة والاطمئنان على أحوالنا».

ولفت إلى أنه خلال الأسابيع الماضية انتشرت منافذ «أمان» التابعة للشرطة، وامتلأت منافذ الجمعيات الاستهلاكية باللحوم بأسعار مخفضة مقارنة بالمجازر، أما الأضاحى الحية فكان هناك تنبيه واضح من إدارة الحى بحظر الذبح فى الشوارع وبين العقارات لحماية البيئة والحفاظ على الشكل الحضارى. وأوضح: «فى المقابل سمحت بالذبح فى المجازر القريبة، دون رسوم، ولعل أهم منطقة نُقل إلى حظيرتها معظم أضاحى السكان هى (الخزان) التابعة لحى المقطم»، مشيرًا إلى أن الأطفال كان لهم نصيب من السعادة أيضًا، إذ أتاحت إدارة الحى تنظيم معارض ملابس الأطفال والسيدات فى الساحات المفتوحة، كى لا تُرهق الأسر فى التنقل بعيدًا للشراء، مع تخصيص ركن كامل لبيع اللعب كى يشعر الأطفال ببهجة العيد.

 

مريم شريف:  عزمنا أقاربنا فى منزل جديد «يشرح القلب»

لم تتغير طقوس عيد الأضحى منذ زمن بعيد، ففى كل مرة يجتمع نفس الجيران صباحًا لحضور مراسم الذبح وتوزيع لحم الأضاحى على الفقراء، ويشاركهم الأطفال هذه الأجواء، وظل هذا المشهد يتكرر فى منطقة القرنفل بحى الأسمرات.

انتقلت أسرة مريم شريف إلى الأسمرات ضمن مجموعة من الأسر التى تسلمت منازلها الجديدة، التى أحيت فيها شعائر عيد الفطر الماضى كأول عيد لها هناك، والآن تقضى عيد الأضحى.

تقول «مريم» عن تجربتها الجديدة: «عيد الأضحى السنة دى هيكون تانى عيد لينا فى الأسمرات بعد عيد الفطر، متشوقين نستقبل أقاربنا ونعزمهم فى بيتنا الجديد، لأنهم بيحبوا منطقتنا الجديدة لأنها أفضل وأنظف حاجة تشرح القلب».

أطفال الجيران الذين اعتادوا قضاء ليلة العيد معًا يضيفون للعيد بهجة أخرى، فقد انتقل الجيران معًا إلى بناية جديدة فى الأسمرات، وهو ما يجعلهم أكثر فرحًا، فعلى الرغم من تعرفهم إلى بعض الجيران الجدد، فإن أصدقاء ورفقاء الطفولة لا يعوضهم أحد ولهذا يجتمعون معًا مرة أخرى، وفى مكان أفضل.

تصف «مريم» فرحتها بالعيد فى منطقتها الجديدة بالقول: «عيد الأضحى فرصة نتعرف على الجيران الجدد وإحنا بنوزع لحوم الأضاحى زى ما اتعودنا من زمان، وهنكون حاسين بالراحة والأمان أكتر زى منطقتنا فى مصر القديمة، ومش هنحس إننا أغراب عن بعض، لأن كل شخص جه الأسمرات من حى مختلف».

سارة محمود:  ثقافات مختلفة وعادات متنوعة لكن الأمان واحد

انتقلت مئات الأسر الفقيرة للإقامة فى المساكن الآمنة التى وفرتها لها الدولة فى «حى الأسمرات»، ولأن كل أسرة لها عاداتها وثقافتها المختلفة عن الأخرى، أصبح هناك تنوع ثقافى واجتماعى داخل الحى. ومن بين أسر «وادى عنتر» انتقلت سارة محمود مع عائلتها وبعض أقاربها، وما زالت تتعرف على الجيران وطبائعهم وعاداتهم المختلفة. وقالت «سارة»: «أهلى جاءوا معى للأسمرات، والحمد لله انتقلنا إلى سكن أفضل، ودى أكتر حاجة تحسسنى بالعيد وتطمنى إنى لسه فى محيط ناس أعرفهم وقريبة منهم». لم تندمج «سارة» مع المجتمع الجديد بسهولة وما زالت فى مرحلة التعرف على هذا الكم الهائل من الثقافات المختلفة. وأضافت: «الحياة فى الأسمرات أفضل فى كل شىء لكن المشكلة فى اختلاف الجيران عن بعضهم بعضًا نظرًا للأحياء المختلفة التى ينتمون إليها قبل المجىء إلى الحى الجديد، ويحتاج الجميع إلى فترة فى البداية حتى يستطيع الاندماج فى الحى الجديد». قررت أسرة «سارة» قضاء أحد الأعياد فى منازلها الجديدة والعيد الذى يليه تسافر إلى مدينة ساحلية للتجديد وقضاء عيد مختلف وهادئ وخالٍ من التوتر.

شهد محمد:  نستمتع بالهدوء وبالشوارع النظيفة

تقول شهد محمد، من سكان الأسمرات، وتعود أصولها إلى مدينة إدفو بمحافظة أسوان، إنها فى طفولتها كانت تحضر العيد فى أسوان ودائمًا كان مختلفًا عن كل الأعياد التى قضتها فى منطقتهم القديمة «حى الدويقة»، حيث يتميز الصعيد بالهدوء، لكنهم وبعد انتقالهم للأسمرات، شعروا بأن العيد فى الحى الجديد أشد هدوءًا، والشوارع أكثر نظافة وجمالًا. 

وتضيف «شهد» أن العيد فى الأسمرات عبارة عن احتفالية كبرى، حيث يجتمع السكان لأداء صلاة العيد فى المسجد الكبير، بحضور رئيس الحى، ويخصص هذا اليوم للتعرف على السكان الجدد والترحيب بهم، ومن لديه شكوى من السكان القدامى، تؤخذ شكواه على محمل الجد، مشيرة إلى أنه عندما قررت أسرتها المنتقلة حديثًا إلى الأسمرات أن تقضى العيد فى المنطقة الجديدة لم تفكر فى الذهاب إلى النادى الاجتماعى، وقررت البقاء فى المنزل وقضاء العيد فى زيارة والدها ووالدتها اللذين انتقلا معها أيضًا، ويسكنان فى بناية قريبة من شارعها.